مجتمع

اللبناني يبحث عن بديل: اقبال على الحمير والبغال

الدراجة الهوائية بـ 9 ملايين ليرة!

العودة إلى وسائل نقل بديلة في ظل أزمة المحروقات وانقطعها، مع الترقب للأسعار الجديدة للمشتقات النفطيّة التي يرجّح أن تحمل ارتفاعات كبيرة، أصبح أمرًا لا مهرب منه، خصوصًا بعد دعوة صريحة وجّهها وزير الطاقة في الحكومة المستقيلة ريمون غجر للبنانيين للبحث عن وسائل أخرى للتنقل، ما دفع بالعديد من المواطنين إلى البحث عن هذه الوسائل، بعضها من عصور الأجداد وبعضها لا زال متوفّرًا حتى يومنا هذا.

الدّواب بكافّة أشكالها وأنواعها من حمير وبغال وخيول أول ما تبادر إلى أذهان المواطنين كونها لا تحتاج إلى محروقات، لكنّ أسعارها ليست كما يتوقع اللّبنانيون، فارتفعت هي أيضًا بسبب زيادة الطلب عليها في الآونة الأخيرة، كما أشار المواطن حسن طه الذي يهوى اقتناء الحيوانات والأشياء التراثية والقديمة، ولفت إلى أنّه قبل العام 2000 كانت الناس تقتني الحمير لاستعمالات متعدّدة، منها التّنقل وتحميل الحطب والفلاحة وتحميل محاصيل التبغ وغيرها، أمّا بعد العام 2000 انخفض استعمالها تدريجيًّا، وكان سعر الحمار حينها 100 ألف ليرة فقط وكان عدد الحمير لا بأس به، أمّا بعد العام 2006 أصبح وجود الحمير نادرًا، وعليك أن تبحث كثيرًا في البلدات أو في سوق الخان في حاصبيا كي تشتري حمارًا.

واعتبر طه أنّه منذ سنتين ومع بداية الأزمة الاقتصادية والنقدية، ومع توجه الناس لشراء الحيوانات واقتنائها ارتفعت أسعارها بشكل عام، ومعها ارتفع سعر الحمير ووصل سعر الواحد منها إلى 400 ألف ليرة لبنانيّة، ومنذ شهرين وصل سعر الحمار إلى مليوني ونصف المليون، فالناس تشتريه من باب الهواية ولأنّ تربية الحمار أسهل من غيره كونه يأكل كل شيء وليس بحاجة إلى أكل خاص كالخيل وغيره، أما البغل فسعره أغلى من سعر الحمار ويبلغ ثلاثة ملايين ليرة وما فوق، مضيفًا أنّه مجرّد أن يبدأ شخص باستعمال الحمير والبغال في التنقل فسترى الجميع يركبونها، خصوصًا مع اشتداد أزمة المحروقات.

وبالنسبة للخيول فأرخص خيل للتنقل والفلاحة يبدأ سعره من سبعة ملايين ليرة، أما ذلك المخصص للفروسيّة فليس أقل من 1500 دولار أميركي، وهو بحاجة إلى عناية خاصّة ومكلفة مادّيا، وفق ما أشار طه.

ومن الوسائل الأخرى للتنقل تلك الصّديقة للبيئة والمهمّة للصّحة واللياقة البدنية، إنّها الدرّاجة الهوائيّة، فوفق ما أشار أحد مصلّحي وبائعي الدرجات الهوائية، فإنّ سعرها لا زال على حاله على الدولار الأميريكي، لكنّ المشكلة تكمن في انهيار اللّيرة، فالدراجة التي كان سعرها 500$ كانت تساوي 750 ألف ليرة لبنانية، أمّا اليوم الـ 500$ أصبحت تساوي تسعة ملايين ليرة وهذا رقم كبير جدًّا بالنسبة لذوي الدخل المحدود أو الموظّفين الذين لا زالت رواتبهم على حالها وباللّيرة اللبنانيّة، لافتًا إلى أنّ سوق البيع والشّراء وخصوصًا على وسائل التواصل الاجتماعي ازدهر في الأشهر السابقة، فتجد الكثير من الدراجات المستعملة معروضة للبيع أو مطلوبة للشراء، لكن سعرها بالدولار ومرتفع نسبيًّا بسبب الطلب الكبير عليها,.

رمى وزير الطاقة كلمة الوسائل الأخرى للتنقل في موقف غير مسؤول، في ظلّ غياب وسائل النقل العام في لبنان بشكل تام، لكنه نسيَ أو ربما تناسى أنّ أسعارها تلك بعيدة عن متناول يد معظم الشّعب اللبناني، الذي كلّما تقدّمت به الأيام أرجعه مسؤولوه عصورًا إلى الوراء، ومن يدري ربّما هذه الوسائل البديلة كالحمير والبغال لن نجدها على الأراضي اللبنانية، ربّما ستهاجر على أول باخرة،  كما يحلم معظم الشعب اللبناني.

منير قبلان

باحث قانوني. إعلامي ومعد برامج وتقارير سياسيّة واجتماعية. يحمل شهادة الماجيستير في الحقوق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى