هل سيُحدث مرشح “القوات” خرقًا في قضاء زغرتا؟
منذ أعلن مخايل سركيس الدويهي ترشيحه في قضاء زغرتا، مدعوماً من حزب القوات اللبنانية قبل نحو اسبوعين، نشطت الآلات الحاسبة في تدوين الفواصل ونسبتها في ما إذا كان هذا المرشح سيسجّل خرقاَ غير مسبوقا في هذا القضاء المعروف أنه ومنذ الإستقلال معقود اللواء لعائلات فرنجيه ومعوض والدويهي وكرم وبولس، يتنافسون على ثلاثة مقاعد مارونية.
فهل سيكسر حزب القوات (الذي يشكّل حساسية بالغة لرموز تلك العائلات) تلك القاعدة التي لم يستطع أي مرشح من خارج مدينة زغرتا – إهدن أن يهددها في السابق؟ وهل يمكن أن يحقق قانون الإنتخاب على الصوت التفضيلي ما لم يستطع القيام به القانون الأكثري؟
فبعد أن إستكمل المرشح الدويهي (الذي خاض هذا الغمار سابقا وبشكل مستقل) إعلانه في زغرتا، بزيارة إلى معراب يوم الأربعاء الفائت وظهوره إلى جانب رئيس حزب القوات سمير جعجع في مؤتمر صحفي مشترك، بدأت أسئلة كثيرة تُطرح استناداً إلى أرقام ومعطيات، ولكن معظمها بقي بدون جواب قبل حسم موضوع التحالفات، وتركيب لوائح الدائرة الثالثة في الشمال التي تضم أقضية: زغرتا، الكورة، البترون وبشري، والتي يُطلق عليها تسمية “دائرة الشمال المسيحي” أو “دائرة مرشحي رئاسة الجمهورية”، في وقتٍ يسعى كلٌ من الأفرقاء إلى تسجيل هدفٍ في مرمى الفريق الآخر.
فكيف جاءت القراءات على هذا الترشيح الذي إنطلق من لدن إحدى العائلات المحورية في مدينة زغرتا؟
تنطلق القوات اللبنانية من مقولة إنها إذا إستطاعت تحقيق هذا الخرق، كما تمنى جعجع في المؤتمر الصحفي، تكون قد وضعت لُبنة محورية لتكوين أكثريتها الساعية اليها، ولذلك هي مطمئنة من خلال التعبئة المركزة في صفوفها داخلياً وفي صفوف المغتربين إلى أن ثلاثة مقاعد لها مؤمنة في هذه الدائرة، (إثنان في بشري وثالث في البترون أو الكورة)، وهي تعمل من خلال رفع رصيدها إلى 3،76 كي توجّه هذه الفواصل إلى قضاء زغرتا، من دون أن تنتبه إلى أن في عائلة الدويهي الأكبر بين العائلات الأخرى في عدد الناخبين، يوجد بضعة مرشحين عملوا منذ عقود على إستقطاب المقترعين، ولن يتهاونوا هذه المرة في تسرّب الأصوات من باب شد العصب العائلي الكلاسيكي، كما حصل مع عائلة معوض في إنتخابات العام 2018.
يحاول حزب القوات تجاهل التململ بين الحزبيين والمناصرين، لأن ترشيح مخايل الدويهي غير الملتزم حزبياً، والذي وصفه جعجع بالمستقل، جاء بعيداً عن تسمية أحد الذين “ضحّوا بالغالي والنفيس” عندما كان الحزب يمر في أعتى الأزمات في هذا القضاء على خلفية مجزرة إهدن في العام 1978، وليس من السهل تمرير هكذا ترشيح بدون ردات فعل سلبية، فرقم الـ 2776 صوتاً تفضيلياً الذي حصل عليه مرشح الحزب، نقيب المهندسين السابق ماريوس البعيني في الإنتخابات الماضية، قد يكون هناك صعوبة كبيرة في تحصيله برأي المراقبين وإحصائيي الإنتخابات!
على خط موازٍ، تبدي العائلات الزغرتاوية إطمئناناً بأنها ستسعى إلى تحسين أرقامها التي حصلت عليها في انتخابات العام 2018 ( طوني فرنجيه 11407 أصوات، ميشال معوض 8571 صوتاً، اسطفان الدويهي 5435 صوتاً) إن من خلال شد العصب المشار إليه او سواه من المحفزات، ولاسيما التشديد على الناخبين الذين تخلفوا عن القيام بواجباتهم خلال الإنتخابات الماضية والذين كونوا حالة لافتة لبعض العائلات.
وإذا كان حزب القوات يتكئ على أن رفع ارقامه في المغتربات سيسهل له تحقيق هدفه، فإن العائلات والقوى الأخرى قد إتخذت منحاً مماثلاً وإن لم يكن بمستوى ما يقوله الحزب، ولكن بالتأكيد ليس هناك هذا الفارق الكبير جداً القادر على قلب المعادلات، كما يشير العديد من المراقبين.
مرسال الترس