مجتمع

هذا ما تكسبه من شراء ملابس البالة في لبنان

تحظى تجارة ملابس البالة أو الألبسة المستعملة بإقبال كبير في لبنان، وزاد هذا الإقبال أثر الأزمة الإقتصادية التي حلت على كاهل اللبنانيين.
تنتشر محال البالة في مختلف المناطق اللبنانية، تختلف طريقة عرض للملابس ويلاحظ الفوارق في الأسعار. تكون هذه الملابس أحياناً مستعملة، وأحياناً لا تزال جديدة وتحمل علامات عالمية.
إنتشرت محال الألبسة المستعملة أيضاً على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي فأصبح بإستطاعة الشخص التسوق عبرها، وزاد هذا الإنتشار مع بداية إنتشار فايروس كورونا والحجر المنزلي، فأصبح التسوق اسهل، ومن لديه ملابس قديمة يريد التخلص منها يقوم ببيعها على الإنترنت فيستفيد هو ومن قام بشراءها.
تقول لنا نوال عقل صاحبة محل البالة أن محلها الذي يقع في منطقة مار ميخائيل يستقطب الناس من مختلف الأعمار والطبقات الإجتماعية، وقد لمست إقبال أكبر منذ بدء تأثير الأزمة الإقتصادية على اللبنانيين.
جنان فتاة لبنانية تذهب إلى محال البالة لتنتقي أفضل الملابس، تقول أنها في أحد الأيام كانت في محل البالة، فكان أحد زواره يردد عبارة ” شفت الدولار شو بيعمل”، فارتفاع سعر صرف الدولار في لبنان أدى بالعديد من الناس إلى اللجوء نحو البالات لشراء ألبستهم.
اجرت مجلة فوربس دراسة أظهرت إلى أن الجيل الجديد ليس لديه وفاء لأي علامة تجارية، فالأسعار والعرض الجيد هي التي تحركه، ولكن مع حلول الأزمة الإقتصادية في لبنان اصبح هذا الجيل وغيره من الأجيال يتجهون نحو الأسعار الجيدة.  فايزة إمرأةٌ خمسينية تذهب وأولادها إلى محل البالة الأكبر في عاليه وجوارها وتشتري بقيمة 70000 ألف ليرة أكثر من 7 قطع من الملابس أو الأحذية، ما يساوي قيمة قميص أو أقل في أي محل آخر.
إن من يشتري الألبسة المستعملة يتميزون دائماً في لباسهم فالقطعة التي يتم شرائها لا يوجد غيرها في السوق فنستطيع أن نرى فرادتها وقيمتها المعنوية بالنسبة للشخص الذي يرتديها.
يتجه فارس وهو شابٌ في العشرينات من عمره نحو شراء الألبسة المستعملة وإرتدائها، كان التوفير والأسلوب المميز في اللباس دافعه الأساسي نحو الإتجاه إلى الشراء من البالات، يقول فارس ” أستطيع أن أحصل على ملابس جميلة جداً بأسعارٍ زهيدة”، وعند سؤالنا حول ماذا أضافت هذه الألبسة على حياته كان جوابه أنها أضافت “الجرءة والألوان”.
ينتج عن صناعة الأزياء  92 مليون طن من المخلفات، كما يتم استهلاك 79 ترليون ليتر من المياه. تولي الأمم المتحدة  أهمية لتوجه المستهلك نحو الألبسة المستعملة في الحفاظ على البيئة والتوعية حول أهمية اليد العاملة وإحترامها.
تنتج موضة الأزياء السريعة فى المملكة المتحدة أكثر من 50 طناً من انبعاثات الكربون كل دقيقة، حيث أصدر تقرير من منظمة أوكسفام عن شدة الأزمة المستمرة فى صناعة الأزياء والتى تعتبر رائدة عالمية فى انبعاثات الغازات الدفيئة.

بشرى مرعي

صحافية تحمل شهادة الإجازة في الصحافة وعلوم الإعلام من الجامعة اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى