فيلم The Matrix Resurrections.. بين الحبّة الزرقاء والحمراء
بعد مرور أكثر من عشرين عاماً، ها هو الفيلم الرابع من مجموعة “The Matrix”، ومن بطولة “Keanu Reeves”، قد أبصر النور في الثاني والعشرين من شهر كانون الأول الحالي، في صالات السينما العالمية.
وقد نجحت المخرجة “Lana Wachowski”، وهي مخرجة الأجزاء السابقة، في تقديم “The Matrix Resurrections” على شكل خليط مثير من أحداث كثيرة، ممزوجة بذكريات وحنين يعود بالمشاهدين للأفلام السابقة، هذا بالإضافة إلى الأداء المُبهر والتمثيل المميز لكل الممثلين وتحديداً “Reeves” و”Carrie-Anne Moss”.
للجزء الرابع خاصيته وإضافاته الجديدة، لناحية الحبكة التي تنطلق من القصة الأصلية وتتطور، إضافة إلى ممثلين جُدد كـ”Yahya Abdul-Mateen II” كشخصية مُعدّلة من “Morpheus”، و”Jessica Henwick” كـ”Bugs” وغيرهما.
مما لا شك فيه أن قصة الحب الرائعة بين “Trinity” (Carrie-Anne Moss) و”Neo” (Keanu Reeves) هي جوهر الأفلام الأربعة، التي تأجّج الأحداث وتُشعل فتيل التطورات، دون أن ننسى سعة أُفق الخيال العلمي والتكنولوجي الذي هو أساس مضمون الأفلام الأربعة. فالعوالم المتعدّدة مثل عالم الأحلام وتلك التي تعيدنا إلى البدايات أو التي تدفعنا نحو المستقبل، تتداخل جميعها مع العالم والوقت الحالي لتسبّب قيامة مصفوفة متزاحمة ورحم متشابك لكافة الأحداث التي يقدّمها “The Matrix Resurrections” للمشاهدين.
نتيجةً لذلك، سيكون على “توماس أندرسون” أي “Neo”(Reeves) أن يختار بين حقيقتين، الأولى هي حياته اليومية وعمله الروتيني، وأقراصه الزرقاء التي وصفها له معالجه النفسي، والثانية هي حقيقة ما هو خفي وراء هذه الحياة أي “The Matrix”، ومفتاح الدخول إلى هذه الحقيقة هي الأقراص الحمراء التي سيقدّمها له “Morpheus”.
يُطرح سؤال أساسي فيما يتعلق بالفيلم، وهو “هل من الممكن فهم الجزء الرابع والإستمتاع به إن لم تتم مشاهدة الأجزاء السابقة؟” والجواب هو أن المخرجة قد تعمّدت خلق واقع خاص بالفيلم مع الإبقاء على الروحية الخاصة، التي تظهر على شكل استرجاع رؤىً وصور سابقة تعود بالمشاهد إلى الفيلم الأصلي، وهذا ما يجعل الفيلم متاحاً لأي شخص من محبّي الخيال العلمي.
فيلم مليء بالأسئلة والغموض، كما الأجوبة والحلول، لكن ما أن يظن المشاهد أنّ قِطع الأحجية قد وُضعت في مكانها، حتى تظهر مفاجآت جديدة تُعيد خلط هذه القطع والعودة به إلى نقطة البداية.
اتفق النقّاد السينمائيون وروّاد السينما من حيث النسبة وبحسب موقع “Rotten Tomatoes”، فيما يخص محبّتهم أو عدم إعجابهم بالجزء الرابع من سلسلة أفلام “The Matrix”، كما اتفقوا أيضاً على أن المقارنة لا تجوز بين أي جزء من الأجزاء الثلاثة وبين الفيلم الأول، فكلّ جزء له تأثيره وقاعدة من المعجبين، لكن الفيلم الأول سيبقى الأيقونة من ناحية القصّة والإنتاج والإخراج.
منال زهر