سياسة

كنعان و”حلم الرئاسة”.. غيمة صيف عابرة

بعد أكثر من عامين وشهرين من شغور كرسي قصر بعبدا يبدو ان الإستحقاق الرئاسي دخل مرحلة من الجدية نوعا ما بعد إعلان وقف إطلاق النار على جبهة الجنوب، وترجم ذلك بإعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري عن جلسة لإنتخاب الرئيس في التاسع من كانون الثاني المقبل، ما أعطى إشارة واضحة الى مسعى جدي لإنهاء الشغور الرئاسي.
وبظل التطورات على خط قصر بعبدا عادة بورصة أسماء مرشحي الرئاسة الى الواجهة مجدداً حيث بدأ التدوال بجملة أسماء قديمة – جديدة والتي سوف تكون مطروحة على بساط البحث في الفترة القادمة، وفي هذا السياق برزت زيارة النائب إبراهيم كنعان قبل أيام الى بكركي حيث التقى غبطة البطريرك بشارة الراعي، وتم وضع هذه الزيارة في سياق السباق الرئاسي الى قصر بعبدا خصوصا وان ابراهيم الخارج من كتلة لبنان القوي، تم طرح إسمه كمرشح رئاسي من قبل سيد بكركي.
وتشير معلومات الى أن “كنعان بدأ التحضير بشكل جدي لوضع اللمسات الاخيرة على برنامجه الرئاسي الذي سيطرحه على مختلف الكتل السياسية بهدف إقناعها بمشروعه الإنقاذي للبنان سياسيا واقتصاديا في ظل ما شهده لبنان من أزمات، معتمدا بذلك على خبرته في مجال عالم المال والأعمال وعلاقاته الخارجية مع جهات مالية وإقتصادية بهدف إخراج لبنان من عنق الأزمة المالية والاقتصادية”.

بالمقابل ترى مصادر متابعة أن “حظوظ كنعان الرئاسية ضئيلة إن لم نقل شبه معدومة وذلك إنطلاقا من دوره كرئيس للجنة المال والموازنة، حيث تم إحباط أكثر من مشروع قانون لمنع خروج العملة الصعبة من المصارف اللبنانية الى الخارج منذ حراك 17 تشرين في العام 2019 كما ان علاقته بكارتيل المصارف الذي يقوم بحجز أموال اللبنانيين تنعكس سلباً على طموح كنعان الرئاسي حيث انه متهم بأنه من المقربين من حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة القابع حاليا في السجن على خلفية المخالفات المالية واعتباره المسؤول المباشر عن حجز ودائع الناس في مختلف المصارف، كما تشير معلومات الى ان كنعان شارك في بعض الهندسات المالية لمصرف لبنان والتي ساهمت بإخراج كمية من الودائع من المصارف دون خضوعها للإجراءات المالية التي تم إعتمادها بعد العام 2019 ما يطرح علامة إستفهام حول حقيقة دور كنعان في هذا الصدد”.
اما على المستوى السياسي يحاول كنعان الاستفادة من علاقته مع القوات اللبنانية لا سيما أنه كان من عرابي اتفاق معراب الذي عُقد بين الرئيس ميشال عون ورئيس القوات سمير جعجع والذي اوصل عون الى قصر بعبدا، حيث أعلن النائب القواتي ملحم الرياشي في حديث اعلامي عن استعداده لاقناع رئيس حزب القوات بكنعان اذا كان اسمه مطروحا بشكل جديا، وهذا ما عزز شكوك التياريين بأن كنعان كان ينسج علاقات من تحت الطاولة مع القوات اللبنانية ما يجعل عملية اقصائه عن التيار ضربة معلم من باسيل”.

ولكن لا يبدو ان طريق كنعان الرئاسية معبدة بالورود القواتية التي لديها شروطها لدعم المرشحين للرئاسة وكنعان لن يكون في أول قائمة المطابقين لمواصفات معراب الرئاسية رغم ان
وترى المصادر من جهة ثانية ان خروج كنعان من التيار الوطني الحر سيكون له إرتداداته السلبية على طموحه الرئاسي، خصوصا وان رئيس التيار جبران باسيل سيكون من المؤثرين في ايصال الرئيس الى بعبدا، كما تفيد ادآخر المعلومات بأن كنعان يسعى الى إستمالة النائب أسعد درغام بعد الشجار الذي حصل بينه وبين زميله النائب جيمي جبور مؤخرا في إحدى اجتماعات تكتل لبنان القوي، وهذا سيضاعف النقمة العونية على كنعان، يضاف الى ذلك ان هناك سلسلة من الشروط الخارجية لا سيما اميركيا المطلوب توافرها في أي مرشح للرئاسة، ولا يبدو ان كنعان يمتلك الكثير من هذه المواصفات خصوصا وانه من المحسوبين على رئيس المجلس نبيه بري الذي لن يضحي بأي تفاهم مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من اجل دعم كنعان رئاسيا، ما يعني ان حلمه بالوصول الى قصر بعبدا دونه الكثير من العقبات الأمر الذي سيجعل من وصول كنعان الى كرسي الرئاسة مجرد أمنية غير قابلة للتحقق بل صعبة المنال في ظل المتغيرات الجيوسياسية في لبنان والمنطقة، كما تجدر الإشارة الى ان احدى الجهات أجرت عملية إحصاء في منطقة المتن الشمالي لإستطلاع نسبة التأييد الشعبية لكنعان دون القاعدة التيار فتبين انه لا ينال اكثر من 1400 صوتا في أفضل الأحوال، الأمر الذي يجعل حظوظ كنعان النيابية شبه معدومة في الاستحقاق الانتخابي القادم وهذا من شأنه ان ينعكس على طموحه الرئاسي الذي يبدو صعب المنال ومجرد غيمة صيف عابرة في الأفق السياسي اللبناني.

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى