جولة في الجنوب اللّبناني: التزام شبه تام بالإقفال… ولكن
بعد أن ألقت كورونا بثقلها عليهم.... أهالي الجنوب: مللنا
ازدادت أحوال اللّبنانيين سوءًا عما كانت عليه عقب انفجار مرفأ بيروت والانتشار المطرّد لجائحة كورونا وهو ما انعكس تراجعًا وانتكاسًا معيشيًا بسبب الغلاء الفاحش، الأمر سيّان في كل المحافظات،فالحال لا يختلف في طرابلس وعكار عن العاصمة بيروت وجبل لبنان امتدادًا إلى البقاع..
المشهد بدا نفسه، والشكوى واحدة! أعداد كبيرة من الناس تشكو غلاء المعيشة وغياب فرص العمل، في الوقت الذي تتزايد فيه إصابات “كورونا” بنسب عالية.
لا أبالغ القول حين أصف المشهد الجنوبي بالكئيب والحزين منذ انتشار وباء كورونا وانا ابن الجنوب.
دعكم مما تسمعونه وتشاهدونه على التلفاز واعرفوا حقيقة الواقع هنا:
بعد جولة ميدانية لاستطلاع أحوال الناس في القرى الجنوبية وتحديدًا في المنطقة الممتدة من مرجعيون إلى النبطية عدت بالمشاهدات التالية:
– التزام شبه تام بقرار الحكومة بالتعبئة العامة من قبل المؤسسات الصناعية والزراعية والتجارية والمدارس والجامعات التي أوصدت أبوابها ما خلا محال السمانة والخضروات.
– الناس وان تفهمت دقة المرحلة لكنّها بدورها تعيش همومًا معيشةً لا يجب اغفالها، كثير من الناس إن لم تعمل لا تحصل على مدخول لتحيا وتفي بالتزاماتها.
– بعض الحلاقين فضلوا المخاطرة الصحية على المخاطرة بلقمة عيشهم، فعملوا سرًّا بما أنّهم ممنوعون من العمل في ظل الوضع الراهن.
إلى منطقة قعقعية الجسر حيث يمر نهر الليطاني والتي تشتهر بالمنتزهات، هناك كان المشهد حزيناً! … المنتزهات التي اعتادت استقبال الروّاد في بداية فصل الربيع بدت خاوية.
أحد أصحاب المنتزهات يقول: إنها لكارثة كبيرة! نحن نعمل في فصلي الربيع والصيف فقط ونعتمد على ذلك لنعيش لقد كانت ضربة كبيرة!
مدينة النبطية كانت الوجهة التالية، حيث تستوقفك نسبة المحال التي أوصدت أبوابها طوال الطريق، هذه المنطقة التي تضجّ فرحًا تبدو في شلل تام وكأنها أشهرت حدادها…
يعيش الجنوبيون حالة من التعب والإرهاق، الناس التي ملّت من الخطابات والوعود والصراعات الدولية والإقليمية في الوقت الذي تجد فيه مشقة في تأمين رغيف خبز، جلّ ما يحتاجونه الآن ليس خطابات ووعودًا بالإنماء بل ما يبقيهم في أرضهم من عوامل الصمود وفرص العمل والبيئة النظيفة عوضاً أن يحلم الجنوبي وغيره من اللّبنانيين، بتذكرة سفر بلا عودة.
حسين رسلان