هل يشهد سعر الدولار انخفاضًا حقيقيًا في الفترة المقبلة؟
يسعى التعميم 161 الذي أصدره حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الى أمرين، وهذا المُعلن على كل حال، تخفيض سعر صرف الدولار، وتجفيف الليرة اللبنانية، لتقليص حجم الكتلة النقدية منها بالسوق لما لهذه الكتلة من انعكاس كبير على سعر صرف الدولار أيضاً، ولكن هل يكون لقدوم المغتربين الى لبنان في شهر الأعياد أي تأثير على سعر الصرف؟
بلغت أعداد الوافدين الى لبنان في شهر كانون الاول بحسب رئيس مطار بيروت الدولي فادي الحسن 222 ألف مغترب، وهو رقم كبير نسبة للظروف الصحية التي يمر بها لبنان والعالم، والوضع الاقتصادي القائم، رغم أن البعض يعتبر ان الوضع الحالي يشجع المغتربين على قضاء العطل في لبنان، ولكن هذا الرقم الكبير لن ينعكس على أسعار الصرف، لسبب بسيط بحسب مصادر مصرفية وهو أن الطلب على الدولار أكبر بكثير من العرض.
تشير المصادر إلى ان اللبنانيين يحولون المبالغ بالليرة التي تُعتبر مبالغ “احتياطية” الى دولار كلما لاحت أمامهم الفرصة، لذلك كلما انخفض سعر الصرف قليلاً ارتفع الطلب على الدولار بشكل جنوني فيعود ليرتفع، مشددة بالوقت نفسه على أن سعر الصرف في لبنان لا يتأثر بالعرض والطلب فقط بل هو دولار سياسي مرتبط بأصل الأزمة التي نعيشها، لذلك من المستبعد أن يكون لوجود المغتربين في لبنان انعكاس حقيقي على سعر صرف الدولار.
لا تنفي المصادر المالية أن وجود المغتربين في فترة الأعياد سيحرك الاقتصاد اللبناني، ولكن هذا أمر منفصل عن سعر صرف الدولار، لذلك قد ينخفض سعر الصرف بنسب بسيطة للغاية، اما الانخفاض الحقيقي قد نشهده في فترة مقبلة عندما تجفّ الليرة في الأسواق، وهذه المرحلة قد نصل اليها بين كانون الثاني وشباط بحال استمر التعميم 161.
محمد علوش