بلديات جبل عامل تؤمن مياه الشفة المجانية وتوفر 3 ملايين شهريا على كل أسرة
مع ارتفاع أسعار قوارير المياه الصالحة للشرب، التي تباع عادة في المحال التجارية بشكل لا يتناسب مع أحوال الأهالي الاقتصادية، كان لا بد من ايجاد حلول لتأمين مياه الشفة المجانية وشبه المجانية.
لذلك، ومنذ بدء الأزمة الاقتصادية الأخيرة، عمدت بلديات متعددة في بنت جبيل ومرجعيون الى تأمين حلول سريعة أو استكمال مشاريع سابقة لها، بالتعاون مع بعض الجهات المانحة واتحادات البلديات.
وفي هذا السياق، لجأت بلدية شقرا ودوبيه الى تأمين خزانات للمياه في حديقة البلدة العامة، وتجهيزها بفيلترات كبيرة سمحت في تأمين مياه الشرب المجانية لآلاف المقيمين في البلدة.
منذ ساعات الصباح الأولى، يلجأ الموظف المسؤول عن تنظيم عملية تعبئة مياه الشرب للأهالي، الى تنظيم الأدوار وارشاد الأهالي الى عدم استهلاك كميات كبيرة من مياه الشرب، وافساح المجال للآخرين لملء غالوناتهم، وبسبب زيادة عدد القادمين، حددت البلدية حصة الأسرة الواحدة ب 4 غالونات يومياً فقط، كي يتمكن الجميع من الاستفادة.
يقول حسن ذيب ان “هذا المشروع وفّر على كل أسرة ما يزيد على 100 ألف ليرة يومياً، أي حوالي 3 ملايين ليرة شهرياً، ويستفيد منه أكثر من 2000 أسرة لبنانية وسورية”.
في بلدة برعشيت المجاورة، وضعت البلدية فيلترات ضخمة في مشروع عين البلدة الذي تم تجهيز غرفة كبيرة له، يواظب على الاهتمام بها موظف تشرف عليه البلدية، التي عمدت مؤخراً الى تجهيز العين بالطاقة الشمسية، فسمحت بتأمين فلترة المياه طيلة ساعات النهار.
وكذلك الحال في بلدة صفد البطيخ المجاروة، اذ تم تم بناء غرفة من الحجر الصخري فوق عين مياه البلدة وتم جهيزها بالفيلترات اللازمة، وهي اليوم يستفيد منها أكثر من 500 زرائر يومياً، بحسب الموظف المسؤول عن متابعة الخدمة للوافدين، الذي أشار الى أن البلدية تأخذ مبلغ رمزي من كل زائر، هو عبارة عن 2000 ليرة بدل تعبئة الغالون المتوسط الحجم، و4000 ليرة عند تعبئة الغالون الكبير.
ويلفت الى أن “هذا المبلغ هو لتغطية نفقات البلدية وأجرة الموظف”. وبسبب الحاجة المتزايدة الى مياه شرب، عمدت بلدية مركبا، في قضاء مرجعيون، الى انشاء محطة لتأمين مياه الشفة لكل أبناء المنطقة، وبشكل مجاني، وهي “مزودة بفلاتر خاصة وجهاز تكرير، كما تم تعيين موظف يؤمن الخدمة للأهالي منعاً للاختلاط والفوضى”، بحسب رئيس البلدية غسان حمود.
وفي بلدة الطيبة، يتسابق الأهالي على ملء الغالونات منذ ساعات الصباح الأولى من عين الطيبة المجهزة بالفلاتير، ومن خزان جديد مفلتر أيضاً أنشأته البلدية مؤخراً قرب ساحة البلدة، لتسهيل عملية انتقال الأهالي والتخفيف من معاناة الانتظار.
وفي نهاية كل أسبوع، يزداد أعداد رواد محطات تكرير المياه في المنطقة التي انتشرت من معظم بلدات بنت جبيل ومرجعيون، باشراف ومتابعة حثيثة من العمل البلدي في جبل عامل في حزب الله، الذي أكد مسؤوله الحاج علي الزين أن “البلديات بالتعاون مع العمل البلدي والجهات المانحة، استطاعت صيانة أكثر من 61 محطة لتكرير مياه الشفة”.
ويبدو أن “أبناء المنطقة المقيمين في بيروت يملأون سياراتهم بغالونات المياه لأخذها معهم الى منازلهم”، يقول أحمد ترمس ابن بلدة طلوسة، لافتاً الى أن “العودة الى عيون المياه بات أمراً لا بدّ منه عند معظم العائلات الجنوبية، بعد أن بات ثمن غالون المياه يزيد على 20 ألف ليرة، أما سعر شنطة قناني المياه الكبيرة فيزيد على 60 ألف ليرة”، لذلك بحسب ترمس “فان محطات تكرير المياه أصبحت الملجأ الأساسي للأهالي لتأمين حاجاتهم من مياه الشرب”.
وكانت مؤسسة مياه لبنان الجنوبي، قد أعلنت، صيف العام الماضي، وبالشراكة مع اليونيسف وتحالف سبيل وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، عن افتتاح “منظومة معروب المائية” التي تتكون من الخزانات الإقليمية، وتحديث محطة ضخ يانوح، وتركيب خط الضخ الرئيسي من محطة مياه يانوه وخطوط إعادة الضخّ بالجاذبية الى ثلاث قرى.
وقد تم تطوير المشروع لضمان استدامة توفير المياه لأكثر من 135,000 شخص من خلال نظام يعتمد على الضخ بواسطة الجاذبية واستخدام الطاقة الشمسية. وتشمل “منظومة معروب المائية” إنشاء منظومة مائية مستدامة تحتوي على خزانان بسعة تخزين إجمالية 5000 متر مكعب (2500 متر مكعب لكل خزان)، وتم تجهيز الخزانان بمصدر طاقة مستدامة من خلال تركيب وتشغيل نظام لانتاج الكهرباء يعمل على الطاقة الشمسية، مما يقلل من الإعتماد على كهرباء الشبكة العامة او المولدات العاملة بالديزل وضمان توفر آليات عمل وتشغيل مستدامة وصديقة للبيئة، الحفاظ على التشغيل المستدام للبنية التحتية.
يتيح الموقع المرتفع للخزّانات جر المياه وتوزيعها بواسطة الجاذبية إلى القرى التي ستستفيد من المنظومة، مما يخفض من كلفة فاتورة الطاقة لدى تشغيلها. واللافت أن اتحادي بلديات بنت جبيل وجبل عامل يشرفون دورياً على نظافة مياه محطات التكرير، من خلال جهاز متخصص، يحصل على عينات من مياه الخزانات المفلترة، وابلاغ الجهات المسؤولة عنها بنتائج الفحوصات.
داني الأمين