مجتمع

مراكز حجر مجانيّة في الطيونة والمريجة لكافة الجنسيات  

تعاون ثلاثيّ لمواجهة الجائحة

فكرة مميزة، اقتصادية، رعائية، وصحية؛ جاءت نتيجة تضافر جهود الإدارة المحليّة مع المجتمع الأهلي والمنظمات الدوليّة للتخفيف من أعداد المصابين بوباء كورونا، وخاصة للذين لا يستطيعون تأمين مكان إقامة بسبب الوضع الاقتصادي السيئ. إنّها مراكز الحجر المجانيّة.

مؤسسة الإستشفاء والعناية النفسية

د. علي درويش، المشرف على مركزي الطيونة والمريجة، يشرح لـ”أحوال” بالقول: “بعد مرور عام تقريباً على انتشار جائحة كورونا، قامت الهيئة الصحية (IHS) بإفتتاح مركزيّ حجر تابعين لها في الضاحية الجنوبية لبيروت، الأول في الطيونة، والثاني في المريجة”.

علماً أن البداية كانت “في بلدة كيفون قضاء عاليه، ودفعت الحاجة إلى المركز- كونه مركزاً لمعالجة مدمنيّ المخدرات- المعنيين في(IHS) إلى البحث عن مركز جديد”.

مركز الطيونة للحجر

قدّمت بلدية الغبيري مبنى تم استئجاره ليكون مركز حجر لمرضى كوفيد 19، حيث افتتح المركز الأول في آب 2020.

هذه المهمة التي تولتها بلدية الغبيري كلّفتها بدل ايجار مبنى، كان عبارة عن فندق  “3 نجوم” في الطيونة، المفتوحة على عدد من المناطق والخطوط والاتجاهات.

وتسلّمت مؤسسة الإستشفاء والعناية النفسية/ الهيئة الصحية IHS المهمة من خلال فريق عمل إداري وطبي مختص.

ويكشف درويش، أنّه “بالعودة إلى مركز كيفون فقد كان يستوعب 24 مخالطاً أو مصاباً بالكورونا. ولم يقتصر فتح المراكز على الضاحية، بل إمتد إلى بنت جبيل، وعربصاليم، وبعلبك”.

وتتعاون العديد من المنظمات الدولية مع بلديتي الغبيري والمريجة، إضافة إلى “مؤسسة الإستشفاء والعناية النفسية/ الهيئة الصحية IHS”، وكل ذلك بتنسيق مع وزارة الصحة العامة بعد موافقة المجلس الأعلى للدفاع، والتشبيك مع كل من: UNHCR+WHO+UNICEF+WORLD VISION+SAVE THE CHILDREN، الذين يقدمون المعقمّات، ووسائل الحماية، ومواد التنظيف، إضافة إلى تعاون مطعم “أثمار” الذي تعاقدت معه بلدية الغبيري لتأمين الوجبات اليومة للمحجورين، إضافة إلى تعاون جمعية “common efforts”.

ويضيف درويش رداً على سؤال، “ثمة جمعيات في مناطق أخرى نفذّت الفكرة نفسها”. وبخصوص فريق عمل المركز، فهو موزّع ما بين  العاملين في “IHS”، والبلدية، والفريق التمريضي من WHO”. ويختم أنّ “الضغط الكبيرعلى “IHS” دفعنا لافتتاح مركزين مهمين في الضاحية الجنوبية”.

مركز المريجة

ويصف خليل قصير، مدير مركز المريجة للحجر، المركز بأنّه “عبارة عن مبنى تبرّعت به دولة الكويت كهبة لبلدية المريجة، والتي كانت قد استفادت منه كمركز للدفاع المدني طيلة الفترة السابقة؛ والبلدية بدورها قدمته للمحجورين المصابين بالكورونا والذين لا يملكون مكان اقامة أو حجر خاص بهم”.

و”يضم المركز 114غرفة في مبنى مكوّن من 4 طوابق، حديث ومرتب ومطلّ على باحة كبيرة وواسعة، حيث يضم كل طابق قاعة فسيحة مع عدد من الغرف الواسعة والحمامات، إضافة إلى توزيع المحجورين، كل في غرفة خاصة، مع كافة المستلزمات الصحية والغذائية والتقنية من انترنت وتلفزيون وستلايت”؛ علماً أن الافتتاح تم منذ إسبوع فقط.

وعن كيفية الوصول، يقول قصير “تتميّز مراكز الحجر بسهولة الوصول إليها، إذ يمكن لأيّ مصاب، التواصل مع ادارة المراكز لتأمين مكان له في حال حاجته لذلك. فلا تمييز بين أبناء المناطق ولا الطوائف ولا الجنسيات، لا الذكور ولا الإناث، ففي المركز يوجد مصابون سوريون، وبنغلادش، وسودانيون، إضافة إلى اللبنانيين من الجنسين ومن مختلف المناطق”.

و”في المركز يوجد طابق خاص بالنساء، وآخر للرجال. ويقدّم مركز الحجر، إضافة إلى الاقامة والطعام ووسائل التواصل، العلاج النفسي لمن يحتاج من المحجورين، وذلك عبر الهاتف.

وثمة أقسام مجهزة للعوائل عبارة عن 3 غرف وتواليت خاصة، حيث يمكن للمحجورين طلب ما يريدون عبر خدمة الدليفيري. ويتوفر في المركز خدمة الغرف والتعقيم والتنظيفات، و3 وجبات لكل فرد، وتلفزيون خاص في كل غرفة مع الانترنت. مع كافة أدوات التنظيف، ومعجون أسنان وفرشاة. ويبقى على المحجور تأمين أدويته الخاصة التي كان يتناولها قبل اصابته.

ويهتم بالمحجورين فريق طبيّ متكامل على مدى 24 ساعة باشراف ودعم من WHO يتابعون 20 محجوراً ومحجورة حتى الآن”.

وفي معلومات استقصائية، سيتم نقل محجوري الطيونة إلى مركز المريجة قريباً. ويصل المحجور إلى المركز بعد تحويله من المراكز الطبية أو البلديات او طبابة القضاء، شرط إبراز فحص  PCR مع بطاقة الهوية. وتتراوح مدة الحجر بين 10 أيام و13 يوماً. ويمكن تمديدها بحسب الحالة، بهدف الحد من أعداد المصابين، حيث أنّه مركز للحالات الباردة التي لا تحتاج إلى ماكينة أوكسجين أو طوارئ، حيث يشعر المحجور أنه في فندق.

مساهمات بلدية الغبيري

وفي لقاء مع رئيس بلدية الغبيري، معن الخليل، أكد لـ”أحوال” أنّ البلدية أطلقت في شهر آب 2020 المشروع، وهو عبارة عن مبنى مجهّز ومستوفٍ لكل شروط العزل والتعقيم اضافة الى كافة وسائل الراحة من إنترنت وتلفزيون”.

ويضيف “نحن أول بلدية تقدّم هذه الخدمة لمصابي الكورونا، وهو أول مشروع لخدمة المصابين أو ممن يبحثون عن مكان حجر مجاني، ونحن كبلدية تميّزنا بهذا المشروع، ولم نستنسخ الفكرة من أحد”.

و”قد تعلمنا من التجربة الأولى، ومن الاختصاصين ومن خبرات الهيئة الصحية الاسلامية المواكبة لنا، وهي الشريكة لنا بكل الانشطة”.

وعن سبب وجود المركز، يرى أنّه “جاء لتخفيف الأعباء عمن لا يملك مكاناً للعزل، ولا يستطيع تأمين غرفة للمصاب في بيته، أو لمصاب لا يجد من يخدمه. فنحن نقدّم 3 وجبات، وإنترنت، وستلايت، وكل ما يحتاجه المصاب. فضلاً عن وجود الممرضين عبر البلدية ومنظمة الصحة العالمية، والاقامة المجانية، لأنّ استئجار شقة مفروشة للعزل مكلفة جداً، وبذلك نكون قد وفّرنا على المصابين”.

ويعلن أنّه “لا شروط لقبول المحجورين، فنحن نستقبل من كل الجنسيات، ومن كل المناطق. والآن انتشرت الفكرة في البقاع والجنوب”.

أما بالنسبة للفريق الطبي، فهم ممرضون من نقابة الممرضين، مع طبيب من مؤسسة الإستشفاء / الهيئة الصحية IHS، أما الطعام وحراسة المركز فيتمان عبر البلدية.

ويختم الخليل “المركز يكلّفنا أعباء مالية مباشرة وغير مباشرة بدءاً من اليد العاملة، وصولا إلى المتطوعين، والشرطة”.  ويتابع،”نحن نقوم بواجبنا من خلال قناعاتنا بالسعي لتخفيف الاعباء عن الناس أولاً، وعن المستشفيات ثانياً، من خلال تخفيف الإصابات من خلال الحجر”.

سلوى فاضل

سلوى فاضل

صحافية لبنانية، تحمل شهادة الدراسات العليا في الفلسفة من الجامعة اللبنانية، تهتم بقضايا حقوق النساء والفتيات.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى