هذا هو مرشح حزب الله “السري” لرئاسة الجمهورية!
ظنّ البعض أن إنجاز الترسيم بين لبنان وإسرائيل قد يجعل رئيس الجمهورية ليّناً في ملفات أخرى على رأسها ملف تشكيل الحكومة، لكن هؤلاء لا يعرفون ميشال عون، والأهم لا يعرفون رئيس التيار جبران باسيل الذين لن يفوّت مناسبة إلا ويستغلها لإظهار قوته التي يترجمها بالشروط الحكومية الصعبة، لا بل شبه المستحيلة، والتي تجعل مسألة التشكيل صعبة، علماً أن ميشال عون قد قال أمام زواره منذ يومين بأنه “لا حكومة سوى بتلبية شروطه، وإلا فلا داعي لتشكيلها”.
على المستوى الحكومي هناك إصرار على الشروط، من منطلق الحفاظ على ما تحقق على مستوى الشراكة في ولاية عون، تحت عنوان أن ما لم يقبل به رئيس الجمهورية في السابق لن يقبل به اليوم، خصوصاً أن باسيل يدرك جيدا أن بعد انتهاء العهد هناك مجموعة واسعة من القوى التي تريد الإنتقام منه، الأمر الذي يحتم السعي إلى تحصين الوضعية الحكومية، في حال كان هناك إمكانية لأن تبصر النور، أو الذهاب إلى مشكلة أكبر، قد يستفيد منها التيار في مرحلة لاحقة.
على المستوى الرئاسي، كانت واضحة الرسالة التي توجه بها باسيل، يوم السبت، حيث لفت إلى أنه قد يتراجع عن قرار ترشيح نفسه في الإنتخابات الرئاسية، الأمر الذي لا يمكن أن ينفصل عن حالة الإنتشاء التي يعيشها الرجل بإنجاز ترسيم الحدود البحرية، لا سيما أن التيار عمل، طول الأيام الماضية، على الترويج لدور “سرّي” قام به رئيسه على هذا الصعيد، بالتزامن مع السعي إلى محاولة تكريس معادلة التحالف مع “حزب الله”، عبر مجموعة من المواقف التي تغازل قوة الحزب وسلاحه، ومسيراته، وهو ما يقوم به باسيل في كل مرة يكون فيها بحاجة الى “الدعم المطلق” من قبل حزب الله.
هذه المواقف، على ما يبدو، يريد من خلالها التيار أن يرسل أكثر من رسالة إلى الحزب بأنه هو الضمانة الأفضل له رئاسياً، نظراً إلى أنه من الصعب إيصال المرشح المفضل الآخر رئيس تيار “المردة” النائب السابق سليمان فرنجية، لا سيما أن التيار نفسه يضع مجموعة من الفيتوات عليه، وهو أكد عليه باسيل نفسه.
في هذا السياق تكشف مصادر متابعة عبر “أحوال” أن المفاوضات الرئاسية بين حزب الله والتيار الوطني الحر تسير على قدم وساق، وقد تخطّت مسألة الإتفاق على الإسم، حيث يمكن القول أن المرشح المفضل الثاني لدى حزب الله بعد رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، هو زياد بارود، المرشح الضمني للتيار الوطني الحر.
وتشير المصادر إلى ان التواصل مفتوح بين بارود وحزب الله والتيار الوطني الحر، مشددة على أن هذا التواصل قطع شوطاً مهمّاً، حيث يمكن القول اليوم أن زياد بارود هو المرشح السري للحزب، والذي يرى فيه شخصية توافقية، خارج الاصطفافات، ومقبولة من الجميع، علماً أن باسيل يتعاطى مع بارود وكأنه مرشح التيار، وبحسب المصادر فإن باسيل سيكون أشد المقربين لبارود بحال أصبح رئيساً، وأكثر المؤثرين عليه. فهل ينجح باسيل بتنحية فرنجية وإقناع حزب الله بالسير ببارود حتى النهاية؟