لعبة الضغط الأخيرة: هل تقود الخطة الأمريكية إلى نهاية الحرب في أوكرانيا؟

بينما تتصاعد الضغوط بشكل غير مسبوق، تدخل المفاوضات حول الحرب في أوكرانيا مرحلتها الأكثر حسماً.
المشهد لم يعد محصوراً بين موسكو وكييف، بل تحوّل إلى طاولة ثلاثية الأركان حيث تلعب واشنطن دور الوسيط الحازم، حاملةً خطة سلام تمثل أكبر تهديد وجودي لموقف الرئيس زيلينسكي منذ بداية الغزو.
الخطة الأمريكية: التفاصيل التي تهز المعادلة
في قلب العاصفة تقف “الخريطة الجديدة” المكونة من 28 نقطة، والتي لم تعد مجرد نقاشات إعلامية، بل مسودة ملموسة تدفع بالأطراف نحو تسوية تاريخية. الخطة، التي عمل عليها المبعوث الأمريكي بتكتم لشهر كامل، تقدم وعوداً بإعادة إعمار أوكرانيا باستثمارات هائلة، لكن ثمنها باهظ:
- التنازل عن السيادة فعلياً: الاعتراف بضم روسيا لشبه جزيرة القرم ومنطقتي دونيتسك ولوغانسك
- حياد إجباري: دستورياً، ستتخلى أوكرانيا عن حلم الانضمام إلى الناتو إلى الأبد
- جيش محدود: تحديد عدد القوات المسلحة الأوكرانية بـ 600 ألف جندي
- ضمانات أمنية هشة: وعود أمريكية وأوروبية بالرد على أي هجوم روسي مستقبلي، لكنها تستثني المساعدة العسكرية المباشرة ويمكن إلغاؤها بسهولة
في المقابل، تقدم الخطة لروسيا إعادة إدماجها الكامل في الاقتصاد العالمي، والعودة إلى “مجموعة الثماني” ورفع العقوبات.
زيلينسكي تحت الحصار: بين خسارة الدعم وخيانة المصالح
أمام هذه الشروط، وجد الرئيس الأوكراني نفسه في مأزق وجودي، هو لا يحارب فقط جيش بوتين، بل يخوض معركة يائسة ضد حليفه الأقوى.
التقارير كشفت أن واشنطن تهدد بقطع شريان الحياة: المعلومات الاستخباراتية والأسلحة، إذا لم توافق كييف على التوقيع بحلول موعد نهائي.
رد زيلينسكي كان مليئاً بالقلق الوجودي، في خطاب مصور، حذر شعبه من “خسارة شريك رئيسي”، معترفاً بأنه يواجه “أحد أصعب اللحظات” في تاريخ البلاد، وعد بـ”عدم خيانة” مصالح أوكرانيا وبتقديم “بدائل” للخطة، لكن هامش المناورة ضيق للغاية، محادثته الهاتفية العاجلة مع نائب الرئيس الأمريكي فانس لم تكن سوى محاولة أخيرة لاستعادة بعض النفوذ.
خلاصة القول : سلام أم استسلام؟
المفاوضات دخلت نفقها الأخير، القبول الروسي المبدئي بالخطة، مقابل طلب “المرونة”، يقابله رفض أوكراني متشدد للمساومة على الأرض والكرامة، الأسواق المالية، بتراجع أسهم الشركات العسكرية الأوروبية، تراهن على حصول اتفاق.
الرسالة الأمريكية واضحة: لقد حان وقت التسوية
لكن السؤال الذي يلوح في الأفق: هل ستكون النهاية “سلاماً مشرفاً” كما يأمل زيلينسكي، أم أنها ستكون لحظة استسلام تاريخي تُعيد رسم خريطة أوروبا تحت ضغط السلاح والدبلوماسية؟ المعركة الحقيقية لم تعد في ساحات القتال، بل حول طاولة المفاوضات.



