منوعات

بهاء الحريري يسعى لوراثة شقيقه سعد.. عكّار نموذجاً

في 23 تشرين الأوّل/نوفمبر 2021، إفتتحت حركة “سوا لبنان” التابعة لرجل الأعمال بهاء الحريري مكتباً لها في عكّار، وهو أوّل مكتب تفتتحه الحركة في الشّمال، في إشارة إلى نيّتها توسيع نفوذها وحضورها خارج العاصمة بيروت، وهو ما أكّدته بعد ذلك بافتتاحها مكتباً لها في مدينة طرابلس، في 10 كانون الأوّل/ديسمبر من العام الماضي، ما أعطى في حينه إشارة لم تبقَ خافية، تقول إنّ الشقيق الأكبر للرئيس سعد الحريري يضع خطّة واضحة لمزاحمة شقيقه وتيّاره في مناطق نفوذهم.

خلال حفل الإفتتاح المذكور، أطلّ بهاء الحريري عبر تطبيق “زوم” على العكّاريين الذين حضروا لتدشين مكتب حركته في منطقتهم، وعلى مسامعهم أكّد لهم في كلمة ألقاها بالمناسبة أنّ “عكّار هي قلب لبنان النابض وبيته، وأنّ “سوا للبنان” قرّرت البدء بافتتاح مكاتبها من هذه المنطقة العابرة للطوائف التي تشبه لبنان بكلّ أبعاده”.

وقدّم بهاء الحريري نفسه بشكل دغدغ مشاعر أهل عكّار الذين أيّدوا والده الرئيس الراحل رفيق الحريري وشقيقه سعد، وتعاطفوا معهما، على أنّه إمتداد لمشروع والده في “إعادة إعمار لبنان الذي امتاز بالصلابة”، حسب قوله، مؤكّداً للحاضرين “الحرص على مشاركتهم كلّ مشاكلهم، والسعي من خلال الخبراء والنّاشطين في المجتمع المدني إلى تنفيذ الخطط الإصلاحية التي تطرحها حركة “سوا لبنان” لأجل بناء الدولة”.

تمدّد نفوذ وحضور بهاء الحريري إلى عكّار، قبل أشهر من إعلان شقيقه سعد يوم أمس، في 24 كانون الثاني الجاري، “تعليق عمله بالحياة السياسية، ودعوة عائلته في تيّار المستقبل لاتخاذ الخطوة نفسها، وعدم الترشّح للإنتخابات النيابيّة، وعدم التقدّم بأيّ ترشيحات من تيّار المستقبل أو باسم التيّار”، من شأنها أن تفتح بلا شكّ شهية بهاء على ملء الفراغ الذي سيتركه غياب شقيقه وتيّاره في عكار وغيرها من المناطق، خصوصاً أنّه يعتبر نفسه “أحقّ من غيره بوضع يده على هذا الإرث السّياسي”، على حدّ وصف مصادر سياسية لـ”أحوال”، التي أضافت أنّ “بهاء الحريري يرى أنّ هناك أرضية في عكّار ملائمة له وما تزال مؤيّدة لوالده، يمكنها أن تساعده في العمل وتحقيق الأهداف التي يسعى إليها”.
هذه الأرضية الملائمة لدخول بهاء الحريري إلى عكّار كانت إستطلاعات رأيّ عدّة قد أكّدتها مسبقاً، وكشفت بعض هذه الإستطلاعات التي اطلع “أحوال” على نتائج إحداها، بأنّ بهاء الحريري إذا ما تحالف مع القوّات اللبنانية والوزير السابق أشرف ريفي وشخصيات من المجتمع المدني في المنطقة، فإنّهم قادرين على الفوز بمقعدين على الأقلّ أحدهما مسيحي سيكون من نصيب القوّات (على الأرجح أرثوذكسي سيفوز به النّائب الحالي للقوّات وهبي قاطيشا)، أمّا الثاني فسيكون سنّياً ومن حصّة بهاء الحريري.

غير أنّ أوساطاً سياسية مطلعة ومراقبين أوضحوا لـ”أحوال” أنّ “هذه الصورة كانت قبل إعلان الرئيس سعد الحريري موقفه، أمّا الآن وبعد إنسحاب الأخير وتيّار المستقبل من المشهد الإنتخابي، فإنّ السّاحة ستخلو بالنسبة لبهاء الحريري، وهو سيستطيع بلا أيّ عوائق إستقطاب العديد من النوّاب والمرشّحين والكوادر والمنسّقين الذين كانوا يدورون في فلك شقيقه سعد وتياره، كما سيجد هؤلاء بالمقابل في بهاء الحريري ضالتهم المنشودة”.

وأشارت معلومات خاصّة حصل عليها “أحوال” أنّ بهاء الحريري “نسج في الأشهر السّابقة علاقات جيدة مع زعماء ورؤساء العشائر والعائلات الكبرى في المنطقة، وأنّه وعدهم بدعمهم مالياً وعبر خدمات معينة، ما جعل قسماً كبيراً منهم يعلنون تأييدهم له، واستعدادهم للسير معه في الإنتخابات النيابيّة المقبلة”.

عبد الكافي الصمد

عبد الكافي الصمد

صحافي لبناني حاصل على شهادة الإجازة في الإعلام من جامعة الجنان في طرابلس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى