مجتمع

كارثة حقيقة كادت تحصل.. هذا هو سبب الحريق في منشأة الزهراني

إحتكاكٌ معدني جنّب المنطقة انفجاراً هائلاً

تمكّن الدفاع المدني من إخماد النيران التي اندلعت في خزان لمادة البنزين داخل منشآت النفط في الزهراني، بعد مؤازرة فرق الإطفاء والدفاع المدني من بيروت ومناطق أخرى في الجنوب؛ إلا أن أسباب الحادث بقيت طي الكتمان رغم تأكيد مدير منشآت النفط في الزهراني، زياد الزين، أن السبب تقني.

مصادر ميدانية مطلعة على وقائع الحادث، كشفت لـ”أحوال” السبب، مشيرة إلى أن “الحريق نتج عن احتكاك معدني في سقف أحد خزانات الوقود التابع للجيش اللبناني”. وروى المصدر أن “مساء أمس، وأثناء نقل مادة البنزين من أحد الخزانات، حصل تسرّب نفطي بعد حصول ميول فيه، فحصلت عملية احتراق أولية لمادة البنزين في داخل الخزان، ولّدت انفجاراً صغيراً أدى إلى ارتفاع غطاء الخزان إلى الأعلى نتيجة الضغط، وعلى أثر هبوطه حصل احتكاك معدني فولّد شرارة انتقلت بشكلٍ سريع إلى مادة البنزين وحصل الحريق”.

وأوضح أن “ارتفاع غطاء الخزّان إلى الأعلى سمح بحصول “تنفيسة” هوائية للضغط، ما جنّب المنطقة انفجاراً كبيراً في خزان البنزين وخسائر بشرية ومادية كبيرة في صفوف العاملين في المنشأة، وفي القرى المحيطة بها”، مؤكدًا أن “الحريق بدأ عند السابعة والنصف صباحاً واستمر الى ساعات الظهر قبل أن يتم السيطرة عليه”.

إلى ذلك، كشف المصدر أيضاً أنه “فور حصول التفجير، بدأت عمليات سحب البنزين من الخزان المحاذي للخزان المشتعل، والذي يبعد أمتاراً قليلة عن الأول”، لافتًا إلى أن “الخزان المحترق كان يحوي 250 ألف ليتر من البنزين، علماً أن سعته الطبيعية مليون و300 ألف ليتر، ما يعني أنه لو كان يحوي الكمية الكاملة، لكان حجم الحريق والانفجار والخطر أكبر بأضعاف”.

وفي سياق متصل، لفت المصدر عينه إلى “وجود صعوبة في عمليات الإطفاء في الساعات الأولى، بسبب رداءة الآليات الموجودة وغير المزودة بسلالم تطال ألسنة النيران المشتعلة في سقف الخزان، ما أدى إلى بطء عملية الإطفاء لحين وصول فرق الإطفاء من بيروت”، مضيفًا: “وفي الوقت نفسه، كان فريق آخر من العمال يعمل على تبريد الخزان المحاذي لكي لا ينتقل الحريق إليه بسبب ارتفاع درجة الحرارة، إذ أن الخزان الثاني كان معرضاً للاشتعال والإنفجار في أي وقت، وبالتالي تلقائياً انفجار كافة خزانات الوقود التي تجاوره، وكنا أمام كارثة كبيرة لن تنجو منها القرى المحيطة”.

بدوره، أكد رئيس اتحاد بلديات الزهراني، علي مطر، لـ”أحوال” أن عملية الإطفاء استمرت حتى ساعات بعد الظهر، وتمكنت فرق الدفاع المدني من السيطرة على الحريق، مشيرًا إلى أن الخسائر اقتصرت على الماديات دون أي خسائر بشرية. وشدّد مطر على أن التحقيق بدأ لتحديد السبب المباشر للحريق والمسؤوليات، لافتًا إلى أنه “كان يجب التنبه لحصول التسريب وطلب فرق الإطفاء والدفاع المدني إلى المكان مساء أمس”، لكنه أكد بالمقابل أن إدارة المنشآة تقوم بإلاجراءات الوقائية بشكلٍ دائم من مراقبة وصيانة الأعطال وتشغيل نظام التبريد المعتمد لخزانات الوقود والذي كان يعمل بشكلٍ طبيعي قبل الحريق، كاشفاً أن “المعلومات الأولية كما نقل لنا عمال المنشأة، تقول إن السبب تقني، لكن التحقيقات ستثبت صحة ذلك”.

من جهة أخرى، طمأن مطر أن “الخطر زال ولا داعي للخوف والهلع الذي أصاب المواطنين في ساعات الصباح الأولى، وإدارة المنشأة ستتخذ الإجراءات اللازمة لمنع تكرار هكذا حوادث”، مشددًا على أن “لا رابط بين حريق اليوم وعمليات نقل “الفيول” التابع للجيش اللبناني إلى معمل الزهراني لتزويده بالطاقة الكهربائية”.

وفي سياق متصل، فتح النائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي رهيف رمضان، تحقيقاً لمعرفة ملابسات الحريق.

محمد حمية

محمد حمية

صحافي وكاتب سياسي لبناني. يحمل شهادة الماجستير في العلاقات الدولية والدبلوماسية من الجامعة اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى