منوعات

جلسة مع الوزير “الإعلامي”: كيف نحوّل الزراعة الى “trend”

لم يتغيّر الإعلامي “الجدّي والمثابر” مع أصدقاءه ومحبيه ومعارفه، وهو من عرفته استديوهات بعض الإذاعات اللبنانية وشاشات التلفزة، ولم يكن ختامها وداعاً مع القناة الفرنسية france 24 بل عبارة الى اللقاء.
في مكتبه في وزارة الزراعة المنسية من الدولة “العلية” لا يتوقف الوزير عباس الحج حسن عن العمل والسؤال والتدوين، وحوله فريق من المهتمين والباحثين المتطوعين، على رأسهم شقيقه التوأم الشبيه جداً الاعلامي حمزة الحج حسن، هم كخلية نحل في موسم ربيعي واعد.
مع الوزير الجديد تبدو حلة وزارة الزراعة متجددة، وان بدت استكمالاً للخط السياسي مع وزيرها السابق، يستقبل الشاب الوسيم زواره من على مدخل المكتب، إن جئته كضيف وطالب حاجة أو إعلامي تراه يتحول الى عادته اليومية السابقة كـ”إعلامي”، ويبادر الى السؤال والاستفسار والاستيضاح، وفي معرض كلامه لا يخفي استغرابه من مآل “الوزارة اللبنانية الأم مع رؤية المنظومة الاقتصادية لها، وهي تعطي وزارة الزراعة 0.59 % من موازنة الجمهورية؟”.
يطول الحديث مع الوزير عن كل جوانب وقطاعات الزراعة في لبنان، وهو من تأثر جداً بتجارب أوروبا في مقاربة قطاع حياتي مثل الزراعة، ولا يخفي إعجابه بها “نحن بحاجة الى نقل الصالح منها وما يتناسب مع اقتصادنا وواقعنا وبيئتنا، من قبيل أنواع الزراعات والحمائية الشديدة للمزارع والمنتج، لماذا لا نعطي هذا القطاع الحيوي والذي يخدم نحو 40 % من الأيدي العاملة في بلدنا ونتناوله باستهتار والتقليل من قيمته؟ الزراعة مصدر عيشنا ولقمة أكلنا ومصدر معيشتنا ومواجهة مشاكل القطاع تتطلب تضافر كل قطاعات الحياة في لبنان”.يتردد الحج حسن في تحديد أولوياته لكثرتها ويسأل “من أين نبدأ؟” وهذا مصدر الخوف لديه أن يعطي الأولوية لقطاعٍ على حساب آخر، لكنه في لحظة الحسم يؤكد على نقاطٍ جوهرية بالنسبة للوضع الحالي، وأولها “إعادة فتح الأسواق العربية وأولها السعودية ودول الخليج عبر البوابة السورية والسوق العراقية المهمة والواعدة، وهذا ما نعمل عليه عبر الزيارات والحوارات مع الأشقاء العرب وزيارتي الى الاردن في الايام المقبلة ضمن هذا الاطار، وسنستكملها بالتعاون مع الأشقاء في سوريا بوابتنا البرية الوحيدة، ودونها لا يمكن تنشيط ودعم القطاع الزراعي وتصريف منتجاته”.
ويذهب الوزير الى حدود بعيدة في التعاون مع المؤسسات الدولية بما يخدم مصلحة هذا القطاع ويعتبره أيضاً من الأولويات في سبيل “تعزيز التعاون مع منظمات ومؤسسات المجتمع الدولي لأهمية هذا التعاون لخدمة الاقتصاد اللبناني والخروج من نفق الانهيار واغلاق القطاعات الانتاجية، ومنها على سبيل المثال مؤتمر دولي بالتعاون مع “الفاو” مخصص لدعم الزراعة اللبنانية؟”.
وعلى ارض الواقع يطمح الوزير الى تأمين أكبر قدر ممكن من الكهرباء النظيفة للمشاريع الزراعية عبر الطاقة الشمسية، “لماذا لا نعمل على تزويد الأراضي بهذه الألواح كي نوفر استخدام الطاقة وكلفتها العالية، وخاصةً باستخراج المياه من الآبار وحفظ المنتجات في البرادات وغيرها، لماذا لا نذهب الى تطبيق مشاريع وأفكار طموحة ومستقبلية تحمي القطاع والعاملين فيه؟”.
ويتقدم معاليه بوعد قاطع أن “نعمل على دعم النقابات والتعاونيات الزراعية في المناطق كأولوية في تطبيق أي مشروع يخدم المجتمع، خاصةً في مجال الصناعات التحويلية حتى نتمكن من منافسة الأسواق الأوروبية والعربية بالأطباق اللبنانية ذات اللمسة المحلية في الانتاج، الاوروبي والشرق آسيوي قد سبقنا في النوعية والكمية أما نحن فيمكننا منافسته بالخاصية المحلية عندما نضع عليها النكهة اللبنانية، من قبيل الكنسروة وتطوير الانتاجات البلدية والعسل والألبان والأجبان واللحوم المحلية والمجففات وصناعات القمح المتعددة وصيد السمك..” ويضيف “سنعمل على انشاء سجل لكل مزارع كي نؤمن استقرار اجتماعي”.
وفي حضرة الاعلامي – الوزير يحضرك سؤال بديهي: متى نحوّل الزراعة الى أولوية وطنية واعلامية وشعبية؟ يسارع الى الاجابة دون تردد “يدنا ممدودة الى كل الزملاء والمؤسسات كي نفرض الأجندة الزراعية في إعلامنا كي يدخل القطاع الى ثقافتنا اليومية، هذا أصبح من طموحي وأولويتي وسأتعاون مع تلفزيون لبنان أولاً في هذا المجال، إنها معركة صعبة كي نعيد الاعتبار المعنوي للزراعة والمزارع في برامجنا اليومية”، ويختم ضاحكاً “يلا همتكن يا شباب نحوّل الزراعة الى trend يومي”.

عامر ملاعب

كاتب وصحافي لبناني، يحمل شهادة الدبلوم في التاريخ من الجامعة اللبنانية، عمل في صحيفتي الأخبار والحياة. أعد وقدم برامج في قناة الثبات الفضائية، وإذاعة صوت الشعب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى