هل يعود كرامي الى النيابة على متن الطعن؟
تعددت الطعون المرفوعة أمام المجلس الدستوري بعد الانتخابات النيابية، لكن يبدو أن الطعن المقدم من رئيس تيار الكرامة فيصل كرامي هو واحد من أقواها.
وتؤكد اوساط كرامي انه اتّبع الاصول القانونية في طريقة تقديم الطعن والتي تفرض عليه ان يطعن بنيابة نواب بأسمائهم المحددة، “وهذا لا يعني استهدافاً لاحد بل هو تطبيق للقانون.”
والمفارقة، وفق الاوساط، ان لائحة كرامي حصلت على ٢٩٢٧٧ صوتاً وفازت بحاصلين، بينما اللائحة المطعون فيها وهي لائحة إيهاب مطر (التغيير الحقيقي) حصلت على ١٦٨٢٥ صوتا وفازت ايضا بحاصلين، على رغم ان
الفارق بين اللائحتين هو ١٢٤٥٢ صوتاً،” ما يدل على عجائب قانون الانتخاب.”
وتتابع اوساط كرامي: المهم ليس هنا، بل في الفارق بالكسر والذي ادى الى فوز لائحة مطر بحاصلين وادى بشكل غير مباشر الى فوز رامي فنج بالمقعد السني الخامس، مع الاشارة الى ان هذا الفارق هو ٤٦ صوتا فقط.
وتلفت الاوساط الى ان كرامي يمتلك ادلة مادية قوية دفعته الى تقديم الطعن، معتمدا على مئات من الاصوات الملغاة لاسباب لا يعوّل عليها، وعلى اخطاء بشرية يفترض ان تكون غير مقصودة في عمليات الجمع والاحتساب “خصوصا اننا كلنا نعلم ان هذه الحسابات تتم بشكل بدائي.”
وتضيف الأوساط: كذلك هناك صندوق كامل لم يحتسب لاي لائحة، اي يوجد صندوق ضائع كان قد نال فيه كرامي بحسب المحاضر الرسمية ٥١ صوتاً.
وتشير الاوساط الى انه “وكما كان الدكتور رامي فنج محظوظا بأن أفضت النتيجة وفق القانون المعتمد الى فوزه فإنه وفي حال تم الاخذ بالطعن سيكون صاحب حظ سيء لأنه سيخسر المقعد النيابي، “مع الاشارة الى ان كرامي لم يطعن بأي امر يتعلق باصوات فنج الذي حل في المرتبة السادسة بين المرشحين السنة بعدد اصوات ٥٠٠٠٩، وبهذا قفز من اول الخاسرين الى النائب الخامس، في وقت يحتل كرامي المركز الرابع ب ٦٤٩٤ صوت.”
وتشدد الاوساط على أن كرامي لم يستهدف بطعنه اي اتجاه سياسي في حد ذاته، “والدليل انه طعن بثلاثة اولهم ايهاب مطر الميقاتي الهوى، وفراس سلوم تبيّن الذي انه من محور الممانعة، وفنج الدي يضع نفسه في خانة تيار الانتفاضة.”
وتستهجن الاوساط الاتهامات الغريبة لكرامي بانه يمثل المنظومة، معتبرة إياها مضحكة، إذ الصحيح ان كرامي له صفة تمثيلية كصاحب ارث طويل عريض في تاريخ النظام اللبناني وليس المنظومة، يمتد الى عشرينيات القرن الماضي تاريخ نشوء لبنان الكبير مروراً ب ١٩٤٣ تاريخ استقلال لبنان وإقرار صيغة العيش المشترك وصولاً الى اتفاق الطائف وتطبيق صيغة الوفاق الوطني الجديدة التي أنهت الحرب وأسست للسلم الاهلي.
وتتابع الاوساط: ان اتهام كرامي بأنه رمز من الرموز التي يستهدفها التغييريون هو سخيف، خصوصا ان اداءهم يعطينا صورة واضحة جدا عن تعايشهم الواضح مع رموز المنظومة الحاكمة في كل الطوائف.