منوعات

لبنانيون عالقون على معبر الدبوسية… ثلاثة أسابيع من اللاحلّ

منذ الخامس والعشرين من تشرين الثاني الماضي، تنتظر 56 شاحنة لبنانية إذن العبور من الجمارك السورية عند المعبر البرّي في الدّبوسية، في ظل مناشدة السائقين اللّبنانيين الدولة للتدخل وحلّ المشكلة، كونهم يعانون أوضاعًا صعبة، إذ ينامون في شاحناتهم، ومصادر الغذاء باتت شحيحة، في ظلّ ظروف جوية قاسية.

ويكمن لبّ المشكلة في مصدر الحمولات، وهي عبارة عن رمول تستخدم في صناعة السيراميك والزجاج مستوردة من تركيا وصلت إلى مرفأ طرابلس ووجهتها الأراضي السورية، ويؤكد مصدر قريب من أحد السائقين أنّ السلطات السورية تمنع دخول أي بضاعة تركية إلى أراضيها بسبب الأزمة السياسية بين البلدين، وقد سبق وأبلغت السلطات اللّبنانية بهذا الأمر

وبحسب المصدر فقد حصلت عملية تزوير طالت اسم بلد المنشأ فاستبدلت اسم تركيا بالإمارات العربية المتحدة، ومع دخول الشّاحنات المحمّلة إلى معبر الدّبوسية تم الكشف عليها من الجمارك السورية، التي اكتشفت أمر التزوير وأوقفت الشاحنات.

حجزت السلطات السورية الشّاحنات وفرضت غرامات مالية كبيرة تمّ دفعها للجمارك، لكنّ المشكلة الآن هي في تفريغ الحمولات في الآراضي السورية، “إذ لا يعقل أن ينتظر السّائقون حتى تقوم السّلطات السّورية بإجراء مزاد علني وانتظار نشره في الجريدة الرّسمية لبيع هذه الحمولات فذلك سيستغرق وقتًا طويلًا”.

وطالب العالقون بتفريغ الحمولات في أي مساحات تابعة للدولة، لتقوم الجهات المختصّة ببيعها في وقت لاحق، مناشدين الدولة اللّبنانيية التّدخل فورًا لحلّ هذه المشكلة مع الجهات السّورية المختصّة، كون أوضاع السّائقين تزداد سوءً كلّما تقدّم الوقت.

“أحوال” تواصل مع مدير عام النقل البري والبحري بالتكليف أحمد تامر الذّي أكّد أنّ المشكلة الأساسية هي لدى التّاجر المستورد وهو سوري الجنسية، إذ لديه مشكلة مع الجمارك السورية، لافتًا إلى أنّ التواصل قائم معه للوقوف على حال السائقين وهو يؤكّد بدوره أن العمل جارٍ على حل المشكلة.

وحول حصول عملية تزوير ببلد المنشأ يؤكد تامر أنّ ليس لدى لبنان أي علاقة ببلد المنشأ، إذ لا يُقدَّم للجمارك اللّبنانية سوى فاتورة البضاعة، وكذلك يجري التأكد من وزنها كما تتم متابعة عبورها إلى الأراضي السورية كون البضاعة تمر عن طريق الترانزيت، لافتًا إلى أنّ تغيير المنشأ لا يكون في لبنان، فلبنان ليس له علاقة بالبضاعة إطلاقًا، فهي لن تدخل إلى لبنان، بل تعبر أراضيه فقط إلى سوريا عن طريق الترانزيت.

ويشير تامر إلى أنّ الإدارة حرصت على أن تكون كلّ الشّاحنات لبنانية، لتأمين فرص العمل لأكبر عدد من الشّاحنات والسائقين اللّبنانيين، مشدّدًا على متابعة التعويضات لهؤلاء السائقين، لأنّ أعمالهم توقّفت ولحقت بهم خسائر كبيرة.

ويؤكد أنّ الإدارة تتواصل مع المعنيين لحلّ هذه المشكلة وأنّ الأمور تسلك المسار الصّحيح، وسيعود السائقون إلى لبنان فور الانتهاء من الإجراءات لدى السّلطات السّورية، لافتًا إلى تلقيه وعودًا بأنّ الحل بات قريبًا جدًا وقد يكون اليوم.

ومن الآن حتّى تنحلّ معضلة الشاحنات العالقة على معبر الدّبوسية، ينتظر السائقون اللّبنانييون بفارغ الصبر الدخان الأبيض، ومن خلفهم عائلاتهم الذين ينتظرون عودتهم منذ اثنين وعشرين يومًا ، علَّ الساعات القليلة القادمة تحمل معها هذه البشارة.

 

منير قبلان

منير قبلان

باحث قانوني. إعلامي ومعد برامج وتقارير سياسيّة واجتماعية. يحمل شهادة الماجيستير في الحقوق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى