انتخابات

الحَراك الإنتخابي في طرابلس أمام أيّام فاصلة

عندما أعلن الرئيس سعد الحريري في 24 كانون الثاني/يناير الماضي، تعليق عمله السياسي وانسحابه من المشهد الإنتخابي في لبنان، خيّم صمت كبير على السّاحة السنّية في مختلف المناطق اللبناينة، وبدا الإرباك سمة سائدة فيها، إلى أن كسر هذا الصّمت حدثان: الأول دعوة الرئيس فؤاد السنيورة في 23 شباط/فبراير الفائت المسلمين السنّة إلى “عدم مقاطعة الإنتخابات، والمبادرة إلى المشاركة بفعالية ترشيحاً واقتراعاً”، قبل أن يتبعه نائب رئيس تيّار المستقبل مصطفى علوش، يوم الجمعة الماضي في 4 آذار/مارس الجاري، بتقديم إستقالته من منصبه تمهيداً لخوضه الإنتخابات، في خطوة بدت منسقة مسبقاً بين الرجلين.

ومع أنّ الدعوة والإستقالة أثارتا إنقساماً بين مناصري الحريري وتيّاره في طرابلس، بين مؤيّدين ورافضين، إلا أنهما دفعتا كثيرين ممّن يلتحفون بعباءة الحريري للخروج منها، والتفكير جدّياً في خوض الإنتخابات المرتقبة في 15 أيّار/مايو المقبل، واغتنام هذه الفرصة للفوز بمقعد نيابي، تبدو فرصه متاحة اليوم أمام بعضهم أكثر ممّا كانت في السّابق، تحت شعار ملء الفراغ في السّاحة السنّية.

على إثر هذه التطوّرات، نشطت الإتصالات واللقاءات لتشكيل نواة لائحة من نوّاب ومرشحين خرجوا من تحت العباءة الزرقاء في دائرة الشّمال الثانية التي تضم طرابلس والضنّية والمنية، أبرزهم إلى جانب علّوش كلّ من نقيب المحامين السّابق في طرابلس فهد المقدّم، والنّائب سامي فتفت عن الضنّية، والنّائب عثمان علم الدين عن المنية.

وأفادت مصادرة مطلعة لـ”أحوال” أنّ “الإتصالات شملت أيضاً كريم كبّارة نجل النّائب محمد كبّارة، بعدما فضّل والده الإنسحاب ودفع إبنه للترشّح بدلاً عنه، لكنه لم يعطِ أيّ جواب، نفياً أو إيجاباً، بانتظار المزيد من المشاورات؛ وكذلك شملت الإتصالات بعض الشخصيات الثرية القريبة من فلك تيّار المستقبل، على أمل تمويلها ودعمها الحملة الإنتخابية للائحة المنتظرة”.

وأضافت المعلومات أنّ الإتصالات التي يقودها السّنيورة تحديداً، شملت أيضاً النّائب السّابق محمد الصفدي الذي يملك قاعدة إنتخابية جيدة في المدينة، وماكينة إنتخابية ذات تجربة سابقة متمرّسة، لكنّ الصفدي ردّ على هذه الإتصالات وفق مقربين منه بأنّه “لن يترشّح للإنتخابات وهو على موقفه منذ عزوفه عن خوض إنتخابات 2018 ولن يرشّح أحداً باسمه، لكنّه أبدى إستعداداً مبدئياً لدعم لائحة ما، إذا وجد فيها أسماء مرشّحين تعبّر عن قناعاته السّياسية، وتعكس تطلعات أبناء المدينة نحو تمثيلها بشكل أفضل”.

ومع أنّ الإتصالات شملت أيضاً الرئيس نجيب ميقاتي وجسّ نبضه لمعرفة إنْ كان بالإمكان تشكيل لائحة موحّدة بينه وبين الخارجين من رحم تيّار المستقبل، إلا أنّه يبدو أنّ هكذا اقتراح، وفق مصادر سياسية متابعة، “لا يجد قبولاً واسعاً لدى الطرفين، كما أنّ المصالح الإنتخابية وحسابات النتائج والحواصل والأصوات التفضيلية لا تشجع على نسج هكذا تحالف”.

وكشفت مصادر مقربة من ميقاتي لـ”أحوال” أنّ “نواة لائحة تيّار العزم التي يجري تأليفها بهدف خوض الإستحقاق الإنتخابي قد بدأت بالتشكّل، ومن أبرز أعضائها النائب علي درويش عن المقعد العلوي في طرابلس، والنّائب السّابق كاظم الخير عن المقعد السني في المنية، وسليمان عبيد نجل النّائب الراحل جان عبيد عن المقعد الماروني في طرابلس”.

أمّا بشأن ترشّح ميقاتي من عدمه، وبقاء قراره غامضاً وفق مناورات يجيد القيام بها، فقد كشفت مصادر مقربة منه أنّه “سيعقد الأسبوع المقبل إجتماعاً موسعاً مع قواعده في تيّار العزم، وخلاله سوف يكشف موقفه النهائي من الإنتخابات، إما أن يترشح، وإما أن يعلن دعمه لائحة لمرشّحين له بالتحالف مع آخرين، ويبدو حتى الآن أنّ الخيار الآخر هو المرجّح”.

عبد الكافي الصمد

عبد الكافي الصمد

صحافي لبناني حاصل على شهادة الإجازة في الإعلام من جامعة الجنان في طرابلس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى