الموت المرير.. لبنان ينعي فقيدي الصناعة
عون وباسيل ينعيان الفقيدين: كانا يعملان على تعزيز الصناعة اللبنانية
كأس الموت مرّ والفاجعة كبيرة والدموع تملأ وجوه الأهل والأقارب كما كل اللبنانيين. شادي كريدي وطارق طيّاح خطفهما الموت حين كانا في رحلة بحث عن تجارب جديدة لتطبيقها في لبنان خدمة للصناعة اللبنانية في هذا الزمن العصيب.
لكن القدر كان قاسياً فغدرت بهما الرياح والرؤية الضبابية فهوت بهم المروحية من السماء إلى الغابات الكثيفة مع خمسة آخرين في إيطاليا.
مأساة الخسارة أصابت عائلتين لبنانيتين، عائلة شادي كريدي في العاقورة جبيل، وعائلة طارق طيّاح في كسروان.
التراجيديا الأكثر إيلاماً، أنّ طارق طيّاح، وهو قريب النائب نعمة أفرام، متأهّل وله ثلاثة أولاد، هو زوج هالة طيّاح، مصممة المجوهرات التي قضت بتفجير مرفأ بيروت، تاركاً أولاده الثلاثة يعيشون اليتم الحقيقي.
شادي الكريدي، الشباب المتجذر من بلدة العاقورة والمتأهّل من ساريتا فغالي وله منها أربعة أولاد، هو مدير في شركة “أنديفكو” وعضو مجلس إدارة “كهرباء لبنان” وعضو لجنة المال في التيار الوطني الحر، خسر منذ سنة تقريباً شقيقه ويدعى صخر بحادث عمل أيضاً وفق ما يقول الأهالي، فتولّى شادي تربية أطفال صخر.
فجيعة قضاءي جبيل وكسروان، لاقاها اللبنانيون في كافة أرجاء الوطن بالصلاة والمواساة.
وأعرب رئيس الجمهورية ميشال عون عن ألمه لوفاة رجلَي الأعمال طارق طياح وشربل كريدي في حادثة سقوط طائرة الهليكوبتر التي كانت تقلهما في إيطاليا، وتوجه بالتعزية إلى عائلتي الفقيدين وأقربائهما وإلى القطاع الصناعي “الذي فقد اثنين من رواده الناجحين اللذين لاحقتهما المأساة إلى سماء إيطاليا، فيما كانا يعملان على تعزيز الصناعة اللبنانية ورفدها بكل جديد ومتطور”.
وقال عون في بيان “أقدّم تعازي الحارّة إلى ذويهما، ومحبيهما، ولتبقى ذكراهما الحية دافعاً لتضامن الجميع من أجل استنهاض مقوّمات عيشنا الكريم والسير على دروب قيامة وطننا، ليتجذر أبناؤه تحت سمائه”.
كما نعى التيار الوطني الحر والنائب جبران باسيل شادي كريدي، إبن التيّار، قائلاً “شادي خسارة ما بتتعوض لأهله لشركته، لمؤسسته، ولتياره. شادي دمعة بالعين، ضحكة وطيبة بالذاكرة، وصلابة وثقة بالقضية.. شادي بتبقى مطبوع بالوجدان”.
بدورها، أسفت وزاررة الخارجية والمغتربين، في بيان، لتبلغها من سفيرة لبنان في إيطاليا ميرا الضاهر تأكيد وفاة المواطنيّن اللبنانيين طارق طياح و شادي الكريدي، بعد العثور على حطام الطوافة. وقد سبق أن تابعت الوزارة منذ وقوع الحادث الاتصالات مع كافة المعنيين في إيطاليا للعثور على الطوافة، وتبيان الأمر.
وأكّد قنصل لبنان في ميلانو وشمال ايطاليا خليل محمد، انتظار تقرير المستشفى عن حادثة تحطم الطائرة لنقل الجثمانين إلى لبنان.
وأشار الى أنّ “ذلك يمكن أن يتم خلال الأسبوع المقبل”.