المنتوجات الزراعية مهدّدة في لبنان بسبب أزمة الري …. الترشيشي: العنب السوري ضرب الموسم في لبنان

شهد لبنان موسمًا جافًا جدا خلال 2025، خاصّةً في منطقة البقاع، حيث هطلت كميات أمطار بلغت حوالى 268.4 مم في زحلة، مقابل متوسط تاريخي يُقدّر بـ 668 مم. لذلك، اضطر المزارع أن يخفّض المساحات المزروعة، مما سبب نقصًا في الإنتاج وارتفاعًا حادًا في الأسعار، بحيث يمكن أن تصل أسعار بعض الخضر إلى ثلاثة أضعاف ما هي عليه بحلول منتصف الشهر الحالي .
وبحسب تقرير لكمية الحبوب الشتوية، انخفض إنتاج لبنان من الحبوب المتوالية (مثل القمح والشعير) بنسبة تصل إلى 34% مقارنةً بالمتوسط خلال السنوات الخمس الماضية، نتيجة الجفاف وارتفاع درجات الحرارة وانتشار الأمراض الزراعية.
جيلٌ أخيرٌ متبقٍ من الدّراق
وفي السياق، يشير رئيس تجمّع مزارعي وفلاحي البقاع ابراهيم الترشيشي، في حديثه لجريدة “الديار”، إلى أنّ للدراق عدّة انواع، ونحن أصبحنا تقريبًا في الجيل الثالث من الدراق، ولا يزال متبقيًا جيل واحد، ما يعني أنّ كمياتهم أقل من الكميات السابقة، ما يعني أن الأسعار سترتفع تلقائيًا، على الرغم من أنها لا تزال منطقية.
ولفت إلى أنّ هنالك إشكالًا كبيرًا على تصدير الدراق”.
في التجزئة (المستهلكين): يتراوح السعر بين 44,168 و80,975 ليرة لبنانية للكيلوغرام الواحد، أو ما يعادل 2.92 إلى 5.34 دولار. أما في الجملة (توزيع بكميات كبيرة)، فيتراوح السعر بين 2.04 و3.74 دولار للكيلوغرام الواحد. وحتى الآن، لم تتوافر تقارير تشير إلى انخفاضٍ ملحوظٍ في أسعار الدراق داخل لبنان. فالسعر لا يزال ضمن نطاق معتدل، لكنه بحاجة إلى متابعةٍ فصلية لملاحظة أي تغيّرات موسمية.
ماذا عن الحامض؟
“أما الحامض فوضعه مختلف”، بحسب الترشيشي، “نحن نحكي عمّا يدعى الآن “ببقايا الحامض” ونحن على مشارف الموسم الجديد، بما يعني أن كميته ستزداد في الأيام القليلة، ما يعني أن الطلب عليه سيزداد، وبالتالي سعره سينخفض. كما أفادنا العديد من مزارعي الحامض أنّ الموسم لهذا العام سيكون واعدًا، لكنّه متأخّرٌ قليلًا نتيجة قلّة المياه، فالسعر في هذه الأيام ليس معيارًا لموسمنا”.
في مناطق مجاورة مثل أضنة في تركيا، بدأت حصاد الحامض مبكرًا هذا العام بسبب حرارة الصيف، ما أدى إلى انخفاض الأسعار بشكلٍ ملحوظٍ: من أكثر من 150 ليرة للكيلوغرام في السوق إلى حوالى 50 ليرة في الكميات بالجملة، فيما كانت الكمية تُباع في المزارع بـ20–40 ليرة فقط .
إذا تطابق هذا السيناريو أو ما شابه في لبنان—أي بدء الحصاد ووفرة العرض—فمن المرجح أن تتراجع الأسعار محليًا أيضًا، خاصة مع توافر المخزون والتوزيع الجيد.
العنب السّوري يضرب الموسم
عام 2023، أفاد منتجون لبنانيون بأنّ دخول العنب السوري عبر التهريب إلى الأسواق اللبنانية تسبب بانخفاض سعر العنب اللبناني بنسبة تصل إلى 60%، ما ألحق أضرارًا كبيرة بزراعة العنب المحلية. وأشار أحد المنتجين إلى وجود تسهيلات من بعض التجّار والمسؤولين الأمنية التي ساهمت في استمراره .
لمواجهة هذا الوضع، طالب بعض ممثلي المزارعين اللبنانيين، مثل إبراهيم الترشيشي، بفرض وقف مؤقت لمدة 3 أشهر على استيراد الفواكه والخضراوات، وذلك للحد من الإغراق غير القانوني وحماية المزارعين المحليين.
وفي نيسان 2025، أعلنت السلطات اللبنانية حظر استيراد المنتجات الزراعية السورية، في إطار محاولة حماية الزراعة المحلية، رغم احتجاجات الجانب السوري وادعائه أنها ليست مبررة مسبقًا.
ولكن لحدّ الآن، يؤكد الترشيشي أنّ:” المزارع لم يكن متوقعًا بأنّ أسعاره سترتفع لأنّ كميات كبيرة من العنب السوري اجتاحت الأسواق اللبنانية ونافستها من حيث الأسعار وليس من حيث الجودة، سيما في أسواق طرابلس”.