منوعات

تعليق المشاورات إلى أجل غير مسمّى… لا حكومة قبل 2021

ليسَ هناك من مهل ‎محدّدة لتأليفِ حكومة. فلن يقوم أحد بإعلان انتهاء المحاولات خوفًا أو تجنبًا لإعلان الانهيار الأكبر. بل إنّ الأمور مجمّدة على الخلاف بين رئيس الجمهورية ميشال عون ومن خلفه رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من جهة ورئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري من جهة أخرى. ووفق ثوابت الفريقين، الحريري متمسّك بالمبادرة الفرنسية لجهة تشكيل حكومة اختصاصيين متحرّرة من الارتباطات الحزبية، عون وباسيل يطالبان بوحدة المعايير، لا سيما في تسمية الوزراء المسيحيين. وردًّا على المطلب العوني تقول أوساط المستقبل إنّ الأسماء التي قرّر الحريري توزيرها ستفاجئ الجميع. حتى الأسماء الشيعية، قائلا إنّها لا تنتمي إلى بيئة حزب الله أو حركة أمل إنّما وافق عليها الثنائي الشيعي لأنّ سيرتها الذاتية ممتازة.

‎في طرحه الأخير، طلب الحريري من عون اختيار وزيرين مسيحيين، بالإضافة إلى اسمين سبق أن اختارهما الحريري من لائحة تتألّف من الأسماء التسعة التي قدمها رئيس الجمهورية.

تقول المصادر إن عون سمّى سيّدة لإحدى الحقائب والحريري رحّب بالاقتراح، لأنّها “اختصاصية وصاحبة كفاءة و لا يمكن النقاش حولها”. وطرح باسيل اسمًا ثانيًا، تقول أوساط المستقبل إنّه غير جدير بالتوزير، وترى الأوساط أنّ أي عملية تسمية يجب أن تدور حول ماذا يريد ماكرون من إصلاحات في الوزارات وهذا ما فهمه حزب الله وحركة أمل. حتى المطلب الأميركي بعدم تمثيل حزب الله في الحكومة لن يكون عائقًا أمام التشكيل لما للأسماء الشيعية المختارة من استقلالية، أمّا الحديث عن إمكانية شمول العقوبات شخص سعد الحريري، تقول أوساطه: “اذا عندن شي الأميركان أهلا وسهلا”.

‎وعن إمكانية أن تشمل العقوبات اسماء من المقربين منه حاليًا أو سابقًا، فـ “الحريري لن يغطّي أي شخص مرتكب”.

وبالعودة إلى التشكيل، تقول المصادر المقرّبة من الحريري إن الأسماء جاهزة ولا اعتراض من أحد عليها باستثناء فريق رئيس الجمهورية. تنقض هذا الكلام مصادر أخرى بحيث ترى أنّ هذا الجو لن ينجح بدق اسفين بين التيار الوطني الحر وحزب الله. ولكن الأكيد أنّ عددًا من الأسماء حاضرة ذهابًا وإيابًا من وإلى بيت الوسط.

رئيس الجمهورية يرى أنّ من بقايا حقوقه الدستورية بعد الطائف المشاركة في تشكيل الحكومة وهو لن يتخلّى عن هذا الحق وهو مشارك حتمي باختيار الوزراء وليس فقط المسيحيين. فكيف بالحرّي الوزراء المسيحيين؟ ماذا يعني هذا الجو عمليا في السياسة في لبنان بعد أيام على زيارة الموفد الفرنسي؟ أوساط فرنسية تقول إن باريس قد تعلن استسلامها من لبنان ومن القوى السياسية. فبالوقت الذي يقول رؤساء الدول للرئيس الفرنسي ايمانيول ماكرون “كيف لنا أن نساعدهم وهم يتحاصصون؟” تقول المصادر المقرّبة من الفرنسيين إن باريس عينها على الاقتصاد اللّبناني والقوى السياسية عينها على استحقاقاتها المقبلة. تحضر العدّة للانتخابات النيابية والرئاسية على أن تكون الحكومة المقبلة حكومة انتخابات. وهنا بيت قصيد الاشتباك الحاد في البلد. ماذا يعني هذا الجو في الاقتصاد؟ ينام ويستفيق اللّبنانيون على خوف. خوف من رفع مفاجئ للدعم يفقدهم القدرة حتى على تأمين الطعام لأولادهم. في بعبدا عُقد أكثر من اجتماع مالي ناقش فيه المجتمعون سبل رفع الدعم العام المقبل بعد وصول لبنان إلى الاحتياطي الإلزامي. وحده رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب يقول إنه لن يوقع على رفع الدعم. يتوجه إلى رئيس الجمهورية بالقول: “فخامتك عملوا حكومة ورفعوا الدعم. انا ما رح احمل هالقصة”.

حاكم مصرف لبنان رياض سلامة يقول إنّه لن يرفع الدعم على المواد الأساسية. الخبز والدواء بشكل أساسي . أمّا البنزين، فحديث آخر مع درس إمكانية ترشيد الدعم. ماذا ستحمل الأيام المقبلة للّبنانيين؟ ‎فهل سيحمل الأسبوع المقبل جوابًا حكوميًا سلبًا كان أم إيجابًا؟ يصعب الإجابة عن هذا السؤال حتى من المعنيين. وإلى حين عودة اللّقاءات المثمرة أو غير المثمرة بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلّف، يهمسون أنّهم عالمون أنّ الحكومة تأجّلت إلى العام المقبل أي إلى حين ظهور أيّ بشرى دولية. ولكن لا أحد منهم يجرؤ على إعلان النهاية الآن لأنّ لذلك أثر كارثي على البلاد.

 

جوزفين ديب

جوزفين ديب

اعلامية ومقدمة برامج.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى