سليمان هارون لـ”أحوال”: الإقفال لم يخفّض الإصابات بعد وهذه صرخة المستشفيات
انقضى نصف فترة الإقفال العام للحدّ من انتشار فيروس “كورونا”، التي بدأت السبت في 14 تشرين الجاري وينتهي في 30 منه، إذا لم يتقرّر تمديده. إلّا أنّ النتائج المرجوة من هذا الإقفال لم تظهر بعد، خصوصاً لجهة خفض عدد الاصابات بـ”كورونا”، وبالتالي لم يخفّ الضغط على المستشفيات لا سيما منها الخاصة التي تعاني جراء “استنزاف” الجسم الطبي، فضلاً عن عدم دفع مستحقات الدولة والجهات الضامنة لها إضافةً الى الكلفة المرتفعة للمستلزمات والتجهيزات الطبية، وفق ما يؤكد نقيب أصحاب المستشفيات الخاصة المهندس سليمان هارون.
التزمت المستشفيات الخاصّة تجهيز أقسام خاصة بمرضى “كورونا” لمواكبة هذه الأزمة الصحية، حيث يعمل بعض المستشفيات على فتح أقسام بـ”كورونا” ويعمل البعض الآخر منها الذي سبق أن فتح هذا القسم على زيادة الأسرة لديه لاستقبال المصابين بـ”كورونا” ويحتاجون الى الدخول الى المستشفى، بحسب ما يوضح هارون لـ”أحوال”. ويشير الى أنّ “المستشفيات تتجهّز بمقدار الإمكان إذ هناك ضغط كبير على الدخول الى المستشفيات بسبب “كورونا”.
وفي هذا الإطار، يشير هارون الى أنّه “منذ نحو أسبوع كان هناك نحو 500 سرير في المستشفيات الخاصة مخصّصة لمرضى “كورونا”، ونعمل الآن على مضاعفة هذا العدد، وهدفنا هو ان يصبح لدينا 300 سرير في العناية الفائقة و700 سرير عادي”.
الإقفال لأسبوعين غير كافٍ
أمّا لجهة انعكاس الإقفال العام على المستشفيات، فيقول هارون إنّ ” انخفاض عدد الإصابات في الأيام الماضية ارتبط بانخفاض نسبة الفحوصات ولكن نسبة الإصابات بـ”كورونا” ما زالت نفسها، حيث أنّ بين 12 و15 في المئة من عدد الفحوصات تأتي إيجابية. الى الآن لم نلمس فارقاً حتى الآن لجهة عدد الداخلين الى المستشفيات بسبب “كورونا”، ولا نعلم إن كان التأثير الإيجابي سيظهر بعد أسبوع إضافي من الإقفال العام”.
لذلك إنّ قرار الإقفال لأسبوعين غير كافٍ من الجهة الطبية، بحسب هارون، بل يجب الإقفال بين 4 و6 أسابيع. ويقول: “وفق المعايير الطبية لا ننتظر نتائج قوية لجهة تخفيض عدد الإصابات خلال مهلة الأسبوعين”. ويتخوف “إذا فُتح البلد بعد انتهاء فترة الإغلاق من أن ترتفع الإصابات بنحوٍ كبير”، مشيراً الى أنّ السلطة لا تأخذ في الاعتبار الناحية الطبية فقط في قرار الإقفال، بل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية أيضاً”.
كذلك، يؤكد هارون أنّ “الإقفال لا يجدي إذا لم يلتزم المواطن، فإذا أُغلق البلد واجتمع المواطنون في سهرات واحتفالات منزلية، نكون كأننا لم نقم بأي شيء”، لذلك يشدّد على “ضرورة أن يلتزم المواطن الحجر والبقاء في المنزل وأخذ الاحتياطات والإجراءات الوقائية اللازمة من “كورونا”. وفي هذا الإطار، يوضح الى أنّ “الدولة اللبنانية غير قادرة على تأمين الطبابة لجميع اللبنانيين لأنها لا تملك القدرة المالية لذلك، أي أن تدفع ما يتوجب عليها للمستشفيات، وهذا ما نلمسه خلال اجتماعاتنا مع المسؤولين”، لافتاً الى أنّ “هناك مبالغ للمستشفيات متراكمة لا تُدفع دورياً وبصورة منتظمة”، مبدياً تخوفه من “تراكم الديون في حين أنّ المستشفيات لا يمكنها أن تتحملّها”.
صعوبات وخسائر
الصعوبات التي تعانيها المستشفيات تكمن أيضاً في الارتفاع الكبير في أسعار المستلزمات الطبية، وفق هارون، “ما يؤثر علينا وعلى عملنا”. ويقول: “عم نشيل من الضعف قوة” لكي نتمكن من الاستمرار”. وإذ يشير الى أنّ التجهيزات والمستلزمات الطبية متواجدة ومتوافرة في السوق”، يوضح أنّ “المشكلة تكمن في كلفتها”.
وفي حين كان القطاع الطبي والاستشفائي يعاني قبل بروز جائحة “كورونا” زادت هذه الجائحة من معاناته، بحسب ما يقول هارون، وعلى رغم ذلك يؤكد “أننا نتجاوب مع كل طلبات الجهات الضامنة خصوصاً وزارة الصحة العامة فوزير الصحة حمد حسن يعمل على دفع المستحقات، ونحن نقابل خطواته بإيجابية، ونتأمل أن ينجح مسعاه لكي تدفع وزارة المال المستحقات للمستشفيات لكي تتمكن من مواجهة الوضع، فنحن نعمل من اللحم الحي وإنّ وضع “كورونا” دقيق من الناحية الصحية ونحن نعمل على تلبية كلّ الطلبات”.
المستشفيات تستقبل كلّ الحالات الخطرة
وينفي هارون ما يُقال عن أنّ هناك مرضى بـ”كورونا” يموتون بسبب رفض المستشفيات استقبالهم أو لعدم وجود أسرّة كافية، ويقول: “لا يموت أحد في منزله لأنّه لم يتمكن من دخول المستشفى، بل إنّ كلّ من حالته خطرة يدخل الى المستشفى ويُعالج، وهذا الكلام مبالغ”.
وفي إطار مواجهة الجسم الطبي لهذه الجائحة التي تفتك بالمجتمع، تزيد خسارة الجسم الطبي حيث فقد أخيراً طبيبين، ويأسف هارون لأنّه “من الصعب أن يصبح عدد هذه الاصابات صفر فالأطباء والممرضين قريبون جداً من المرضى، ومهما بلغت درجة احتياطاتهم هناك إحتمال لانتقال العدوى اليهم، وننتظر استمرار الإصابات”.
كذلك يخسر الجسم الطبي أطباء وممرضين كفوئين تدفعهم الأوضاع الى الهجرة للعمل في خارج لبنان، وفي حين يُتداول بأنّ هناك 1500 طبيب هاجروا الى الخارج، يشير هارون الى أنّ “هناك هجرة وطلبات هجرة، وبحسب تصريحات نقيب الأطباء تجاوز عدد من غادروا الى الخارج الـ300 طبيب”.