إيناس مطر تحت نيران التحريض: شهادة تفضح رواية النظام عن هجوم السويداء

أثارت تصريحات الناشطة السورية إيناس مطر، شقيقة الشهيد غياث مطر، عاصفة من التهديدات والتحريض عقب ظهورها في مقابلة مصوّرة على منصة “الراصد”، حيث قالت بوضوح: “بشار الأسد ما راح”. هذه العبارة كانت كافية لتفجير حملة شرسة ضدها، قادها أنصار النظام وبعض الصحفيين المقرّبين من السلطة، وصلت إلى حد التهديد بالقتل والدعوة إلى “تحريرها من الأسر”.
في المقابل، أطلق عدد من الصحفيين والناشطين حملات تضامن واسعة معها، أبرزهم الصحفي السوري الأمريكي إياد شربجي، الذي نشر مقابلة توضيحية معها، دافع فيها عن روايتها، في مواجهة ما وصفه بـ”تشويه متعمد” من قبل صحفيين مثل قتيبة ياسين وأيمن الحداد وعمر مدنية.
رواية من قلب السويداء
في شهادتها، سردت مطر تفاصيل مرعبة عن الهجوم الذي طال حيّها في السويداء، مؤكدة أن القصف كان عشوائيًا واستهدف المدنيين، بينهم نساء وأطفال. تحدثت عن مشاهد الإعدامات الميدانية، الحرق، والنهب، وعن فقدانها لمصدر رزقها بعد تدمير متجرها ومعمل الخياطة الخاص بها.
كما أشارت إلى مقتل الطبيب طلعت عامر، المعروف بأعماله الخيرية، مؤكدة أنه أُوقف على حاجز للسلطة وأُطلق عليه النار من مسافة قريبة، ثم تم التلاعب بهويته الرقمية ونشر صور مسيئة له.
مطرة وصفت ما جرى بأنه “إبادة للطائفة الدرزية”، مشيرة إلى تصاعد الخطاب الطائفي الرسمي، وتعرضها شخصيًا لتهديدات صريحة من عناصر أمنية، بينها تهديد بالحرق والتذويب بالأسيد، إضافة إلى تهديدات تطال قبور إخوتها الذين قضوا في الثورة السورية.
📌تهجير قسري للسكان السنة
في جانب آخر من شهادتها، كشفت مطر عن عمليات تهجير قسري طالت السكان السنة في السويداء، حيث داهمت قوات السلطة منازلهم وأجبرتهم على مغادرة المدينة، بزعم رفضهم العيش بين “الكفار الدروز”. لكنها أكدت أن العديد من العائلات السنية لا تزال تقيم في السويداء دون مضايقات، ما يُناقض رواية السلطة عن وجود “أسرى سنة” في المدينة.
📌 بين التضامن والتحريض
ما تتعرض له إيناس مطر يعكس حجم الانقسام في المشهد السوري، حيث تتحول الشهادات الفردية إلى ساحة صراع إعلامي وسياسي. وبين من يراها صوتًا حرًا يكشف المستور، ومن يتهمها بالخيانة، تبقى الحقيقة رهينة لما يُسمح بنشره، وما يُقمع تحت وطأة التهديد.



