خلط أوراق و”طحشة” مرشّحين على المقعد الماروني في طرابلس
عاد الإهتمام بالمقعد الماروني في طرابلس إلى الواجهة مجدّداً، بعدما أسهمت مواقف وتطوّرات حصلت خلال الآونة الأخيرة في إبقاء المقعد المذكور ضمن دائرة التنافس بين القوى والشّخصيات السّياسية المعنية في المدينة، والتي لا تخفي سعيها الحثيث للفوز به.
فبعد وفاة النّائب عن المقعد الماروني في طرابلس، جان عبيد، في 8 شباط/فبراير العام الماضي، عن عمر ناهز 82 عاماً بعد إصابته بفيروس كورونا، تمّ التداول باسم رجل الأعمال سليم الزعني، إبن بلدة قنيور في قضاء بشري، والذي تربطه صلة قرابة بالنّائب الراحل ليكون بديلاً عنه من بين أسماء عدّة طرحت لهذه الغاية، على أن يحظى بدعم من الرئيس نجيب ميقاتي الذي كان عبيد ضمن كتلته النيابية “الوسط المستقل”.
لكنّ الزعني أوضح لمن التقوا به في الآونة الأخيرة أنّه لن يترشّح للإنتخابات النّيابية المقبلة، وأشار هؤلاء لـ”أحوال” أنّه “بعدما درس الموضوع من جوانبه كافّة، فضّل أن يبقى بعيداً عن ميدان السّياسة والإنتخابات، وأن يُبقي إهتمامه مقتصراً على أعماله ومشاريعه”.
هذا التطوّر ترافق مع ما كشفه مقرّبون من ميقاتي لـ”أحوال” بأنّه “سوف يُسمّي سليمان عبيد، نجل النّائب الراحل، ليكون في عداد أعضاء لائحته المقبلة، وإبقاء المقعد الماروني في المدينة ضمن عائلته”.
غير أنّ هذا لا يعني أنّ هذا المقعد قد حُسم أمره، فهناك قوى وشخصيات سياسيّة عدّة تطمح للفوز به. فـ”تيّار المستقبل” الذي فاز في دورة إنتخابات عام 2018 بثلاثة مقاعد من أصل ثمانية مخصّصة للمدينة، جمعيهم من الطائفة السنّية، لا يخفي سعيه للحصول على المقعد الماروني، في ضوء تقديرات تشير إلى أنّه لن يستطيع في دورة الإنتخابات المقبلة تكرار فوزه بثلاثة مقاعد سنّية كانت في الدورة السّابقة من نصيب النوّاب محمد كبّارة وسمير الجسر وديما جمالي، وأنه سيخسر أحد هذه المقاعد لا محالة نتيجة تراجع شعبيته، ما سيدفعه لتعويضه بأحد مقاعد الأقليات وتحديداً المقعد الماروني.
وفي هذا السياق، أكّدت مصادر في “تيّار المستقبل” لـ”أحوال” أنّه “من أجل الفوز بالمقعد الماروني في طرابلس، سوف نرشّح شخصية تحظى بشعبية في المدينة وتملك إمكانيات النّجاح”، من غير أن توضح إنْ كان التيّار الأزرق سيعيد ترشيح جورج بكاسيني في المرة المقبلة، كما حصل في دورة إنتخابات 2018 ونال بكاسيني حينها 903 أصوات تفضيلية، بينما نال عبيد عامها 1136 صوتاً تفضيلياً.
الفوز بالمقعد الماروني في طرابلس هو أيضاً هدف “التيّار الوطني الحرّ”، الذي نال مرشّحه في الإنتخابات السّابقة طوني ماروني 675 صوتاً تفضيلياً، وهو رقم يرى أنّه يمكن البناء عليه في الإنتخابات النيابية المقبلة، خصوصاً إذا تحالف مرشّح التيّار البرتقالي مع مرشحين يملكون فرصة الحصول على حاصل إنتخابي.
والطموح ذاته يمتد إلى “تيّار المردة” الذي يملك حضوراً تاريخياً في المدينة بفعل علاقات الجوار بين طرابلس وزغرتا، وحلفاء في المدينة يرون أنّه أقرب إليهم من بقية التيّارات والأحزاب المسيحية الأخرى، برغم أنّ “تيّار المردة” لم يعلن عن مرشّح له عن هذا المقعد.
بدورها، “القوات اللبنانية” دخلت مؤخّراً على الخط بعد نشاطها المحلوظ في الآونة الأخيرة في طرابلس، متجاوزة إلى حدّ ما الحساسية التاريخية السلبية تجاهها بالمدينة، إنّما من غير أن تكشف إنْ كانت سترشح أحداً عن المقعد الماروني في المدينة، أم أنّها سترشح منسقها في طرابلس جاد دميان عن المقعد الأرثوذكسي.
هذه “الطحشة” على المقعد الماروني في طرابلس جعل مراقبين يتساءلون إنْ كان سيؤدّي إلى رفع نسبة الإقتراع بين موارنة المدينة وإقبالهم على صناديق الإقتراع، أم أنّ الإقبال الضعيف بينهم والتصويت لهذا المرشّح أو ذاك سيبقى على حاله، خصوصاً أنّه في دورة الإنتخابات الماضية إقترع 798 ناخباً مارونياً فقط من أصل 5247 ناخب مسجل على لوائح الشطب، بنسبة بلغت 15.2 في المئة، كانت الأدنى بين بقية الطوائف في المدينة.
عبد الكافي الصمد