ريا أبي راشد في فخ التطبيع فهل فرضت عليها MBC محاورة نجمة إسرائيليّة؟
على الرغم من تجربتها الإعلاميّة الطويلة ومحاورتها أهم نجوم العالم، وقعت مذيعة قناة MBC ريا أبي راشد في المحظور، فحاورت ممثّلة إسرائيليّة في برنامجها “سكوب مع ريا” الذي يبثّ عبر القناة السّعوديّة، لتثير حالة من الغضب في لبنان والعالم العربي.
“أحوال” حاول التّواصل مع ريا إلا أنّ خطّها ظلّ مقفلاً، ولم تقم بإصدار أي بيان توضيحي بشأن محاورتها للممثلة غال غادوت، بل اكتفت بنشر كليب توعوي بعنوان “دفي قلوبهم” داعية إلى مساعدة اللاجئين واللبنانيين الذين فقدوا منازلهم جراء انفجار المرفأ.
وألغت ريا خاصيّة التعليقات، ما يؤكّد خوفها من المواجهة، وافتقادها لأي حجّة تبرّر محاورتها لممثلة إسرائيليّة.
ماذا يقول القانون اللبناني؟
القانون اللبناني واضح فيما يتعلّق بالاتصال مع العدو، إذ أنّ أي اتصال يقوم به أي لبناني مع أي إسرائيلي، هو خارج عن القانون ومحظور. أما في التشريعات اللبنانية فإنّ “قانون مقاطعة إسرائيل”، وهو تبني لبناني لقرار جامعة الدول العربية للعام 1951، الذي يحرّم أي نشاطات مالية أو تجارية مع إسرائيل، وينص على مقاطعة أي شركات عالمية تتعامل مع إسرائيل.
وينصّ قانون العقوبات، في الشق المتعلق بـ “الصلات غير المشروعة مع العدو”، بالسجن “سنة على الأقل… لكل لبناني وكل شخص في لبنان من رعايا الدول العربية يدخل مباشرة أو بصورة غير مباشرة وبدون موافقة الحكومة اللبنانية المسبقة بلاد العدو حتى وإن لم يكن المقصود من دخوله أحد الأعمال” التجارية، لكن اللافت أنّ القوانين اللبنانية تخلو من أي عقوبات على لبنانيين ممن قد يتصلون بإسرائيليين، عبر وسائل الاتصالات، أو مقابلتهم شخصيا ومصادقتهم في دولة ثالثة.
كيف كانت الأصداء على مواقع التواصل الاجتماعي؟
حالة من الغضب عمّت الجمهور العربي بسبب زلّة ريا، التي تحصد منذ انطلاقتها في مجال التقديم شبه إجماع، بسبب شخصيتها المحبّبة ومهنيّتها ولياقتها في التّعامل مع النجوم الذين تستضيفهم ومع مشاهدي برامجها، إلا أنّ زلّتها هذه المرّة لا تغتفر.
فقد اعتبر البعض أنّ ريا انتهكت القوانين اللبنانيّة التي تحظّر أي تعامل مع العدو، واعتبروا أنّ ما تقوم به هو مسايرة للموجة العربيّة الرّاكضة إلى حضن العدو.
وطالب البعض بضرورة محاكمة ريا كي تكون عبرة لأي إعلامي لبناني في وسيلة إعلام عربية قد يفكّر مستقبلاً بمحاورة إسرائيلي.
إلى المذيعين والمذيعات اللبنانيين العاملين في قنوات أنظمة التطبيع في #أبوظبي، #دبي و #المنامة أو غيرها: القانون في #لبنان يجرّم محاورتكم وتواصلكم مع صهاينة، حتى لو كان ذلك من ضرورات عملكم ويترتّب على رفضكم فصلكم من وظائفكم. لكي لا تقولوا لم ينبّهنا أحد!#التطبيع_خيانة pic.twitter.com/b9QXpbrfEU
— Ali Mourad (@alihmourad) December 20, 2020
من هي ريا ابي راشد يقال اعلامية ويجب محاكمتها حتى تكون عبره لغيرها لما بدها تعمل مقابلة ممثلة اسرائيلية
— abo ali (@aboali42078577) December 22, 2020
@RAYAofficial
بكل وقاحة تتجرأ على إجراء مُقابلة مع نجمة إسرائيلية
ريا ابي راشد لا تستحق الاحترام وهي اعلامية غير مسؤولة واتمنى اتخاذ إجراءات صارمة بحقها في لبنان #بس_هيك— ?? Samer Harfoush ?? (@sammour56) December 22, 2020
قناة MBC2 السعودية والتي تبث من دبي تستضيق مغنية اسرائيلية وتحاورها مقدمة البرامج اللبنانية ريا ابي راشد! تطبيع علني ومباشر.?
— Lara~lara (@Lara33204989) December 21, 2020
دعوة واضحة ودقيقة..
يجب معاقبة ريا أبي راشد.
استضافة ومحاورة “اسرائيلي” جريمة يجب ان لا تمرّ ببساطة!!— علي فواز (@AliFawaz_) December 20, 2020
قناة MBC 2 السعودية والتي تبث من دبي تستضيق مغنية اسرائيلية وتحاوها مقدمة البرامج اللبنانية ريا ابي راشد! تطبيع علني ومباشر يوجب المحاكمة. pic.twitter.com/NWmeg9ez08
— أحمد ياسين || Ahmed Yassine (@ahmedyassine30) December 20, 2020
ودافع البعض عن ريا وبرّر لها باعتبار أنّها مجرّد موظفة في محطة لا تملك فيها القرار، وأنّها كانت محرجة من محاورة غادوت.
بينما رأى البعض الآخر أنّ غال غادوت نجمة هوليوودية وأنّ هوليوود تضمّ ممثلين من كل دول العالم، وأنّ مهنة الصحافي ليست التقصّي عن أصول النجوم قبل محاورتهم.
رّيا أبي راشد بتكلم جال جادوت، طول الانترفيو بتقول لها/بتكلمها بصفة يا ديانا، وندرومان في الفيلم، وماكتبوش اسمها حتى ?
Mbc في حيرة ،والمشاهدين، وريا
.— Ameen (@AAmaino) December 20, 2020
اي منهما أخطر:
قطع الأرزاق أم محاورة انسان يهودي ؟— Ziad.Frenn (@FrennZiad) December 21, 2020
يعني اذا في كم شخص بعدن عم يعتاشوا بالخليج ويحولوا شوية عملة صعبة للبلد بدكن ياهن يتركوا ويرجعوا على عيشة التعتير بلبنان .
قليل من المنطق ما بيشكي من شي— Abdallah Bachaalany (@AbdallahBachaa1) December 22, 2020
تطبيع موثّق وليس ثمّة من يحاسب
قضية ريا أبي راشد ليست الأولى من نوعها، ولن تكون الأخيرة طالما أنّه ليس ثمّة من يحاسب.
فقبل خمسة أعوام، ولدى مشاركتها في برنامج “ذا فويس فرنسا”، أثارت الفنانة هبة طوجي غضب اللبنانيين، بعد التقاطها صور سيلفي مع المشتركة الإسرائيليّة شارون لالوم.
وقد برّر أسامة الرحباني المسؤول عن أعمال هبة آنذاك الحادثة، بأنّ هبة كانت تتعامل مع شارون على أنّها فرنسيّة، إذ أنّها حاصلة على جواز سفر فرنسي، رغم أنّها كانت تشارك في البرنامج كإسرائيليّة، وتحظى بدعم سفارة الكيان الصهيوني، ويومها مرّت قضيّة هبة كزوبعة في فنجان.
وكانت قد سبقتها إلى خطوة مماثلة، ملكة جمال لبنان للعام 2015 سالي جريج حيث ظهرت في صورة سيلفي مع ملكة جمال اسرائيل دورون ماتالون خلال مباراة ملكة جمال الكون في ميامي.
واعلنت سالي يومها أنّ ماتالون تسللت فجأة لتظهر في الصورة التي كانت سالي تلتقطها مع ملكتي جمال اخريين هما ملكة جمال اليابان وملكة جمال سلوفينيا، وأنّها غافلتها رغم أنّها كانت حذرة جدا لتجنّب التقاط أي صورة معها، أو إجراء أي اتصال معها.
يومها كادت سالي تفقد لقبها لو لم يقتنع المسؤولون عن مباراة ملكة جمال لبنان بتبريرها، خصوصاً أنّها كانت قد تلقّت تعليمات صارمة من وزارة السياحة بهذا الخصوص قبل سفرها.
كذلك قامت مؤسسة “السوسن” اللبنانية عام 2018، بسحب لقب ملكة جمال الأرض من ممثلة لبنان سلوى عكر، اثر التقاطها صورة مع نظيرتها الاسرائيلية في مباراة “ملكة جمال الأرض”.
وقد أحدثت الصورة التي نشرتها عكر ضجة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي وجدلًا واسعًا في الشارع اللبناني، فيما ردت المؤسسة المنظمة للحدث برفض “التطبيع” رغم أنّ الملكة الإسرائيلية دانا زريق عربية الأصل وقد أثار قرار المؤسسة ترحيباً شديداً في الشارع اللبناني.
وبالعودة إلى ريا التي لا تزال تلتزم الصمت، يبدو أنّ محاورتها لممثلة إسرائيليّة ستمرّ مرور الكرام، خصوصاً أنّ في لبنان من يعتقد أن غال غادوت نجمة عالميّة، وأنّها كرست اسمها كنجمة من هوليوود لا يذكر أصولها سوى المتربّصين، في حين يشدّد البعض على أنّ تمثيل غادوت في هوليوود، لا ينفي أنّها خدمت في الجيش الإسرائيلي، ونفّذت تحت إدارته عمليات معادية للبنان وفلسطين المحتلة.