لقاء إيجابي بين الحريري وباسيل تخلله مزاحٌ وضمانات ووعود
مسعى برّي لتأليف حكومة تكنوسياسية عشرينية
على وقع قرار العقوبات الأميركي الجديد ضد حزب الله ودعوة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو العالم إلى تصنيف الحزب منظمة إرهابية، أجرى الرئيس المكلّف سعد الحريري الاستشارات النيابية غير الملزمة في المجلس النيابي، وسط أجواء إيجابية عكستها طبيعة اللقاءات والمواقف، سيّما بين الحريري والنائب جبران باسيل معطوفة على إعلان النائب محمد رعد بأنّ الحزب قطع شوطاً كبيراً في الإتفاق مع الرئيس المكلّف.
لقاء الحريري باسيل
كشفت مصادر مشاركة في اللقاء بين الحريري وباسيل لـ”أحوال” أنّ “اللقاء كان إيجابياً وجيداً بعكس ما توقع البعض، وتخلّله بعض المزاح.
وقدّم باسيل وعوداً للرئيس المكلّف بأنّ التكتل سيكون مسهلاً لتأليف الحكومة وسيتعامل بإيجابية، لكن رئيس التيار الوطني الحر طالب الرئيس المكلّف باعتماد معايير موّحدة للتأليف بشكل لا يشعر أي طرف بأنّه مستهدف، فيما أكد الحريري لباسيل ووفد التكتل بأنّ هدفه من العودة إلى رئاسة الحكومة خلال الأشهر الستة المقبلة العمل لإنقاذ البلد وليس بعقيلة كيدية أو استهداف أي طرف، وأكد الحريري للكتل النيابية أنّه سيعمل 24 ساعة لمعالجة الأزمات وإنجاز الإصلاحات بالتعاون مع المجلس النيابي.
فيما أكدت مصادر متابعة للملف الحكومي لـ”أحوال” أنّ الرئيس المكلّف بات يملك تصوراً أولياً للحكومة وسيطلع عليه رئيس الجمهورية خلال الساعات المقبلة، وكذلك على حصيلة مشاوراته في مجلس النواب؛ وكشفت المصادر أنّ الاتجاه الغالب هو نحو حكومة تكنوسياسية عشرينية من اختصاصيين من أصحاب الكفاءة والخبرة تسميهم الكتل النيابية بالاتفاق مع الرئيس المكلّف، وهذا ما يسعى إليه الرئيس نبيه بري كحلّ وسطي بين صيغة الحريري من جهة، وطرح رئيس الجمهورية والتيار الحر وحزب الله ومعظم الكتل النيابية من جهة ثانية؛ وأضافت المصادر أنّ الحريري وبعد استشارات اليوم بات شبه مقتنع من أن صيغته تشكيل حكومة إختصاصيين مصغّرة لا محل لها في أرض الواقع، لافتة إلى أنّ اللقاء بين الرئيسين بري وميشال عون والرئيس المكلّف في بعبدا يؤكد ذلك؛ فالرئيس عون قال للحريري ما سبق وقاله للسفير مصطفى أديب بأن يتشاور مع الكتل النيابية، كما نصح الرئيس بري الحريري بحكومة تكنوسياسية تمثل معظم الكتل النيابية في البرلمان لضمان نيلها الثقة وكذلك نصح رئيس كتلة الوفاء للمقاومة الحريري بعدم الذهاب إلى حكومة مصغّرة.
ضرغام: ننتظر الحريري
أكّد عضو تكتل لبنان القوي النائب أسعد ضرغام لـ”أحوال” أنّنا مستعدون ومنفتحون للتعاون مع الرئيس المكلّف لتسهيل تأليف الحكومة استناداً إلى وحدة المعايير، لكن لم نبحث بتفاصيل الحكومة لجهة شكلها والحقائب، وهذا أمر متروك للرئيس المكلّف بالتشاور مع رئيس الجمهورية، مشيراً إلى أنّ التكتل لم يطلب من الحريري.
وعن تمسّك الحريري بتأليف حكومة إختصاصيين فيما يرفض ذلك التيار الوطني الحر لاعتبار أنّ الحريري هو السياسي الأول وليس اختصاصياً، أوضح ضرغام أننا سننتظر ما سيعرضه الرئيس المكلّف خلال المشاورات ووفق أي أسس ومعايير سيختار الوزراء الإختصاصيين وهل ستتطبق على كل الأطراف؟
المشهد ضبابي
تسعى بعض الجهات الداخلية إلى الإسراع بولادة الحكومة قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية على اعتبار أنّ عودة الرئيس الحالي دونالد ترامب سيزيد التشدد في الإدارة الأميركية وبالتالي تأجيل الولادة الحكومية إلى حين اتضاح المشهد الأميركي وتوجهات الإدارة الجديدة بمعزل عن الرئيس. ولفتت مصادر مطّلعة على موقف حزب الله لـ”أحوال” إلى أنّ المشهد لا يزال ضبابياً رغم بعض المؤشرات الإيجابية التي تلوح في المنطقة، مشيرة إلى قرار العقوبات الأخير، وتساءلت: هل سيغيّر الحريري أداءه وسياسته باتجاه أكثر استقلالية وتحرراً أم سيبقى في فلك الضغوط والشروط الأميركية – السعودية؟ وهل سيتعامل بجدية مع المشروع الإصلاحي الذي يحتاجه لبنان للنهوض بالاقتصاد؟ موضحة أنّ المطلوب هو مشروع إصلاحي جدّي وليس مستورداً من الخارج عبر الأداة التنفيذية للسياسات الأميركية الدولية أي صندوق النقد الدولي، بل إنّ المشروع الحقيقي هو ما يتلاءم والواقع الاقتصادي المالي الاجتماعي اللبناني.
خواجه: لالتقاط الفرصة الخارجية
وبحسب مصادر مطّلعة على موقف عين التينة، فإنّ الرئيس بري لعب دوراً أساسياً في ترطيب الأجواء بين عون وباسيل من جهة والحريري من جهة أخرى، ومهّد للقاء رئيسي التيارين البرتقالي والأزرق في استشارات اليوم على أن يستمر رئيس المجلس في لعب هذا الدور حتى تأليف الحكومة.
ولفت عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد خواجه لـ”أحوال” إلى أنّ “لقاءات اليوم في مجلس النواب بروتوكولية لم تدخل في تفاصيل الحكومة وتم الحديث في العناوين العريضة كضرورة الإسراع بتأليف حكومة منتجة وفاعلة في ظل الظروف الصعبة”. وأكد أن “موقفنا من تسمية الحريري ليس جديداً فمنذ استقالته في تشرين من العام الماضي ونحن ندعو ونحث الحريري على تأليف حكومة نظراً لقوته التمثيلية والثقة الخارجية به، فكيف الآن وهو المرشح الوحيد في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان”.
وأكد خواجة أنّ “العوامل الخارجية مساعدة لتأليف حكومة وعلى الجميع التقاط الفرصة ووضع الخلافات الشخصية جانباً وتذليل العقد الداخلية والإتفاق على حكومة لإنقاذ البلد من أزماته”، وحذر خواجه من أنّ الوضع لم يعد يحتمل أي تأخير في ظل تفاقم الأزمات في مختلف القطاعات المالية والاقتصادية والصحية والمعيشية، ودعا إلى تعاون الجميع لتشكيل حكومة فاعلة منتجة من أصحاب الإختصاصات والكفاءة وهؤلاء موجودون بكثرة في المجتمع اللبناني”، مشيراً إلى ضرورة وجود حكومة لمواجهة كل هذه التحديات سيما خطر وباء كورونا مع التحذيرات عن موجات جديدة ونفاذ مخزون الادوية، وانهيار النظام الصحي وأزمة الودائع والقطاع المصرفي الذي أصبح خارج الخدمة وفقد وظائفه وتحوّل إلى مركز للصيارفة”.
محمد حمية