منوعات

يشوعي لـ “أحوال”: عام 2021 لن يحمل الفقر فقط للبنانيين بل الجوع أيضاً

يبدو أن التّركة الثّقيلة للطّبقة السياسيّة لم تترك للبنانيين ما يستبشرون به على مشارف العام 2021.
المتابعة القريبة لمسار التّشكيل، تعكس أجواء بأن كل شيء في لبنان يسير على ما يرام، وليس هناك ما يدعو للقلق، يبدو وكأن اللبنانيين باتوا جاهزين، للسير بصمت وتسليم نحو مصائرهم ، كما رسم لهم.
البنك الدولي أشار في تقرير المرصد الاقتصادي للبنان، الى أن الفقر سيواصل التفاقم على الأرجح، ليصبح أكثر من نصف سكان البلاد فقراء بحلول 2021، فيما من المتوقع أن تبلغ نسبة الدّين إلى الناتج المحلي الإجمالي 194 بالمئة ارتفاعا من 171 بالمئة في نهاية 2019.
كما وجّه البنك الدولي سهام الانتقاد للسلطات للغياب المتعمّد لإجراءات فعالة على صعيد السياسات، متوقّعا تباطؤ النمو الاقتصادي الحقيقي إلى (-19.2) بالمئة في 2020.
الخبير الاقتصادي الدكتور ايلي يشوعي، رأى أن البنك الدولي والمؤسسات الدوليّة تتعاطى بلطف مع الوضع اللبناني وتصنيفاته وائتماناته، في ظلّ ما أوصلنا اليه النظام السيّاسي المالي في لبنان، ونحن متجهون الى الجوع، لا الى الفقر فقط”.

وتابع يشوعي “خسارة الناس لوداعها أثّرت بشكل بليغ على مستواها المعيشي، فبخلاف ما شهدناه في الدول التي أعلنت إفلاسها، أدّى إفلاس الدولة اللبنانيّة الى إفلاس النّاس والشركات والقطاعين الخاص والمصرفي، بعد أن تمّ ربط ايداعاتهم بالمصرف المركزي، وقام حاكم المصرف المركزي بتسييل أموال المودعين لصالح الدولة والطبقة السياسية، في وقت اكتتب فيه المصارف سندات للدولة بمختلف العملات، من دون أي خطّة أو متابعة أو تقييم لمصير هذه الاستدانات الى أن وصل الوضع الى ما هو عليه.
وتابع يشوعي “من الطبيعي أن تقرض المصارف الدولة، كما يحصل في مختلف الدول، ولكن ليس على حساب القطاع الخاص، الذي تبلغ قيمة قروضه 50 مليار دولار من أصل 185 مليار دولار أي ما هو أقل من ثلث الودائع، بعد أن ذهبت 120 مليار دولار للبنك المركزي”.
وأضاف “ليس هناك أيّ بريق أمل في ظلّ هذه الطبقة، فكف يمكن لمن أوصلنا الى هنا على مدى سنوات أن يصلح الوضع في غضون أشهر، وهم حتّى الساعة يرفضون الإستعانة بخبراء، ويستبدلون الحكومات ، من دون أن تضمّ أكفّاء لديهم تجربة ولون ومواقف واضحة، وخطط وقراءات، ليبدأ العمل المنهجي إستنادا الى خطة إنقاذ واضحة، فنسأل من اين أتوا هؤلاء، ليواكبوا واحدة من اخطر المراحل التي يمر بها لبنان”.
وتابع ” (الله يساعد اللبناني)، فمن يملك مليون دولار، حاله حال من لديه ألف دولار، حال المعدم، جميعنا بتنا فقراء، ملسوبي الحقوق، والطبقة الوسطى تواصل اندثارها، لتتسّع رقعة الفقر المخيف في لبنان، ولم يعد أمام الشعب اللبناني الا الانتفاض في وجه من أوصله الى هنا”.
وختم يشوعي ” لا خدمة يمكن أن تقدّم للعدو الإسرائيلي أكثر من الوضع الذي وصل اليه لبنان، وهو مرتاح ويشعر بالرضا، لخراب هذا البلد من دون أن يضحّي بجندي واحد، وسيحقّق الأعداء مبتغاهم، في مشاهدة سقوط هذا البلد، كما دمروا سوريا واليمن والعراق، من دون أي تكلفة”.

إبراهيم درويش

 

إبراهيم درويش

صحافي وكاتب لبناني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى