هل الكلاب الأليفة تعلن الحداد عند الفقدان ؟
تتأثر الكلاب بشدة عند فقدان شركائها، كأنها تعلن الحداد، فقد تعزف عن الطعام واللعب، وتنام ساعات طويلة. هذا ما جاءت به دراسة نُشرت حديثا في دورية “ساينتفك ريبورتس” (Scientific Reports) الصادرة عن “نيتشر” (Nature).
كانت دراسات سابقة قد أثبتت تأثر بعض الكائنات الحية بفقدان رفقائها، منها: القردة العليا والفيلة والحيتان والدلافين والطيور، كما شوهدت ذئاب برية من فصيلة الكلاب دفنت جروين من صغارها يبلغان من العمر أسبوعين بعد نفوقهما، ونقلت كلبة من فصيلة كلاب الدينغو (الكلب الأسترالي) جثة جروها إلى موقع آخر بعد نفوقه بأيام.
ولكن في حالة الكلاب الأليفة، لم تستند تلك الوقائع سابقا إلى أدلة بحثية دامغة، إذ إن أصحابها هم من يقصّون تلك الحكايات، ولا شك أن هذه القصص قد تتضمن بعضا من التهويل والمبالغة.
بحث استقصائي عن مظاهر الحزن
أجرى باحثون متخصصون في العلوم البيطرية وعلم النفس التطبيقي من جامعة ميلان (University of Milan) بإيطاليا بالتعاون مع جامعات أخرى في كل من إيطاليا، وكندا، والبرتغال، وسويسرا، والمملكة المتحدة بحثا استقصائيا شمل 426 إيطاليا بالغا (384 امراة و42 رجلا، متوسط أعمارهم بين 18 إلى 70 عاما) كانوا يمتلكون كلبين أليفين -على الأقل- نفق أحدهما والآخر ما زال على قيد الحياة، وقد أبلغ 52.10% من المالكين أن نفوق كلبهم لم يكن متوقعا، في حين قال 57.2% إنهم كانوا يتوقعون خسارة كلبهم نتيجة لظروفه الصحية.
وفي تقرير نشره موقع “فيز دوت أورج” (Phys.org)، وجد الباحثون أن 86% من المالكين أبلغوا عن أعراض حزن بدت على كلابهم، وقد أبلغ 25% منهم أن هذه الفترة امتدت إلى ما يزيد على 6 أشهر.
وتعددت ردود أفعال الكلاب في تلك الفترة، فقد سعى 67% من الكلاب إلى جذب انتباه أصحابهم وطلبوا مزيدا من الاهتمام والعناية، في حين زهد 57% منهم في اللعب، وانخفضت قدرة 47% منهم على القيام بالأنشطة بشكل عام.
قوة العلاقة أكثر تأثيرا
ووجد الباحثون أن طول مدة بقاء الكلاب معا لم تؤثر في مظاهر الحزن والحداد، ولكن العامل الذي اضطلع بدور رئيس هو قوة العلاقة بينها.
فقد أبلغ 92.5% من المالكين أن كلبيهما قضيا ما يزيد على 12 شهرا معا، في حين أبلغ 69% أن العلاقة بين كلبيهما كانت جيدة.
أما ما يخص الأنشطة المشتركة بين الكلبين، فقد أبلغ 66% من المالكين عن تشارك الكلبين في أوقات النوم، وأبلغ 49% عن تشاركهما في اللعب، في حين أبلغ 86% عن تشارك الكلبين في مكان النوم والراحة، وأخبر 36% عن تقاسمهما الطعام معا، وأبلغ 9% فقط عن عدم تشاركهما في أي شيء.
ومن جهة أخرى، فإن درجة حزن مالك الكلبين على خسارة كلبه قد يكون لها دور في حزن كلبه الآخر. وخلصت الدراسة إلى ضرورة النظر في سلوكات الحيوانات والاهتمام بعاطفتها وعدم إهمال هذا الجانب المهم في التعامل معها.