الأب مطر: تسجيل 29 ألفًا و600 أعجوبة لمار شربل بينها 10 بالمئة مع غير المسيحيين منذ 1950

اشار قيم دير مار مارون – عنايا الاب لويس مطر، خلال قداس في ذكرى شفاء نهاد الشامي في دير مار مارون-عنايا، الى ان القديس شربل عاش حياة صمت كاملة، مؤكدا انه “تخلى عن اهله وارضه وميراثه، اذ كان والده يملك اكثر من ستين عقارا في بلدته بقاعكفرا، وترك اسمه وذاته ليكرس حياته للرب”. واضاف انه “لم يكن فقيرا كما يشار، بل عاش غنى روحيا في التقشف، مكتفيا بوجبة واحدة يوميا، محرومًا نفسه من الشهوات والمال، ليصل الى لحظة الاتحاد الكامل بالله حيث استحق لقب الانسان السكران بالله”.
واوضح مطر ان القديس شربل “لم يترك مؤلفات ولا كتابات، بل ترك حياة صلاة وتقشف صارت بحد ذاتها مؤلفا مفتوحا”، مذكرا بان المطران بولس ضاهر جمع اقواله القليلة 35 جملة فقط في كتيب بعنوان “كلمات شربل”.
وتوقف مطر عند لحظة الوفاة في ليلة عيد الميلاد عام 1898، لافتا الى انه “بعد اربعة اشهر من دفنه بدأت انوار روحانية تشع من قبره، فجرى نقل جثمانه الى داخل الدير، وكان وزنه حينها لا يتجاوز 45 كيلوغراما، جلدا وعظما، اذ كان همه الوحيد الغرق في الرب”. واضاف: “جثمانه كان بحد ذاته اعجوبة، اذ واصل افراز العرق والدم بعد نقله”.
وبين انه “في 22 نيسان 1950، امتلأ التابوت دما وعرقا بشكل عجيب، وشاهد رئيس الدير الدم يتسرب من الجدران، فجرى فتح التابوت وتبديل ثياب القديس”، مشيرا الى ان “طريقة معرفة اللبنانيين بفتح قبر مار شربل ما زالت غير معروفة حتى اليوم”.
تابع مطر انه “عرض جثمان القديس لمدة 18 يوما، وخلال هذه الفترة حصلت 3800 اعجوبة متتالية، وكان المؤمنون ينظمون مسيرة شكر بعد كل مئتي اعجوبة”. واضاف: “دفن نهائيا سنة 1952، وخلال تلك المرحلة زار وفد الدير وكان بعضهم لا يزال يتذكر تلك اللحظة طفلا حين شاءت الظروف ان يدخل الرهبانية المارونية”. واوضح انه “بعد سنوات، دعي خبير لفتح القبر لكنه لم يحضر، فتم فتحه وعثر على الجثمان سابحا بالدم، وكان التابوت يهتز مع حركة الدم داخله”.
واشار الى انه “في عام 1965 اتخذ قرار بعدم عرض الجثمان نظرا لما كان يتركه من اثر كبير، لكن في العام نفسه اعلن طوباويا، ثم اعلن قديسا عام 1977 على يد البابا بولس السادس”.
واكد مطر انه “منذ سنة 1950 حتى اليوم، استمرت العجائب والمسيرات الشهرية، وصولا الى ظاهرة شفاء نهاد الشامي التي باتت تشارك شخصيا في المسيرة في 22 من كل شهر”. ولفت الى ان “عدد العجائب المسجلة بلغ حتى اليوم 29 الفا و649 اعجوبة، نحو عشرة بالمئة منها مع غير المسيحيين”، موضحا ان “القديس صار عند الرب، والرب موجود اينما كان، ولا يحتاج الانسان الى فيزا للوصول اليه”.
وعرض مطر اعجوبة شفاء محمد حسن الصغير، وهو مسلم سني من برج ابو حيدر، عانى من ورم سرطاني في المعدة. وبعد الفحوصات الطبية ظهرت اصابته بالمرض، لكن بعد صلوات عائلته وظهور مار شربل له في الحلم، تبين في الفحوص اللاحقة اختفاء الورم بشكل كامل من دون اي تدخل طبي. كما ذكر اعجوبة شفاء امراة شيعية من البقاع، كانت قد اصيبت بورم في راسها، وظهرت لها رؤية للقديس الذي ناولها خبزة في الليل، فاستيقظت صباحا وهي في صحة جيدة بعد ان اظهرت الفحوصات اختفاء المرض فقررت ان تصبح مسيحية.
وختم مطر بالاشارة الى ان “دعوى قداسته قدمت الى روما وقبلت سنة 1927، ثم اعلن طوباويا سنة 1965، ليرفع قديسا عام 1977″، مؤكدا ان “منذ ذلك الحين، تتواصل المسيرات الشعبية الشهرية في عنايا، وتجسد ايمانا حيا يتجاوز الطوائف، جعل من شربل قديسا عالميا حاضرا في قلوب المؤمنين جميعا”.