انتخابات

الثنائي الدرزي لم تتراجع أرقامه كالإشتراكي… فما سر الـ 4000 صوت؟

مع إنتهاء عمل الماكينات الإنتخابية وإحصاءات وزارة الداخلية بدا واضحاً أن الثنائي الدرزي، ممثلا برئيس الحزب الديمقراطي طلال أرسلان ورئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب، لم يتراجعا على مستوى الأصوات الدرزية، مقابل تراجع كبير للأصوات الجنبلاطية.
وبحسب الارقام النهائية نال وهاب 10228 صوتاً تفضيلياً في دائرة الشوف بينما حصل في 2018 على 7340 صوتاً، أما أرسلان فقد نال مؤخراً 9008 صوتاً تفضيلياً في دائرة عاليه مقابل 7887 صوتاً عام 2018، وهذا بالطبع إنجازاً كبيراً يُسجل لهما رغم كل الأسلحة التي استخدمت ضدهما.
لم يتبق سلاح ممكن الا واستخدم ضدهما لا سيما تلك المحرمة أخلاقياً من قبيل إتهامهما بـ”تشييع الدروز” وجلب “الشيعة” وإيران الى الجبل وتحريض الشارع الديني ضدهما، كذلك استخدام موقع مشيخة العقل والشيخ سامي ابي المنى في الحرب الذي وقف بعباءته وخطابه الى جانب رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط ونجله تيمور وباقي مرشحي الاشتراكي في معركة إنتخابية على حساب الفريق الدرزي الآخر ممثلا بأرسلان ووهاب، مع ماكينة اعلامية ومالية ضخمة لم تبق ولم تذر من سلاح وإشاعات وتركيب صور وأفلام ودس مقالات ورغم ذلك أثبتا حضوراً شعبياً وازنا على المستوى الدرزي العام.
بالموازاة، لا يمكن إغفال حقيقة الواقع الجديد المتمثل بظهور القوى التغييرية على مستوى الجبل عموماً وفي الشوف وعاليه خصوصاً، وتجلى ذلك من خلال حصول لائحة “توحدنا للتغيير” على 3 حواصل (درزي، سني، وماروني )، ما يؤكد وجود مزاج شعبي رافض للقوى التقليدية، وبالطبع فإن الأرقام التي حصدتها لائحة “توحدنا للتغيير” بشكل رئيسي ستشكل مبعث قلق لدى رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط، لانه يدرك تماماً ان نجاح هذه القوى في نيل مقعد درزي في عاليه في العام 2022 سيدفعها للعمل من اجل المنافسة الأقوى في الاستحقاقات المقبلة.
وبالعودة الى الأرقام تجلت ألاعيب جنبلاط بوضوح في حاصبيا، إذ يبدو واضحاً ان المرشح الدرزي التوافقي بين جنبلاط وأرسلان ونبيه بري في الدائرة مروان خير الدين، لم ينل أصوات القاعدة الاشتراكية مطلقاً والدليل حصوله على 2634 صوتاً تفضيلياً، وهو رقم قريب من الرقم 2512 الذي ناله مرشح الحزب الديمقراطي د. وسام شروف في الانتخابات الماضية، بينما نال النائب المنتخب عن قوى التغيير فراس حمدان 4859 صوتاً تفضيلياً، بينما حصل النائب السابق أنور خليل الذي كان مدعوماً من جنبلاط وبري في انتخابات 2018 على 6347 صوتا تفضيلياً، وهذا ما يؤكد عدم حصول المرشح خير الدين على اصوات “الاشتراكي” في دائرة حاصبيا مرجعيون.
أما على صعيد دائرة جبل لبنان الرابعة – دائرة عاليه مثلاً يظهر حجم الأصوات التفضيلية التي نالها مرشحو “الاشتراكي”، إذ في الدورة الماضية نال أكرم شهيب وهنري الحلو وراجي السعد ما مجموعه 24111 صوتاً، بينما عدد الأصوات التي نالها مرشحا الحزب في الدورة الحالية، أكرم شهيب وراجي السعد، هو 19876، أي أن هناك فارقاً بما يقارب 4000 صوتاً، وهذا ما يطرح السؤال عن امكانية حصول النائب المنتخب عن المقعد الدرزي مارك ضو على حصة من أصوات الاشتراكي في دائرة عاليه، وأبرز مثال تطبيقي يمكن قراءته في نتيجة أصوات بلدة بتاتر (جرد عاليه) والتي تعتبر “بلوك انتخابي” للحزب الاشتراكي، حيث حصدت فيها لائحة “توحدنا للتغيير” 212 صوتا ذهب منها 173 صوتاً للمرشح ضو، وهو ما يمكن اعتباره نموذجاً عن كيفية حصوله على اصوات من القاعدة “الاشتراكية”.
والسؤال هنا،
الأكيد أن هناك تبدلاً في المزاج الشعبي العام في كل دوائر لبنان ومنها دوائر الثقل الجنبلاطي، ولكن هل وصل هذا المزاج الى حدود الاجتياح الذي سجلته لوائح التغيير دون “دفشة” جنبلاطية على حساب خصومه؟ وهل تغير المزاج الشعبي يطال خصوم الاشتراكي فقط فيسقطهم؟
السؤال الأبرز أين ذهبت الأصوات الأربعة آلاف في كل من عاليه وحاصبيا؟.

يوسف الصايغ

صحافي لبناني يحمل شهادة الاجازة في الإعلام من كلية الاعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. عمل في عدد من الصحف والمواقع الالكترونية الاخبارية والقنوات التلفزيونية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى