منوعات

اتصالات لحسم أعضاء الوفد اللبناني بملف ترسيم الحدود

الحريري يواجه عقدة أساسية وترجيح بتأجيل الإستشارات

تترقّب الساحة الداخلية استحقاقين سيحدّدان مسار المرحلة المقبلة: الأول غداً الأربعاء موعد انطلاق الجولة الأولى من مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان والعدو الإسرائيلي، والثاني بعد غدٍ الخميس موعد الاستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس لتشكيل الحكومة الجديدة.

المفاوضات في موعدها

وفيما ينتظر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون حصيلة جولة المشاورات التي أطلقها الرئيس سعد الحريري مع الكتل النيابية للبناء على الشيئ مقتضاه، فإمّا تبقى الإستشارات على موعدها أو يتم تأجيلها، تنهمك دوائر بعبدا بمفاوضات الترسيم على صعيد تشكيل الوفد اللبناني المفاوض الذي رُسمت حوله بعض التحفظات على صعيد مضمون المفاوضات والكمائن التي يمكن أن يواجهها الوفد.

وفي حين تحدثت معلومات عن خلاف حول طريقة تشكيل الوفد وضم بعض الأسماء التي لا تدخل في الإطار العسكري التقني ما سيؤدي إلى إرجاء الجولة الأولى من المفاوضات، لفتت مصادر مطلعة على موقف بعبدا لـ”أحوال” أنّ الجولة الأولى على موعدها ولا تعديل حتى الآن.

 

حطيط: الوفد اللبناني عسكري تقني بحت

ويلفت الخبير العسكري والاستراتيجي العميد أمين حطيط لـ”أحوال”  أنّ “الوفد الذي شكّله رئيس الجمهورية لم يخرج عن الإطار العسكري والتقني بل هو تقني عسكري بحت”، مشيراً إلى أنّ “الرئيس عون جدّد التأكيد على السقف السياسي للمفاوضات بأنّها مفاوضات غير مباشرة ومحدّدة بمهمة معينة وبموضوع معين حدودي حيث يكون الوفد اللبناني تقنياً وعسكرياً فقط”. ويوضح الدكتور حطيط أنّ الخبير النفطي في عداد الوفد هو عضو في هيئة إدارة النفط وهو خبير مدني لكنّه موظف متعاقد مع الجيش”، مؤكداً أنّ الوفد يصبح سياسياً في ثلاث حالات:إذا ضم وزيراً أو برتبة وزير- سفير أو برتبة سفير- أو شخصية تمثل السلطة السياسية وفي الوفد اللبناني لا تنطبق الحالات الثلاث.

إلى ذلك، يؤكد حطيط  أنّ رئيس الوفد هو المعني بالتحدث باسم الدولة فقط، أما الأعضاء الخبراء الآخرين فغير مخوّلين بالحديث إلا بتكليف من رئيس الوفد”.  ويخشى الخبير العسكري من خلاف قد يقع مع العدو على حقل نفطي مشترك ما سيطرح خلافاً حول معايير وقواعد الترسيم، وهنا تبرز الحاجة للخبير النفطي.

ويلفت إلى أنّ رئيس الجمهورية يشكّل الوفد في إطار المادة 49 من الدستور كرئيس للمجلس الأعلى للدفاع، أمّا نتيجة المفاوضات والاتفاق على الترسيم سيكونا وفق المادة 52 حيث يُعرض الاتفاق على مجلس الوزراء وعلى المجلس النيابي.

وعلم “أحوال” أنّ وفد العدو الإسرائيلي لم يُحسم نهائياً لا لجهة العدد ولا لجهة مستوى التمثيل، وأنّ لبنان لم يعترض على مستوى تمثيل وفد العدو الإسرائيلي لكنّه أبلغ الأمم المتحدة بأنّ لبنان يرفض الحديث أو طرح أي مفاوضات خارج الإطار التقني العسكري المتعلّق بالترسيم البحري.

بيان توضيحي لحزب الله

وفيما أُفيد أنّ حزب الله لديه تحفظات على مسألة الوفد، تشير مصادر مطلعة لـ”أحوال” إلى أنّ “حزب الله سيعلن موقفاً لتوضيح الأمر يحمل بعض التحفظات على الوفد، لكنه سيترك للدولة اللبنانية القيام بواجباتها ويرفض أن تتعدى المفاوضات الإطار التقني العسكري لترسيم الحدود البحرية”. كما تلفت إلى إتصالات تجري بين قيادة الحزب وبعبدا لتوضيح بعض النقاط والإلتباسات.

هل تُؤجل الإستشارات النبابية؟

في موازاة ذلك، تتجه الأنظار إلى بعبدا التي تستضيف الاستشارات النيابية وسط تضارب في المعطيات لجهة التوصل إلى اتفاق على تكليف الحريري الخميس المقبل، أو تأجيلها لمزيد من المشاورات. وبحسب ما تقول أوساط سياسية لـ”أحوال”، فإنّ التيار الوطني الحر لم يحسم موقفه بعد لجهة تكليف الحريري مشيرة إلى “أنه بانتظار أن يجيب الحريري على بعض الالتزامات والاستيضاحات لجهة شكل الحكومة والوزراء وبرنامج عمل الحكومة، وفي حال لم تنجح المفاوضات مع الحريري، فلن تسمي كتلة لبنان القوي رئيس المستقبل، وبالتالي سيواجه الأخير الميثاقية المسيحية خصوصاً أنّ كتلة القوات لن تسمي الحريري بحسب ما رجّحت المعلومات.

وتكشف مصادر خاصة لرئاسة الجمهورية أنّ الرئيس  لم يعد الحريري بالموافقة على طرحه بل طلب منه كما طلب من السفير مصطفى أديب بأن يتواصل مع الكتل النيابية والعودة إليه بحصيلة المشاورات.

أما اللقاء بين الحريري ورئيس المجلس النيابي نبيه بري فكان إيجابياً بحسب المعلومات، إذ حصل شبه تفاهم على أن يسمّي الرئيس برّي شخصية لوزارة المالية يوافق عليها الحريري.

أما حزب الله، فلديه أسئلة سيوجّهها للحريري تتعلّق بالوضع السياسي والسياسة الخارجية والملف الاقتصادي سيما ما يرتبط بشروط صندوق النقد الدولي.

ومن المتوقع أن يزور وفد كتلة المستقبل مقر كتلة الوفاء للمقاومة ظهر غدٍ للقاء رئيس الكتلة النائب محمد رعد.

طريق الحريري ليست سهلة

وتخلص مصادر متابعة للملف الحكومي بأنّ طريق الحريري لن تكون سهلة كما يروّج وهناك عقد عدة مع الأطراف السياسية، مع التيار الحر والقوات أُضيف إليها أمس عقدة رئيس الإشتراكي وليد جنبلاط الذي وجّه انتقادات قاسية للحريري في إطلالته الإعلامية الأخيرة، ما يرجّح تأجيل الإستشارات عدة أيام لمزيد من المشاورات.

عبدالله: كافة الإحتمالات واردة

ويوضح عضو اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله لـ”أحوال” أنّ مقابلة جنبلاط الأخيرة كانت جردة حساب مع مختلف الأطراف سيّما الحريري الذي وجّه سهام كلامه لجنبلاط في مقابلته الأخيرة، ويلفت عبدالله إلى أنّ الكتلة تقوم بمشاورات لتحديد موقفها النهائي غداً من استحقاق الإستشارات وكل الإحتمالات واردة، مبدياً استغرابه عن كيفية طرح الحريري لحكومة اختصاص وهو رئيس حكومة سابق ورئيس تيار سياسي. كما يؤكد أنّ الإشتراكي لن يستقبل وفد المستقبل كرسالة اعتراض على سلوك الحريري تجاه المختارة؛ ويسال عبدالله لماذا يحتكر الحريري الحصة الوزارية السنية؟ ومن قال إنّ تمثيل جنبلاط محصورفقط بالدروز؟

 

 

محمد حمية

صحافي وكاتب سياسي لبناني. يحمل شهادة الماجستير في العلاقات الدولية والدبلوماسية من الجامعة اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى