كيف سيكون ترتيب أول الفائزين في دائرة الشمال المسيحي؟
يبدو أن جوزيف غوبلز مسؤول الدعاية في المانيا النازية قد بُعث حياً على الأرض اللبنانية منذ إنطلاق الحراك الشعبي في لبنان في خريف العام 2019 حيث بدأت الحملات المدعومة والمركزة في إتجاهات محددة للتأثير على الرأي العام ودفعه باتجاهات مطلوبة مع كل ما يرافق ذلك من تهجّم بالشخصي والتجريح. والتركيز على ان جهة معينة ستتأثر بنتائج الإنتخابات دون سواها لأنها هي المسؤولة عن كل ما حصل غافلين عن ان الجميع كانوا مشاركين بالسلطة بشكل أو بآخر.
وما إن إنتهت مُهل الترشيح والعودة عنه، ومُهل الإنسحاب وتسجيل اللوائح حتى إنطلقت شركات الإحصاء الإنتخابي وبشكل غير مسبوق في هذه الدورة الإنتخابية كما تؤكد المصادر المراقبة التي قدّرت ما تم ويتم دفعه من اجل الإحصاءات الإنتخابية يّقدر بعدة ملايين من الدولارات لا بل عشرات. إذ سُجل أن مرجعاً قريباً من المجتمع المدني قد قبض ثمن مشروع إحصاء واحد في إحدى المناطق اللبنانية البعيدة عن العاصمة ستمئة ألف دولار أميركي نقداً وعداً.(من دون أن يتوضح كم وصل منها إلى العاملين على الأرض).
وفي أحدث الإستطلاعات الإنتخابية التي أجراها “مركز الإحصاء والدراسات الإستراتيجية” في الدائرة الثالثة في الشمال ( أو دائرة الشمال المسيحي) ظهر بوضوح أن من إحتل الصدارة في ترتيب فوز المرشحين الموارنة هي النائبة ستريدا طوق جعجع عقيلة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع نظراً لطريقة توزيع الأصوات التي سيعتمدها الحزب في هذا القضاء. ويليها في المرتبة الثانية رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الذي سخّر العديد من التوظيفات والخدمات (والجزء الأكبر منها في قضاء البترون) إضافة لكونه صهر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وله يداً طولى في إدارة الدولة والعديد من وزاراتها وإداراتها. أما المركز الأول في مقاعد الروم الأرثوذكس الثلاثة في الدائرة فإحتله مرشح حزب القوات اللبنانية في الكورة فادي كرم.
وفي هذا السياق، تؤكد مصادر متابعة لموقع “أحوال” ان كل تلك النتائج أتت نتيجة التعثر القاتل الذي اصاب قوى المجتمع المدني التي رغدت وأزبدت بانها “ستشيل الزير من البير” فإذ بها نتيجة الخلافات والآراء التي فرقّت بين من ينتسبون إليها، والذين فشلوا في ترتيب صفوفهم، لن تستطيع الوصول إلى أي حاصل في هذه الدائرة!
والثابت في هذا المجال ان الرأي العام اللبناني ورغم كل ما أصابه من أزمات معيشية ومالية وحياتية ما زال مرتبطاً باحزابه وتياراته والعائلات السياسية التي أشرفت على إدارة شؤونه منذ ما قبل الإستقلال وإلى أجلٍ لا يعلم به سوى الله العلي القدير!