منوعات
أخر الأخبار

ايلي الفرزلي لـ “أحوال” عن الفدرالية: لبنان منقسم إلى اتجاهين

تغريدات اللبنانيين على تويتر بين مؤيّد ومعارض

فشل النظام اللبناني الذي بُني على ” فيتو” الطوائف، فشلاً ذريعاً؛ نظام متآكل من البيروقراطية والمحسوبيات السياسية المغطاة طائفياً، حيث تعود كل طائفة في لبنان إلى مرجعية إقليمية أو دولية تستعين بها في وقت الخلافات العظيمة. المهزلة الكبرى هي قاعدة ال ٦و٦ مكرر، فلا يمكن حتى تزفيت طريق صغير في قرية ذات أغلبية لطائفة ما، من دون أن يتم تزفيت طرقات في مناطق الطوائف الأخرى. وإذا عدنا بفترة كان فيها حكم الإعدام مشرّعاً في لبنان، نلاحظ كم كان من المستحيل بمكان إعدام مجرم من طائفة دون الطوائف الأخرى، حيث كان يتم إنتظار مواطنين من الطوائف الأخرى أن يقوموا بعمليات جرمية كي يتم إعدامهم في وقت واحد. هذه “الفيتوات” الطائفية التي أوبأت البلد بالبيروقراطية، دعت العديد من اللبنانيين إلى اعتناق فكرة الفدرالية كحل للأزمات الدائمة. فهل تحلّ الفدرالية الأزمة؟ وماذا عن الدولة المدنية؟

ايلي الفرزلي: مدنية لبنان في الشرق الحزين

 نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي
نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي

يعتبر نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، في حديث لـ “أحوال”، أنّ النظام اللبناني (ومن بينه الفدرالية) كان موضوع نقاش وبحث وخلافات داخلية، يعلو الصوت به أحياناً، وأحياناً أخرى يختفي كلياً، وذلك حسب الظروف السياسية القائمة وحسب طغيان واقع سياسي معين على أخر. ويلفت النائب أنّه من الطبيعي أن يولد نوع من الكيانات القائمة في ظل انهيار الدولة اللبنانية المركزية ودورها، و”أنّ البلد عملياً اليوم فيه كيانات، كل كيان فيه، له حدوده وأعلامه وإعلامه، وماليته ومؤسساته، وثقافته وطقوسه، بالإضافة لعلاقاته بالخارج وعلاقة الخارج فيه.”

ويقول الفرزلي:”يوجد رأيان في لبنان، الأول متمسّك برسالة لبنان الأساسية والغاية التي أُنشىء من أجلها، والثاني يعتبر أنّه يجب شرعنة هذه الكيانات الناشئة على أنقاض الدولة المركزية عبر لامركزية إدارية ومالية موسعة، قد تُسمى فدرالية أو تُسمى ما يشاء مشرّعوها.

من جهة أخرى، يؤكد الفرزلي أنّ كل الأطراف اللبنانية تدرك جيداً، بل هناك إجماع على أنّ العملة يجب أن تبقى واحدة، وأنّ السياسة الخارجية لا يمكن أن تكون إلا انعكاساً لتوازنات هذه الكيانات بين بعضها البعض وبالإتفاق، معتبراً أنّ هذا السبب هو الذي أدّى لطرح فكرة الحياد، لأنّ هذه الكيانات تعتقد أنه لا يمكن أن تتفق على سياسة خارجية واحدة، بالرغم أنّ إسرائيل هي عدو مركزي لكل المكوّنات، ويجب أن تبقى خارج إطار أيّ نقاش في قضية الاختيار بينها وبين غيرها.

ورداً على سؤال حول إمكانية الوصول إلى دولة مدنية، بعد دعوة رئيس الجمهورية ميشال عون لإعلان لبنان دولة مدنية، ومع مساعي رئيس مجلس النواب نبيه بري لمحاولة إقرارها،

يقول نائب رئيس المجلس إنّه غير متفائل، واصفاً الشرق بالشرق الحزين، معتبراً أنّ صيغة الدولة المدنية فيه لم تنجح منذ توت عنخ آمون حتى حمورابي إلى اليوم. ويعطي مثالاً عن الدولة المدنية التي كانت قائمة في تركيا، “بل أكثر من مدنية، فهي دولة علمانية، أصيبت بنكسة مؤخراً، في عهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وكادت أن تطيح بها النكسة إطاحة كاملة”، ويستطرد الفرزلي، “فالجيش الذي كان مسؤولاً عن حراسة علمانية الدولة بالدستور التركي، أصبح “جيش محمد” كما سماه أردوغان، بعد إسقاط المادة الدستورية. (وكان البرلمان التركي أقر عام 2013 تعديلاً دستورياً يحدّد دور الجيش فقط بحماية تركيا من المخاطر الخارجية وإلغاء دوره في حماية الدستور العلماني). ويلفت الفرزلي أنّ تركيا اليوم تعاني من انقسام عامودي بين مدنيين وعلمانيين، وبين إسلاميين والحزب الإسلامي، الذي يسيطر على السلطة سيطرة كاملة عبر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، الذي ُيعتبر مرجعية التنظيم الدولي “الإخوان المسلمين” في العالم كله.

ورغم عدم تفاؤله بسبب هذه التجربة، يؤكّد الفرزلي أنّ دستور لبنان هو الدستور المدني الوحيد في الشرق منذ عام 1926، فالمادة 95 من الدستور التي وردت حينها تقول: “التباساً للعد والوفاق، تُراعى مصلحة الطوائف بصورة مؤقتة “، ويشرح الفرزلي “أنّ نيّة المشرّع وقتها كانت دكّ فكرة الطائفية في المجتمع اللبناني، وبعدها أتى اتفاق الطائف جرّاء الأحداث والصراعات بين الطوائف التي عزّزت الطائفية أكثر، ليلغي الطائفية، ولكن عبثاً حاول البعض وخصوصا الرئيس نبيه بري.”

ويشدّد الفرزلي أنّه رغم عدم تفاؤله بتجربة الدول المدنية في كل هذا “الشرق الحزين”، لبنان يجب أن يخوض تجربة هذه الدولة، فلا يجوز أن نعاني من الأزمات والأفكار المتقاتلة والمتشابكة ببعضها البعض ولا نجرّب إقامة الدولة المدنية التي أرادها المؤسسون الأوائل للكيان اللبناني عام 1926. ويقول، يجب أن نخوض تجربة الدولة المدنية  الى الآخر، مستشهداً بقول الشاعر “نحاول ملكاً أو نموت فنعذرا”.

استطلاع  للرأي عن الفدرالية على تويتر

قام موقع “أحوال” باستطلاع للرأي عن الفدرالية عبر ناشطين على تطبيق تويتر من مختلف الأطياف اللبنانية:

ساري (مناصر للحزب التقدمي الاشتراكي) يقول: التقسيم قائم بحكم الصبغة الطائفية للمناطق

والحواجز العسكرية الثابتة للجبش اللبناني عند مداخل مناطق نفوذ كل طائفة، والفدرالية لن تُطلق لأنّها تفضح الإهتراء السياسي للأحزاب اللبنانية.

محمود ( مناصر لتيار المستقبل) يرى أنّ الفدرالية هي تقسيم إداري، ويجب إيجاد طريقة لإقرارها من دون أن تأخذ طابعاً طائفياً لأنّها قد تكون حلاً لأزمات البلد.

كريم (مغترب مناصر للثنائي الشيعي) يعتبر أنّ هناك مفهوماً خاطئاً للفدارلية يتداوله اللبنانيون، وهو تقسيم على أساس إثني، أمّا الفدرالية هي تقسيم إداري فقط، ولن تنجح في لبنان، لا شي ينجح فيه.

محمد (مناصر لحركة أمل) يعتبر أنّ الفدرالية هي مقبرة لبنان ولا يمكن للبنان أن يتجزّأ، فمساحته الجغرافية لا تساعد أصلا، ولبنان لا يقوم إلاّ بالتعايش والعبور إلى الدولة المدنية.

إيلي (مناصر للقوات اللبنانية) يعتبر أنّ المسؤولين في لبنان يتقاسمون السرقات وهم يغطون على بعضهم البعض. إذا تم التقسيم اليوم، عندها يستطيع المستقلون خرق الطبقة السياسية وعندها تبرز الفضائح وتخسر الأحزاب شعبية.

هنادي( مناصرة للحزب السوري القومي الإجتماعي) تعتبر أنّه لا يمكن نجاح الفدرالية في لبنان لعدم وجود مقوّمات لها، وترى أّنّه طالما نسير بعكس تاريخنا وجغرافيتنا سنبقى مشرذمين فاشلين، وتؤكد أنّها تؤمن بوحدة سوريا الكبرى.

إيلي ( مؤيد للثورة)  يعتبر أنّ الفدرالية هي عدم مركزية الدولة بحيث تفوّض الدولة بعضاً من صلاحياتها للمحافظات أو البلديات، عكس ما يصوّرها البعض أنّها ستخلق صراعاً طائفياً، ويعتبر أنها إذا طُبقت بالطريقة الصحيحة، يمكن أن تخفف الفساد وتزيد الشفافية.

عباس (مغترب لا يناصر أحداً) يعتبر أنّنا نستطيع أن نطبق الكونفدرالية، شرط أن لا تكون فدرالية طوائف، وأنّه ممكن أن تكون لامركزية إدارية في المحافظات الخمس الكبرى: البقاع وعاصمتها زحلة، الشمال عاصمته طرابلس، جبل لبنان عاصمته بعبدا، الجنوب عاصمته صيدان بيروت عاصمتها بيروت.

صادق (ناشط سياسي شمالي) يرى أنّ الفدرالية هي أن تستقلّ كل منطقة بذاتها بحكم ذاتي بصلاحيات موسعة، على أن تبقى مرتبطة بالدولة المركزية بالقرارات الكبرى، ويعتبر أنّها لن تنجح في لبنان لأنّ لا مقومات لأي كانتنون أن يؤمن الإنماء لمنطقته.

راي (مغترب مناصر للتيار الوطني الحر) يحتار إذا كانت الفدرالية هي الحل للبنان، لأن برأيه المشكلة هي بالشعب، ويعتبر أنّ الفدرالية أي حكم الولايات ذات القوانين الخاصة التي يعلو قوانينها القانون العام للحكم المركزي، تحتاج الى ثقافة.

أسامة (مناصر لحزب الله ) يرى  في الفدرالية بلبنان نوعاً من أنواع المستحيل، فهو مختلف عن غير بلاد، ويرى أنّه أصلا شبه مقسم كانتونات طائفية وكل كانتون لديه عدة أحزاب، “سيقتلون بعضهم البعض”.

فادي (مناصر للتيار الوطني الحر) يرى أنّ الفيدرالية معتمدة على نطاق واسع في أكثر من ٤٥ دولة حتى الآن، وهي دول أوروبية وغربية وحتى دول عربية مثل دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي النموذج الواضح والناجح للنظام الاتحادي الفيدرالي. ويقول: الفدرالية بشكلها العام وليس فيدرالية الطوائف طرح جيّد وناجح، على أن يأتي قبلها، اللامركزية الإدارية والمالية.

إميل (مناصر لتيار المردة) يعتبر أنّ لبنان لا يحمل الفدرلة ككل، فهي تعني تقسيم وولايات ولكل ولاية حكم خاص وقانون خاص وبرلمان وجيش مستقلين، ويردف أنّ حجم لبنان صغير وتركيبة شعبه لا تساعد على الفدرلة، ويرى أنّه يمكن أخذ اللامركزية الإدارية من النظام الفدرالي، مستدركاً أنّ الفدرالية لن تحدث تغييراً كبيراً كونها شبه موجودة اصلا.

عباس (مناصر للثنائي الشيعي) يؤكد أنّه يفهم الفدرالية مثل الموجودة في دولة الإمارات، حيث يجب تقسيم البلد إلى محافظات، ويختار المواطن المحافظة التي يحب أن يعيش فيها، وعندها لا يستطيع زعيم طائفة، لوم الطائفة الأخرى على نقص الخدمات، ويراها الحل الأمثل لمشاكل لبنان.

محمد شمس الدين

 

محمد شمس الدين

كاتب وناشر على مواقع التواصل الإجتماعي ومعد برامج وتقارير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى