سياسة

تحركات استخباراتية في دمشق: زيارة أوكرانية–تركية إلى القصر الجمهوري تثير التساؤلات

في تطور غير مسبوق، أكدت مصادر موثوقة دخول فريق مشترك من المخابرات الأوكرانية والتركية إلى القصر الجمهوري في دمشق قبل نحو ساعة ونصف، في زيارة تحمل دلالات أمنية وسياسية عميقة. وبحسب المصدر، فإن الفريق يعتزم التوجه إلى منتجع لوديسا في اللاذقية لاستكمال اجتماع مهم، ما يعكس تنسيقًا استخباراتيًا متقدّمًا بين كييف وأنقرة داخل الأراضي السورية.

تأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه المنطقة توترات سياسية وعسكرية متزايدة، خاصة على خلفية التصعيد في الجنوب السوري، والضغوط الدولية على دمشق للتوصل إلى اتفاقات أمنية مع إسرائيل. كما تتزامن مع تحركات أميركية في القاعدة الجوية بدمشق، ما يشير إلى إعادة تشكيل خارطة النفوذ الأمني في سوريا.

رغم غياب التصريحات الرسمية، يمكن تحليل أهداف هذه الزيارة ضمن عدة احتمالات:

تبادل معلومات استخباراتية حول نشاط الجماعات المسلحة في الساحل السوري، خاصة في ظل تقارير عن تحركات غير تقليدية في اللاذقية.
تنسيق أمني مشترك لمراقبة خطوط الإمداد أو الاتصالات العابرة للحدود، خصوصًا في ظل تورط أطراف إقليمية في النزاع السوري.
رسالة سياسية لروسيا، مفادها أن أوكرانيا وتركيا قادرتان على التحرك داخل مناطق النفوذ الروسي التقليدية، في ظل الحرب المستمرة بين موسكو وكييف.

اختيار القصر الجمهوري كنقطة انطلاق، ومنتجع لوديسا في اللاذقية كموقع للاجتماع، ليسا تفصيلين عابرين. فالقصر يمثل رمزية السلطة المركزية في دمشق، بينما اللاذقية تُعد معقلًا استراتيجيًا للنفوذ الروسي، ما يجعل هذا التحرك بمثابة اختراق دبلوماسي وأمني في قلب الجغرافيا السياسية السورية.
* لماذا الآن؟

تركيا تسعى لتوسيع نفوذها الاستخباراتي في سوريا، خاصة بعد تراجع الدور الإيراني في بعض المناطق.
أوكرانيا تبحث عن أوراق ضغط إقليمية في مواجهة روسيا، وقد ترى في سوريا ساحة مناسبة لتبادل المعلومات أو حتى بناء تحالفات غير تقليدية.
دمشق قد تكون منفتحة على هذا النوع من التنسيق، في ظل الضغوط الدولية المتزايدة، ومحاولات إعادة التموضع السياسي.

 

هذا التحرك يفتح الباب أمام سيناريوهات جديدة في المشهد السوري، ويطرح تساؤلات حول مستقبل التنسيق الأمني بين القوى الإقليمية والدولية داخل البلاد. إذا أردت، يمكنني إعداد مقارنة بين هذا التحرك وتحركات استخباراتية مشابهة في مناطق النزاع الأخرى.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى