انتخابات

جعجع يملك اليد الطولى بالتفاوض مع جنبلاط: مقاعد “اشتراكية” بخطر

جعجع يملك اليد الطولى بالتفاوض مع جنبلاط: مقاعد “اشتراكية” بخط
محمد علوش

يبحث رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط عن الدعم داخل وخارج لبنان بوجه ما يعتبره حرب إلغاء تُخاض ضده في الانتخابات النيابية، إنما الحقيقة هي أن التغيير الوحيد الذي يواجهه جنبلاط هو غياب سعد الحريري وتياره عن الواجهة، فتُرك الزعيم الدرزي بلا جناح سنّي، وبجناح مسيحي مكسور.
إن موقع جنبلاط الضعيف في هذه الإنتخابات جعله يقدّم التنازلات، إذ يخضع التحالف بين الحزب التقدمي الإشتراكي والقوات اللبنانية لقرار سمير جعجع، تقول مصادر متابعة عبر “أحوال”، فهو من يقرر مسار تركيب اللوائح والأسماء على متنها، ومن هنا جاء رفضه لتبنّي الإشتراكي لترشيح رئيس المجلس الإجتماعي الإقتصادي شارل عربيد عن المقعد الكاثوليكي في الشوف على سبيل المثال، وتدخله باختيارات المقاعد والأسماء المخصصة للإشتراكي.
وتشير المصادر إلى أن السعوديين على ما يبدو أبلغوا جنبلاط أن قرار تركيب اللوائح هو عند سمير جعجع، وهذا الأمر يشكل سابقة تحصل للمرة الأولى بأن يكون زعيم المختارة خاضعاً إلى هذه الدرجة لقرار أحد.
رغم كل ما قيل عن تفاهم نهائي، لم تركب اللوائح بين الإشتراكيين والقواتيين بعد، تقول المصادر، مشيرة الى أن القوات على ما يبدو ربطوا الإتفاق مع الحزب التقدمي بالتحالف في ثلاث دوائر، هي الشوف عاليه، بعبدا والبقاع الغربي، وبالتالي فإن رفض المرشح محمد القرعاوي لضم مرشح القوات اللبنانية في البقاع الغربي إلى جانب وائل أبو قاعور، أثار استياء القواتيين الذين يشترطون الإتفاق في هذه الدائرة لسريان الإتفاق في الدوائر الأخرى.
وإذ لا تنفي المصادر أن الضغط القادم من الخارج قد يثبّت الإتفاق في النهاية، تشير الى أنه لن يكون بين طرفين متساويين، بل بين طرف يقرر وآخر ينفّذ، الأمر الذي يُثير غضب مناصري الحزب الإشتراكي في الجبل.
بالمقابل ينفي مفوض الإعلام في الحزب الإشتراكي صالح حديفي هذا الكلام، مشيراً في حديث لـ”أحوال” إلى أن اللقاءات مع “القوات اللبنانية” لا تزال قائمة حتى وإن لم تصل الى إعلان التفاهم بعد، متحدّثاً عن “التفهّم” و”التفاهم” بين الإشتراكيين والقواتيين لكل الإعتبارات التي تملي على الطرفين بعض الخيارات الإنتخابية الخاصة في بعض الدوائر.
وعن الخلاف حول بعض التسميات، يُشير حديفي الى أن “الموضوع ليس من يسمّي، بل البحث عن الأفضل لخوض المعركة، بما يُلائم الطروحات ويوفر الفرص الأفضل”.
بحال النظر إلى وضع جنبلاط الإنتخابي، قد يصبح مفهوماً سبب تمسكه بالتحالف مع القوات اللبنانية رغم التعاطي الإستعلائي من قبل الأخيرة، فالرجل يُعاني بعد قرار رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري الخروج من الحياة السياسية وخسارة حليف أساسي كان يشكّل بأصواته الرافعة لمرشحي الإشتراكي في الشوف عاليه وبعبدا والبقاع الغربي ودائرة بيروت الثانية، وبغيابه تصعب الأمور على زعيم المختارة.
في دائرة الشوف، قرر جنبلاط بحسب المصادر صبّ الأصوات الدرزية لصالح المرشحين الدرزيين تيمور ومروان حمادة، في محاولة لقطع الطريق على المرشح وئام وهاب، وللمحافظة على القوة الدرزية في الجبل، هذا ما يعني تحويل الأصوات التفضيلية التي حصل عليها النائب نعمه طعمة والبالغ عددها 7253 صوتاً الى جنبلاط وحمادة، حتى ولو أدى ذلك لخسارة مقاعد مسيحية، وهذا ما يُثير قلق القواتيين أيضاً الذين يشعرون بمكان ما أن جنبلاط يريد خوض معركته فقط، بغض النظر عن معركة حلفائه في اللائحة.
في دائرة بيروت الثانية أصبحت حظوظ المرشح فيصل الصايغ قليلة جداً، خاصة أن اللائحة التي يترشح على متنها برئاسة خالد قبّاني والمدعومة من رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة، تأتي أخيرة في استطلاعات الرأي التي تجري في دائرة بيروت الثانية، وقد لا تحصل على أي حاصل بحال لم ينجح السنيورة في إدخال نبيل بدر والجماعة الإسلامية إليها، وهما بحال قررا الدخول فيها فسيكون بشروطهما، مع الإشارة إلى أن أحداً غير متحمّس لهذا الأمر بسبب موقف العائلات البيروتية من السنيورة وحركته التي اعتبرت موجهة ضد سعد الحريري.
وهنا لا بد من القول، أن المقعد الدرزي في هذه الدائرة هو من المقاعد التي يمكن تحقيق الخرق فيها من قبل أي لائحة، وتحديداً لائحة جمعية المشاريع التي يبدو بحسب المعطيات أن المرشح الديمقراطي نسيب الجوهري سيكون على متنها.
وفي هذا الإطار يؤكد حديفي أن خيارات الحزب الإشتراكي في هذه الدائرة لم تتغيّر، والحزب غير مستعد لبناء تحالفات تخالف المبادىء السياسية لأجل مقعد، وبحال كانت المفاضلة بين المبادىء والمقاعد فلا مشكلة بخسارة المقعد.
لا تنتهي مشاكل جنبلاط الإنتخابية هنا، فمقعد وائل أبو فاعور في دائرة البقاع الغربي – راشيا بخطر أيضاً، والسبب غياب تيار المستقبل، ورفض محمد القرعاوي للتحالف مع القوات اللبنانية، وهنا يشدد حديفي على أن الحزب أمام معارك إنتخابية صعبة، خاصة بظل وجود نوايا لإلغائه، وهو سيخوض المعركة الى جانب السياديين في البقاع الغربي وغيرها.

محمد علوش

صحافي لبناني، يحمل إجازة في الحقوق وشهادة الماستر في التخطيط والإدارة العامة من الجامعة اللبنانية. بدأ عمله الصحافي عام 2011، وتخصص في كتابة المقالات السياسية المتعلقة بالشؤون اللبنانية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى