موسم حرائق كارثي.. فهل من خطة طوارىء؟
يبدو أن موسم الحرائق هذا العام سيكون كارثياً في ظل ما شهدته مختلف المناطق اللبنانية من حرائق تنوعت من الواح الطاقة الشمسية الى معمل قبلان للسجاد وصولا الى الأحراج، في وقت تواجه فرق الدفاع المدني الكوارث بالحد الأدنى من الإمكانيات المتوافرة لديها ماديا وبشرياً، بينما الدولة عاجزة عن تأمين اي دعم لوجستي لا سيما المعدات المتطورة او الطائرات المخصصة لإطفاء النيران ويتم الاعتماد في هذه النقطة على طوافات الجيش اللبناني.
وبالعودة الى مسلسل الحرائق سُجل أكثر من حريق في غضون الأيام القليلة الماضية، حيث شهد أول أيام عيد الأضحى إندلاع حريق في معمل قبلان للسجاد في زفتا بالنبطية، حيث أتت النيران على كلّ محتوياته بعد 3 أيّام من اندلاع النيران.
كذلك شهدت بداية الأسبوع إندلاع حريق في أحراج رومية – المتن الشمالي، حيث تمكنت فرق الاطفاء من السيطرة عليه بشكل شبه تام، ويتم العمل جار على تبريد المنطقة منعا لعودة النيران مجدداً.
من جهتها ذكرت قيادة الجيش اللبناني، أنّ “طوّافات تابعة للجيش اللبناني تساهم بمؤازرة وحدات عسكريّة، في عمليّات إخماد الحريق المندلع في أحراج رومية، بمشاركة وحدات من الدفاع المدني”.
بدوره أوضح رئيس شرطة البلدية كريستيان نوفل ان “الحريق مفتعل وان البلدية ألقت القبض مساء على اشخاص جمعوا كمية كبيرة من الحطب في المنطقة، وبعد مصادرة الحطب تم اطلاق سراحهم، ولقد سلمنا الاسماء الى الاجهزة الامنية التي تتولى التحقيق بالحادث”.
وفي سياق متصل تم الإعلان عن اندلاع حريق في وادي دير مار يعقوب في منطقة دده – الكورة، حيث تعمل فرق الدفاع المدني على السيطرة عليه، ومنعه من الإنتشار بشكل أكبر.
كذلك اندلعت النيران في محلات “حلويات السلطان” في بلدة معركة الجنوبية، حيث قامت فرق الدفاع المدني التابعة لجمعية الرسالة” باخماد الحريق.
وخلال ساعات قبل الظهر، اندلع حريقٍ ضمن أحد الفنادق في منطقة الضبيه، ولكن تمت السيطرة على النيران من قبل فرق الدفاع المدني التي حضرت فوراً إلى المكان.
وقبل ساعات تمكن عناصر الدفاع المدني في مركز ببنين- العبدة، من إخماد الحريق الذي اندلع في حقول القمح والقصب، والاراضي العشبية في خراج بلدة المحمرة على مجرى النهر البارد، والذي امتد الى عدد من بساتين الاشجار المثمرة، وتسبب الحريق بخسائر مادية في الحقول والبساتين.
وفي شهر حزيران الفائت شب حريق في ألواح للطاقة الشمسية على سطح أحد المباني قرب أحد المساجد في بشامون، واقتصرت الأضرار على الماديات.
كما اندلع حريق هائل في محيط مدارس المهدي في بلدة الشرقية، وامتد على مساحات كبيرة من الاعشاب والاشجار البرية والقمح، ولامست النيران المنازل.
إذا هو موسم حافل بالحرائق على ما يبدو والتي لا تقتصر على الأحراج والأراضي الزراعية بل تتنوع من المعامل الى الفنادق، فهل يستدعي ذلك خطة طوارىء من قبل الجهات المعنية لا سيما وزارتي البيئة والداخلية، أم سيترك المواطن اللبناني يواجه قدره وحيداً وبظل إمكانيات شبه معدومة في أحسن الأحوال؟