لا يحتاج جهاز الأمن العام اللبناني بقيادة اللواء حسن شقير الى الكثير من الشرح فإنجازاته اليومية على امتداد مساحة الوطن، كفيلة بأن توضح للقاصي والداني حجم الدور الكبير الذي يقوم به الأمن العام، في سياق العمل على ترسيخ الأمن والآمان من خلال ملاحقة وتوقيف العصابات والمشتبه بهم في مختلف القضايا التي تمس بأمن المواطن والمجتمع، او لجهة العمل على متابعة مختلف الشؤون التي تدخل في صلب عمل جهاز الأمن العام، ومن ضمنه العمل على تنظيم عودة النازحين السوريين الى بلادهم بشكل دوري الى باقي القضايا والشؤون ذات الصلة.
إلا أن دور جهاز الأمن العام لا يقتصر فقط على المهام المتعلقة بالشق الأمني وحسب، بل يشمل أيضا متابعة المسائل التي من شأنها أن تؤثر على صيغة الوحدة الوطنية في لبنان، وفي هذا السياق برز من يومين خبر عن قيام جهاز الامن العام بتوقيف الكوميدي ماريو مبارك في مطار بيروت خلال عودته من كندا الى لبنان، وذلك على خلفية مقطع فيديو من أمسية “ستاند أب كوميدي” قدّمها مبارك منذ أشهر، والتي تناول فيه السيد المسيح وقيامته وتلامذته بشكل ساخر، والذي لاقى موجةً من الاستنكار واعتبار هذا المقطع بمثاية تطاول على شخص السيد المسيح وإساءة للدّين المسيحي ولحدث القيامة.
وعلم “أحوال ميديا” أن “هذه الخطوة جاءت في إطار تنفيذ مذكرة قضائية صادرة عن المدعي العام التمييزي القاضي جمال الحجار، حيث قام الأمن العام بمصادرة جواز سفر مبارك بناء للاشارة القضائية، كما من المتوقع أن يتم استدعاء مبارك للتحقيق امام النيابة العامة مطلع الاسبوع المقبل”.
إذاً وفي الوقت الذي يحاول فيه البعض التشويش على دور ومهام المديرية العامة للأمن العام، يبدو جلياً أن دور الأمن العام اللبناني وباعتراف المؤسسات والهيئات الدولية يقوم بعمله بدرجة عالية من الحرفية والدقة، بعيدا عن أي حسابات ضيقة في الداخل اللبناني وذلك بتوجيه ومتابعة من اللواء حسن شقير، كما أن خطوة توقيف الممثل ماريو مبارك تأتي في سياق عمل الأمن العام على صون الحرمات الدينية ومنع الإساءة اليها تحت ستار الحريات العامة.
كذلك فإن حرية التعبير يجب ان تلتزم بمعايير إحترام الآخر وتقترن بعدم المساس برمزية معتقدات الآخرين سواء الدينية او تلك السياسية، فحرية التعبير في هذه الحالة تتحول الى وصفة للعبث بالحرمات والمقدسات على تنوعها، ومن هنا فإن ما قام به الأمن العام يندرج في سياق منع الإنزلاق الى المحظور لا سيما على مستوى الحرمات الدينية، وشتان ما بين حرية الرأي والتعبير، وبين انتهاك الحرمات والمقدسات الدينية و غيرها من الرموز التي تعتبر من المقدسات عند جزء من الشركاء في الوطن.
