مجتمع

6200 طالب بلا جامعات: التعليم معطّل في السويداء

لم يتقدَّم أيّ من طلبة الشهادة الثانوية في السويداء، والذين يزيد عددهم على 6200، إلى الامتحانات التي تؤهّلهم حجز مقاعد لهم في الجامعات، للسنة الدراسية 2025-2026، وذلك على خلفية الأحداث الأمنية التي شهدتها محافظتهم، حيث لا يزال الحصار مستمرّاً. ومن جهتهم، لم يتمكّن المعنيون في المحافظة، من تعويض الطلبة، خصوصاً بسبب حالات التهجير القسري لأهالي قرى الريف الغربي والبالغ عددها 34 قرية، وتالياً حرمان أكثر من 30 ألف طالب من جميع المستويات التعليمية من مقاعدهم الدراسية بعد تدمير مدارسهم وحرق منازلهم.

وتزامن التهجير مع أعمال عنف طائفي بحقّ الطلبة الدروز في الجامعات، وهو ما حرم أكثر من 40 ألف طالب جامعي من إكمال دراستهم الجامعية، على خلفية التهديدات الطائفية، والتي وصلت إلى حدّ التعدّي بالضرب والطعن وصولاً إلى القتل على امتداد جامعات البلاد، وهو ما فرض على السويداء أن تعيش أخطر أزماتها التعليمية، لتبرز إشكالية أخرى تمثّلت في تهديد الكوادر التعليمية من أبناء الطائفة الدرزية ومطاردتهم.

ومع اقتراب بدء العام الدراسي الجديد، تصبح المشكلة أكثر تعقيداً، ذلك أن الكثير من مدراس المحافظة، في المدن والأرياف، تحوّلت إلى مراكز إيواء، نظراً إلى الأعداد الكبيرة للمهجّرين، والذين يزيد عددهم – وفق الإحصاءات الأخيرة – على 180 ألفاً. وتشير التقديرات المحلية إلى أن عدد المدارس التي تحوّلت إلى مراكز إيواء، بلغ 70 من أصل 86 مركز إيواء استُحدثت بعد الأحداث الأخيرة.

وبحسب ما تؤكد فاتن جودية، عضو المكتب التنفيذي المختصّ بأعمال الإغاثة في المحافظة، فإنه «يتم العمل حالياً على تجهيز مراكز إيواء ضمن مدينة السويداء، ودعهما لوجستيّاً بجميع الاحتياجات لنقل العائلات المهجّرة قسراً إليها، بهدف إفراغ المدارس وتجهيزها لبدء العام الدراسي».

وتضيف، في حديثها إلى «الأخبار»، أنه «تم البدء بتجهيز مبنى مؤسّسة العمران، ومبنى اتحاد الفلاحين، وأحد مباني المغافر الشرطية في المدينة، ومبنى الشؤون الاجتماعية، والعمل على دراسة مواقع أخرى بالتنسيق مع أبناء المحافظة من المغتربين والمنظمات المانحة ورجال الأعمال لتقديم الدعم المادي المطلوب، وتأمين المياه والكهرباء والتدفئة اللازمة مع اقتراب فصل الشتاء».

وإلى ما تقدّم، وُثّق مقتل عدد من الطلبة خلال الهجوم على المحافظة، إذ وثّقت نتائج شهادة التعليم الأساسي (التاسع) نجاح عشرات الطلبة ممَّن جرى تسجيلهم ضمن قوائم القتلى، إضافة إلى مقتل أكثر من 30 معلّماً ومعلّمة في المحافظة.

ويحرص أهالي المحافظة المعروفة بميل أُسرها نحو تعليم أبنائهم على استكمال العملية التعليمية، عبر السعي إلى اتّخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة تنظيم واقع طلبة الشهادة الثانوية، وخاصّة ممَّن اضطروا إلى النزوح، لضمان خوضهم الامتحانات التي تخولهم الانتقال إلى التعليم الجامعي.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى