
في ظل حرب ممنهجة تشنها “سلطة الجولاني” وأبواقها الإعلامية بهدف النيل من تماسك المجتمع في محافظة السويداء، برزت في الآونة الأخيرة استراتيجية جديدة تعتمد على تصنيع وقائع مزيّفة وترويج شائعات وبيانات مزورة، في محاولة يائسة لخلق انقسامات وهمية واختراق الموقف الوطني الموحّد لأبناء الجبل.
إحدى هذه الحيل ظهرت عبر ترويج خبر عن اجتماع سيُعقد في “ساحة سمارة” يوم غد الثلاثاء الموافق 18 تشرين الثاني، باسم عائلات المدينة.
لكن، وبعد التواصل المباشر من موقعنا مع الوجهاء والقائمين المزعومين على هذه الدعوة، تم نفي الخبر جملة وتفصيلاً، حيث أكدوا أنهم لم يوجهوا أي دعوات لأي شخص، وأن الخبر مجرد فبركات إعلامية لا أساس لها من الصحة.
وهذه الحالة ليست سوى نموذج لحملة منظمة تهدف إلى:
· بث البلبلة وخلق حالة من الارتباك داخل المجتمع.
· الادعاء بكسب تأييد شخصيات وعائلات داخل السويداء عبر ربطها بأنشطة وهمية.
· زعزعة الثقة بين أبناء السويداء ومكوناتها الاجتماعية عامة .
بالتوازي مع ذلك، تزامنت هذه الإشاعات مع الترويج الإعلامي الكاذب لخبر زيارة وفد من السويداء إلى الأردن، ذاكرين أسماء بعض الاشخاص ؛ والحقيقة أن بعض هؤلاء الأشخاص منبوذون ومنهم مطرودون من قبل أهالي السويداء بسبب علاقاتهم المباشرة مع “سلطة الجولاني” وجهة سياسية درزية حليفة للجولاني .
لقد أصبح قرار الجبل ووعي أبنائه واضحاً وجلياً فكل من يقف مع الجولاني اليوم هو شريك له في المجازر التي ارتكبت بحق أهالي السويداء. هذا المبدأ الأخلاقي هو الذي يفسر التراجع الشعبي الحاد الذي تشهدة بعض الزعامات الدرزية التي حاولت التماهي مع السلطة الجديدة، حيث سقطت شعبيتها ليس فقط في الشارع الدرزي العام، بل وأيضاً لدى الهيئة الروحية وعموم الطائفة الدرزية في بلاد الشام.
وفي مواجهة هذه الحملات، تشكل في الرأي العام الدرزي وعي حاد، تجلى في رفض الخطاب المزيف والالتفاف حول شخصيات محددة أصبحت تمثل حجر الزاوية في الموقف الوطني للطائفة. وقد أضحى التهجم على أساليب “سلطة الجولاني” واضحاً بحدة في وسائل التواصل الاجتماعي والمجالس الدينية والصالونات العامة.
في هذا السياق، برزت ثقة الجمهور في مجموعة من الشخصيات التي غلّبت المصلحة العامة للطائفة على مصالحها الضيقة، حتى أطلق عليهم البعض تسمية “الأركان الأربعة”، وهم:
1. الشيخ حكمت الهجري: الذي بات أي اجتماع أو اتفاق في السويداء خارج عن تأييده وتوجيهه موضع شك فوري.
2. الشيخ أمين الصايغ: كمرجع روحي أعلى للطائفة.
3. الشيخ موفق طريف: كمرجع روحي معروف.
4. الوزير وئام وهاب: كشخصية سياسية درزية التزمت بمواقف حاسمة تجاه السويداء.
لقد أصبح قرار هذه الشخصيات هو القرار الصائب في نظر الرأي العام، لأنه قائم على الدفاع عن الأرض والعرض والدين، وليس على حسابات سياسية ضيقة. بينما أصبح أي موقف أو اتفاق يسوقه إعلام الجولاني وقلة من أتباعه ضمن طائفة الموحدين، قراراً “لا يسمن ولا يغني من جوع”، ومرفوضاً جملةً وتفصيلاً.
خلاصة القول إن محافظة السويداء، بصمودها ووعي أبنائها، تكشف يوماً بعد يوم فشل محاولات التفتيت والاختراق. وما البيانات المزورة والوفود الوهمية والاجتماعات المختلقة سوى أدوات يائسة في وجه إرادة مجتمع يعرف أعداءه ويقدّر أصدقاءه.
لقد اختار أبناء الطائفة الدرزية ممثليهم الحقيقيين، وأصبح الطريق إلى السويداء لا يمر عبر مكاتب التضليل في دمشق، بل عبر الإرادة الحرة لأهلها والثقة التي منحوها لقادتهم الطبيعيين.



