فرنجيه: لن أبدّل مبادئي وتوجهاتي من أجل رئاسة الجمهورية!
واضحاً وصريحاً كان رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه في أحدث إطلالة تلفزيونية له (وهو المُقّل بمثلها لأنه لا يرغب في أن يكون نجماً تلفزيونياً)، لا بل إنه عبّر عن زهده برئاسة الجمهورية في لبنان إذا كان هدفها إحداث تغيير في مبادئه وقناعاته وحتى توجهاته.
فهل نجح “المارد الأخضر” في إقناع مشاهديه في الرسم الذي يراه ملائماً لشخصية رئيس الجمهورية المنتظر في الخريف المقبل؟
معظم المراقبين والمتابعين لم يفاجئوا بما سمعوا من أبن العائلة الزغرتاوية المتجذرة في السياسة منذ العام 1929 والزاهد منذ زمن في المراكز النيابية والوزارية وحتى رئاسة الجمهورية إذا كان هدفها التأثير أو إحداث تغيير في ما هو مقتنع به حتى العظم وفي أحلك الظروف، فهو سلّم نجله طوني الشعلة النيابية منذ أربع سنوات وكان قد فعل مثلها منذ عقد ونصف للمواقع الوزارية وهي خطوة لم يسبقه إليها أحد في القيادات الزغرتاوية – الأهدنية.
فمن منطلق حرصه على الدور المسيحي المشرقي، جدّد إبن زغرتا الماروني التشديد على أن يكون المسيحيون في لبنان (وهم من الطوائف المحورية التي عملت على إنشاء لبنان) صلة الوصل الأساسية في لم شمل جميع الطوائف الأخرى وبخاصة إذا كان بعضها على خلاف مع آخرين حتى لا يتحولوا إلى “الحلقة الأضعف في أي تركيبة جديدة قد يتفق عليها الآخرون”. من دون أن تكون أمامه أية عوائق من ان يدعو إلى إنتخاب رئيس الجمهورية من الشعب وتحويل الدولة إلى مدنية.
الثابت دائماً لدى فرنجيه أن ما في قلبه هو على طرف لسانه عتباً أو توجيه رسائل، وهذا ما ينعكس وضوحاً لدى حلفائه والأفرقاء الثابتين والمتحركين في الثامن من آذار فيدركون أن “أبو طوني” ليس من الذين يتحدثون في الوجه بلغة، وعند إستدارة الظهر لغة أخرى، ولذلك فإن الكل يذكرون الكلام الذي أطلقه بحقه أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله والذي لم يخص أحداً سواه بمثله.
وحتى بالإساءات لم يبدل نقاءه فهو الذي تخطى بعزم وتصميم كل الجروح التي سببتها مجزرة إهدن، فهو بالأمس فتح صفحة بيضاء جديدة عندما قال بصراحة أنه “لا يهمني أن أحمي جبران باسيل ولا أن ألغيه”. لأنه يبقى ضمن الخط العام الذي يؤيد شارة المقاومة، من دون أن يراوغ أو يداهن في أن يصنّف حزب القوات اللبنانية في خانة الخصومة الاستراتيجية ولذلك كان تعبيره الذي لا يحمل تأويلات:” إن مصلحة حليفي اللدود أهم من خصمي الاستراتيجي”.
ورغم كل المحاولات لجره إلى التصويب على موقع رئاسة الجمهورية فإنه حرص على احترام البروتوكول الذي يفضي بتوجيه “النقد الارستقراطي” الذي يلفح بدون أن يجرح حين رأى أن عهد الرئيس ميشال عون قد إرتكب الأخطاء بحق نفسه أكثر مما استهدفه الآخرون الذين حاول جاهداً إلغاء العديد منهم في أكثر من مفصل.
ولم يشأ في الختام أن يداهن أو يستجدي أحداً عشية الإنتخابات النيابية بل قال: البعض يسعى لإلغائنا من خلال الانتخابات النيابية ونتمنى على أهلنا ألا يخيبوا أملنا كما لم نخيّب أملهم في كل المراحل!
الثابت أنه هذا هو سليمان فرنجيه الذي يستطيع باستمرار خطف إحترام خصومه له قبل القريبين منه، ولذلك يتعجب الجميع كيف أن دارته في بنشعي دائماً مفتوحة الأبواب لأهل واشنطن وموسكو مروراً بأوروبا والدول الخليجية!
مرسال الترس