سياسة

تباينٌ حول الإستشارات النّيابيّة يدفع كبّارة خارج اللقاء النّيابي الشّمالي

بعد ظهر يوم الثلاثاء 21 حزيران / يونيو الجاري، أصدرت المديرية العامّة لرئاسة الجمهورية، ما أسمته “التوزيع النّهائي” لمواعيد الإستشارات النّيابية الملزمة التي يجريها رئيس الجمهورية ميشال عون يوم الخميس 23 الجاري لتسمية رئيس يُكلّف تشكيل الحكومة الجديدة، وذلك بعد “تعديلات طفيفة”، وفق وصف المديرية، أدخلت على الجدول الأول الذي كان وُزّع قبل نحو أسبوع، وتحديداً في 15 حزيران الجاري.

اللافت في الجدول الجديد للإستشارات النّيابية المُلزمة بعد إدخال التعديلات عليه أنّه اقتصر على نوّاب طرابلس دون غيرهم من بقية النوّاب والكتل النّيابيّة التي بقيت على حالها، فبعدما كان موعد نائب طرابلس عن مقعد طائفة الروم الأرثوذكس جميل عبّود منفرداً، ضمن عداد النوّاب المستقلين، فقد إنضم بعد التعديل على الجدول إلى نائب كسروان نعمة افرام، الذي كان أيضاَ ضمن النوّاب المستقلين، ليشكلا معا كتلة “مشروع وطن الإنسان”، وهو أمر كان متوقعاً لأن عبّود كان سبق وصرّح في تصريح لـ”أحوال” عقب إعلان فوزه أنّه سيتلحق بكتلة افرام النيابية وحزبه السياسي المنضوي في عداده، برغم تحالفه إنتخابياً مع النائب أشرف ريفي في لائحة “إنقاذ وطن” بالتحالف مع القوّات اللبنانية وآخرين، حيث استطاعت هذه اللائحة الفوز بثلاثة حواصل نيابية كان نصيب عبّود إحداها.

لكن التعديل الآخر في برنامج الإستشارات الذي لفت الأنظار وتوقّف كثيرون عنده، كان خروج نائب طرابلس عبد الكريم كبّارة من كتلة اللقاء النيابي الشّمالي، وتفضيله الذهاب منفرداً ومستقلاً إلى الإستشارات، ما جعل المولود الجديد ـ وهو اللقاء النيابي الشّمالي ـ يخسر عضواً منه وهو في مستهل مشواره النيابي، لينخفض عدد نوّابه من سبعة إلى ستّة هم: سجيع عطية، أحمد الخير، محمد سليمان، وليد البعريني، عبد العزيز الصمد وأحمد رستم.

في الشّكل، يُمثّل إنسحاب كبّارة من اللقاء خروج طرابلس منه، واقتصار نوّابه على عكّار وقضاء المنية ـ الضنّية فقط؛ فالنوّاب الستّة الباقين أربعة منهم من عكّار هم: عطية، سليمان، البعريني ورستم، ونائب من المنية هو الخير ونائب من الضنّية هو الصّمد، وهو تناقص لا يصبّ في مصلحة اللقاء الذي كان يطمح إلى زيادة عدد أعضائه وفق تصريح سابق للبعريني، وانضمام نواب جدد إليه من بقية المناطق والمحافظات اللبنانية، لتشكيل كتلة نيابية وازنة يغلب عليها الطابع السنّي، أغلب أعضائها كانوا ضمن كتلة المستقبل النّيابيّة سابقاً، أو يدورون في فلك التيّار الأزرق، لكنّ هذا المسعى لم يُكتب له النّجاح، لا بل إنه خسر أحد أعضائه قبل أن يخطو أوّل خطوة.

إنسحاب كبّارة من عضوية اللقاء النّيابي الشّمالي ردّته مصادر سياسية مطلعة إلى “عدم إنسجام كبّارة مع أعضائه، وعدم توافقه معهم على الكثير من الرؤى السياسية حول قضايا وملفات سياسيّة مختلفة، ما جعله يفضّل الخروج منه والذهاب إلى الإستشارات منفرداً”.

وهناك سببٌ ثانٍ لانسحاب كبّارة من عضوية اللقاء هو أنّ أعضاءه، حسب المصادر، “لن تسمّي الرئيس نجيب ميقاتي على الأرجح خلال الإستشارات النيابيّة رئيساً مكلّفاً لتأليف الحكومة، وهو أمر لا يقبله كبّارة الذي تربطه بميقاتي علاقات قديمة تعود إلى أيّام والده النائب السّابق محمد كبّارة، كما أنّ كبّارة الإبن كان ضمن عداد لائحة “للناس” التي دعمها ميقاتي في الإنتخابات النيابية الأخيرة، وبالتالي فإنّه يفضل عدم السير في خيار تسمية شخصية أخرى غير ميقاتي”.

عبد الكافي الصمد

عبد الكافي الصمد

صحافي لبناني حاصل على شهادة الإجازة في الإعلام من جامعة الجنان في طرابلس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى