صحة

أطباء يحتكرون الدواء لبيعه بالدولار للمرضى الأجانب في لبنان

بعد أن كان لبنان مستشفى الشرق، تحوّل مؤخراً الى مستشفى “العراقيين”، حيث تسبّبت الأزمات السياسية في المنطقة بانخفاض أعداد “العرب” القادمين إلى لبنان لأجل الإستشفاء، ولكن في الأشهر الأخيرة استمر تدفّق العراقيين لأجل الحصول على خدمة الطبابة في مستشفيات لبنان، مستفيدين من أمرين، الأول هو الخدمة الممتازة، والثاني هو ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية.

الفواتير بالدولار

إن الواقع الإقتصادي الصعب الذي تعانيه الليرة اللبنانية جعل العراقيين يرغبون أكثر بالقدوم إلى لبنان لأجل الطبابة، يقول أحد العراقيين المرضى الذي يتعالج في لبنان، مشيراً في حديث لـ”أحوال” إلى أن هذا الأمر ساهم بتقليص حجم النفقات عليهم، لناحية العلاج وأيضاً المكوث في الفنادق اللبنانية، ولكن ما يحصل مؤخراً في بعض المستشفيات، ومن قبل بعض الأطباء جعله يُعيد النظر في وجوده هنا.
يكشف المريض العراقي أن بعض المستشفيات تطلب منه دفع الفاتورة بالدولار، رغم أنها مسعرة على أساس الليرة، ويتم احتساب الدولار على أساس سعر الصرف القديم أي 1500 ليرة، بما معناه أن الفاتورة التي تبلغ قيمتها 7 ملايين ونصف المليون ليرة، تُعتبر وكأنها 5 آلاف دولار أميركي.
ما يعانيه هذا العراقي، يعاني منه عراقيون آخرون، إذ علم “أحوال” أن بعض العراقيين اشتكوا من هذه المسألة لسفارتهم في لبنان، والتي بدورها رفعت الشكوى للاجهزة اللبنانية المعنيّة، على اعتبار أن ممارسات كهذه سوف تتسبّب “بتهريب” المرضى العراقيين.

بيع أدوية بالدولار

لا تقتصر المسألة على الفواتير الطبية، إذ تكشف مريضة عراقية تُعالج من مرض السرطان في إحدى مستشفيات بيروت الشهيرة أن طبيبها يبيع لها الأدوية بالدولار، وبثمن يفوق ثمن الدواء بأضعاف. وتضيف عبر “أحوال”: “أحد الأدوية الذي هو عبارة عن مسكن لآلام ما بعد العلاج الكيميائي، يُباع في الصيدليات بناء على ورقة من وزارة الصحة ولمريض يتواجد في المستشفى، بسعر 33 ألف ليرة لبنانية، قام هذا الطبيب بالاستحصال عليه وبيعه لي بـ 100 دولار أميركي”.
إن هذا الأمر يعني أن الطبيب استحصل على الدواء عبر استعمال إسم مريض ما وقام ببيعه بمئة دولار اميركي أي حوالي 900 ألف ليرة لبنانية، ولا حاجة لنا للقول أن ما يجري مع مرضى عراقيين يحصل مع مرضى لبنانيين يبحثون عن الدواء ولا يجدونه، ما جعل للدواء سوقه السوداء أيضاً.

رسالة نقيبي المستشفيات والأطباء

يؤكد نقيب المستشفيات الخاصة في لبنان سليمان هارون عدم علمه بتفاصيل هذه المسألة، مشيراً في حديث لـ”أحوال” إلى أن القاعدة هي أنه لا يُمكن إجبار المستشفيات على “القبض” بالليرة من المرضى غير اللبنانيين، والذين لا يملكون تغطية صحية من المؤسسات اللبنانية، ولكن في نفس الوقت لا يجوز “تهريبهم” من لبنان.
ويضيف هارون: “موقفنا واضح بأنه يمكن التفريق بين المريض اللبناني والاجنبي ولكن بنفس الوقت علينا أن نحافظ على توافد العراقيين إلى لبنان لأجل العلاج، وبالتالي على المستشفيات إيجاد التوازن المطلوب بالتعامل معهم لتحقيق هذا الهدف.
بدوره يشدد نقيب الأطباء شرف أبو شرف على رفضه لممارسات بعض الأطباء الذين ينتهكون مبادىء المهنة ويبتعدون عن ممارسة الرسالة السامية لمهنة الطب، مشيراً إلى أن النقابة وجهت نداءين تطلب فيهما من جميع الأطباء العمل ضمن آداب مهنة الطب، بإنسانية مطلقة، وأخذ الوضع الإقتصادي الصعب بعين الإعتبار، دون التشديد على المسائل المالية، لافتاً إلى أن الواجب يفرض التعاطي مع المرضى بنفس الطريقة بغض النظر عن جنسيتهم.
ويُعلن أبو شرف أنه سيتحرك بعد إثارتنا لهذه المسألة، وسيُعيد التذكير بالقواعد وأهمية تطبيقها على جميع المرضى بغض النظر عن الجنسيات.

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى