تغريدة وهاب تضع قادة ومشايخ الدروز أمام مسؤوليتهم التاريخية؟

لم تأت دعوة رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب التي وجهها الى القادة والمشايخ الدروز للتضامن والوحدة كي يكون لهم موقع مميز من فراغ، بل هي تحمل في طياتها إشارات عن وجود فرصة حقيقية للموحدين الدروز كي يكونوا جزءا فاعلاً وأساسياً في المنطقة.
مما لا شك فيه أن الوزير وهاب شكّل رأس الحربة الدرزية في ظل ما تعرضت له محافظة السويداء والأحداث التي دفعته للعودة الى المشهد السياسي للدفاع عن أهله وأبناء طائفة الموحدين الدروز، ورفع سقف الخطاب عالياً وهدد الجولاني علنا بأنه سيدفع ثمن جرائمه بحق الدروز في السويداء وهذا ما حصل فعلاً.
ومن هنا فإن الفرصة التي تحدث عنها الوزير وهاب ليست من باب طرح الرأي السياسي وحسب، بل هي دعوة لإغتنام فرصة وجودية لضمان بقاء طائفة الموحدين الدروز التي تتعرض لأبشع حملات الإبادة منذ عقود، ولعل ما حصل في السويداء مؤخراً من حرب إبادة أعادت عقارب الزمن الى أيام الإضطهاد والتنكيل بالدروز.
ما تعرض له الدروز بات يوصف في الأوساط الدرزية بأنه جريمة تاريخية ندفع ثمنها في الزمن الحاضر، فعمليات التطهير العرقي في السويداء وأشرفية صحنايا، دفعت بجزء كبير من الموحدين الدروز الى القاء اللوم على القائد الدرزي التاريخي سلطان باشا الأطرش الذي رفض مشروع الدولة الدرزية، وكذلك الأمر بالنسبة للثلاث كمالات (كمال جنبلاط، كمال أبو لطيف، وكمال كنج ابو صالح) بسبب إفشالهم مشروع “الدولة الدرزية”، ويعتبرون ان الدروز اليوم يدفعون الثمن عبر مجازر ترتكب بإسم الإسلام والدين والعروبة التي لطالما دافع عنها الدروز وقدموا أغلى التضحيات، قبل ان يكتشفوا الحقيقة المُرة.
وباعتراف القاصي والداني الموحدون الدروز هم من ساهموا بشكل كبير في توحيد سوريا والمنطقة، وهم من أسقطوا مشاريع التقسيم عبر التاريخ، ولكن بدلاً من أن تكافئهم الأمتين العربية والإسلامية، جلستا صامتتان أمام ذبح أهل السويداء من طائفة الموحدين الدروز على أيدي المتطرفين “الإسلاميين” بقيادة الجولاني.
في المقابل كان الوزير وهاب رأس حربة في الدفاع عن طائفته ولم يخش من التهديدات، وقد تلاقى في موقفه هذا مع المرجع الروحي الأعلى لطائفة الموحدين الدروز الشيخ أبو يوسف أمين الصايغ، والشيخ موفق طريف، والشيخ حكمت الهجري، فهؤلاء هم من يحملون هموم الطائفة ويبحثون عن مستقبل آمن للأجيال المقبلة.
واليوم وإنطلاقا من كلام وهاب يبدو ان الوضع الإقليمي والدولي مؤاتٍ جداً وهناك فرصة سانحة يجب أن يغتنمها الدروز وقادتهم لضمان سلامة طائفتهم في الحاضر والمستقبل كي يسلموا الأمانة لأجيالهم القادمة، وبالتالي ليس أمامهم من خيار آخر سوى توحيد الكلمة والموقف تحت قيادة واحدة تملك رؤية واضحة وإرادة صلبة كي يكونوا أوفياء لدماء شهدائهم ومخلصين لتاريخهم ومسؤولين عن مستقبل أبنائهم، فالوقت ينفذ والفرصة قد لا تتكرر، فهل يكون الموحدون الدروز على مستوى المسؤولية التاريخية، ويكتبوا فصلاً جديداً يليق بتضحيات أسلافهم ويضمن مستقبل أحفادهم، فهل يعملون بنصيحة وهاب؟