Turning Red.. بين جنون الهورمونات والقيود المفروضة.. تظهر الباندا الحمراء!
الحادي عشر من شهر آذار الحالي، هو موعد الإصدار الذي حدّدته شركتا “Pixar” و “Disney” لإصدار فيلم “Turning Red” في صالات السينما العالمية، بالإضافة إلى خدمة “الستريمنغ” (streaming) على منصة “Disney +”.
كغيره من أفلام “Pixar” الرائعة، فيلم “Turning Red” ذات الشخصيات الكرتونية، هو من الأفلام الناجحة والهادفة، وسينضم إلى أرشيف الشركة التي لطالما حازت أفلامها، على نسب عالية جدّاً لا تقل عن ال %94 من نسبة دعم النقّاد والجمهور، وذلك بحسب موقع “Rotten Tomatoes” المختص بالأفلام.
عالجت شركة “Pixar” من خلال فيلم “Turning Red”، موضوع فوضى وارتباك مرحلة نضوج الفتيات، وما يرافقها من تخبّط في محاولة فهم الأحاسيس والرغبات المترافق مع التغيرات البيولوجيّة.
كل ذلك سنعيشه من خلال”Mei Lee” (صوت “Rosalie Chiang”) وهي فتاة صينية تبلغ من العمر ثلاثة عشر عامًا، تعيش مع عائلتها في مدينة “تورونتو” في دولة “كندا”، وهي تعاني كثيراً من محاولة البقاء ثابتة على نقطة الوسط، بين احترام قيود عائلتها وتحديداً والدتها “Ming” (صوت “Sandra Oh”) التي تكاد أن تخنقها بمبالغتها في حمايتها وتقييد حرّيتها، بالإضافة إلى عدم تفهّم رغباتها واهتماماتها، وبين رغباتها التي تبقيها سريّة وبعيدة عن أهلها.
ما زاد الطين بلّة أيضاً، الحالة الغريبة التي تصيبها كلما شعرت بالحماس المفرط والتوتّر، فتحوّلها إلى دب باندا أحمر ضخم الحجم، زاد من تعقيد وضعها.
اعتبر الكثير من النقّاد وممن شاهد الفيلم، أن “Turning Red” هو من أفضل إنتاجات شركة “Pixar”، فهو مليء بالطاقة والألوان المفعمة بالحياة، كما أنه ذات رسالة فائقة الأهمية، تسلّط الضوء على مدى تأثير علاقة الأهل بأولادهم في رسم مستقبلهم، خصوصاً على صعيد استقرارهم النفسي الذي ينعكس على تصرفاتهم وطريقة معالجة ما قد يواجههم في مستقبلهم. هذا الأمر لا ينطبق فقط على مرحلة المراهقة، بل أن أثره يبدأ منذ سنوات الطفولة ليستمر ويبرز بشكل واضح خلال فترة النضوج.
فالعلاقة الوطيدة في مراحل الطفولة، هي التي تُعمّد الطريق بأسلوب مريح لمرحلة المراهقة، كما أنّها تجعل من واقع النفور وبُعد المسافات بين الأهل والأولاد، الذي تفرضه مرحلة المراهقة، واقعاً يسوده السلام النفسي، ويؤكّد على احترام الإستقلالية.
إضافة إلى ذلك، يوجّه الفيلم رسالة أُخرى، مفادها أن المثالية والإتقان الخالي من أي شائبة، هما خدعة مضلّلة ومقوّضة لإبداع أي طفل، فالفرح والسعادة يكمنان في الكثير من الأوقات، بين طيّات الحياة التي تعمّها الفوضى والإرتباك.
منال زهر