صحة

لا جدوى من إقفال البلد إذا لم يتغيّر سلوك اللبنانيين

 البزري: الأسرّة الإضافية في المستشفيات بحاجة الى فريق عمل ونحن في وضع دقيق

انشغل اللبنانيون بمراقبة أعداد الإصابات بفيروس كورونا، خلال الأسبوع المنصرم، بالتّزامن مع الإجراءات المتّخذة للحد من من انتشار الوباء.
وعلى الرغم من تفاوت أعداد الإصابات، التي واصلت تسجيل معدّلات عالية في وسط الأسبوع، لتسجّل إنخفاضا في نهاية  الأسبوع، ونهار الاثنين، نتيجة عدم صدور بعض نتائج الفحوصات يومي السبت والأحد،  وإغلاق قسم كبير من المختبرات أبوابها في عطلة نهاية  الأسبوع، إلا أنّ الرأي الطبّي، يؤكّد أنّه لا يمكن تقييم نتائج الإجراءات، إلا بعد انقضاء مدّة 14 يوماً من تاريخ بدء الإقفال.

هذا الأمر يؤكّده رئيس “اللجنة الوطنيّة للأمراض السارية والمعدية” والاختصاصي في الأمراض الجرثومية الدكتور عبد الرحمن البزري في حديث مع “أحوال”،  مشيراً إلى أنّ الأسبوع  الأوّل من الاقفال سجّل نسبة إلتزام لا بأس بها، وعلينا أن نراقب جيّداً تجاوب النّاس في الأيّام المتبقيّة، حيث أشكّ أن تتمكّن الحكومة البتراء، من استكمال الإجراءت، كما حصل في الإقفال السابق، من تراخٍ واستثناءات، أضاعا الهدف من الإقفال، حتى وصلنا الى زيادة كبيرة في أعداد الإصابات، بشكلٍ أرهق الجسم الطبّي وزاد الحاجة الى أسرّة العناية  الفائقة، على وقع  الأزمة الإقتصاديّة القاسية التي تعصف بلبنان”.

ويتابع البزري “علينا أن نتابع سلوك اللبنانيين بعد فترة الإقفال، فإذا كانوا سيعتبرون أنّهم أتموا واجبهم، وبالتالي يمكنهم إستكمال حياتهم  بشكل طبيعي،  فهذا يعني عدم الاستفادة من فترة الإقفال، وإنحدار البلاد الى مأزق خطر جداً، مع ما تفرضه الإنفلونزا الموسمية، من حاجة الى أسرّة، ومتابعة طبية، وأدوية، وغرف في المستشفيات”.

وحول  الأسرّة التي تمّت إضافتها، والتي من المفترض  أن يتّم تجهيزها لتستقبل المصابين، لفت البزري الى أنّ “هذه الأسرّة بحاجة الى كادر طبّي متكامل وفريق متدرّب، وهذا الأمر سيرتّب أعباءً كبيرة وإضافيّة على الجسم الطبّي، في ظلّ الأوضاع الصعبة التي يمرّ فيها هذا القطاع،  وتزايد الإصابات في صفوف العاملين في هذا القطاع، فضلاً عن الزيادة في أعداد المهاجرين بين العاملين  في هذا القطاع”.

وختم  الدكتور البزري “البروتوكول الطبّي المعتمد في لبنان  جيّد وهو متبّع في أكثر البلدان تقدّما،  إنما لا علاج حتى الساعة لفيروس كورونا، والدواء لا يكون دائما متوفّراً، فضلاً عن عجز المستشفيات عن إستقبال بعض الحالات الطارئة، ما يجعل عمليّة مواجهة كورونا محفوفة بالمخاطر، يضاف الى ذلك، عدم  تعاطي بعض اللبنانيين على قدر من المسؤولية تجاه هذا الفيروس، ما يؤدّي الى هذا الإطراد في أعداد الإصابات”.

إبراهيم درويش

إبراهيم درويش

صحافي وكاتب لبناني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى