زغرتا وقضاؤها يستكملان دورتهما الإقتصادية والتجارية بسوق عام
عاصمة الشمال مدينة طرابلس التي كانت حاضنة إساسية لجميع أقضية الشمال إبتداء من عكار مروراً بالمنية – الضنية وزغرتا وبشري والكورة وصولاً إلى البترون، وقبلة لجميع أبنائهم في مختلف شؤون حياتهم وفي أفراحهم وأتراحهم، بدأت تخسر هذا الدور تدريجياً إبتداء من العام 1975، حين إنطلقت ما اصطلح على تسميتها بـ “حرب السنتين”، حيث بدأ ناس مختلف الأقضية بالانسحاب إلى مناطقهم تدريجياً نتيجة الصراعات والحروب التي دارت في أحيائها وأسواقها، ليعملوا على بناء مناطقهم بكل مقوماتها، الأمر الذي يُحزن أهالي المدينة وتجّارها يوماً بعد آخر.
في قضاء زغرتا – الزاوية، كانت هناك مقولة تتردد وهي: “إن أي شخص يرغب بشراء “سندويش فلافل” كان عليه أن يتوجه إلى الفيحاء لأنه لم يكن يجدها في منطقته”. ولكن منذ تلك الحرب وكبقية الأقضية الأخرى، بدأت ببناء بنيتها الإقتصادية والتجارية الذاتية لتحولها بعد أربعة عقود ونصف إلى منطقة مكتملة بأسواقها التجارية ومصانعها ومستشفياتها، وصولاً إلى يوم الخميس الفائت حيث أفتتحت سوقها العام للتخفف قدر الإمكان من ضرورة التوجه إلى المناطق الأخرى المجاورة لسد أي نقص يطرأ على متطلباتها الحياتية والمعيشية، من الخضار والفواكه واللحوم والأسماك وسواها.
وفي إحتفال حاشد بمشاركة وزير الزراعة الدكتور عباس الحاج حسن، النائب طوني سليمان فرنجيه، رئيس غرفة التجارة والصناعة والزراعة في الشمال توفيق دبوسي وحشد من المهتمين والمعنيين، جرى قص الشريط التقليدي لإفتتاح السوق حيث قال رئيس اتحاد بلديات قضاء زغرتا، الزعني خير، لـ”أحوال”: “لقد وفينا بالوعد الذي قطعناه على أنفسنا بقيام هذا السوق المميز بالتعاون برنامج الامم المتحدة الانمائي الـundp والسفارة الالمانية وبنك التنمية الالماني ومنظمة العمل الدولية، ونأمل أن تتحول منطقتنا محط أنظار جميع أبناء الشمال تعميقاً لما جسدته زغرتا من تعايش على مر تاريخها”.
وتابع: “في زمن الازمات الاقتصادية والمادية والسياسية والصحية التي يمر بها لبنان، وحيث انَ معظم الشركات والمعامل والمصانع تُقفل أبوابها وتصرف موظفيها وتزداد البطالة والهجرة والفقر، وفِي زمن الجمود والدمار الشامل الذي نعيشه وبعد مرحلة تحضيرية إمتدت لأربع سنوات، نفتتح في منطقتنا اليوم أكبر مشروعٍ إنمائي زراعي وتجاري واقتصادي، بهدف مساندة مزارعي منطقتنا وتثبيتِهم بأرضهم وإيجاد أسواق تصريف لمنتوجاتهم وتأمين فرص عمل جديدة وتخفيف التكاليف على المزارع والمواطن معاً”.
وكشف أن “هذا المشروع سيتبعه مشروع نموذجي للشتول، يتم تشغيله بالطاقة الشمسية وينتج نحو ٣ مليون شتلة، دعماً للمزارعين ويشكل تتمة لمشروع السوق على مساحة ثمانية الاف متر تعود ملكيتها لاتحاد بلديات قضاء زغرتا”.
من جانبه، النائب فرنجيه لفت إلى أن “السوق المحوري والتنموي، سيعزز امكانيات الصمود عند الجميع، كما أنه سيكون أداة اتصال بين المزارع والمستهلك، ما يخفف الأعباء على الطرفين”، مشيراً إلى ان “لهذا المشروع مرحلة ثانية تعنى بالصناعات الزراعية الصغيرة، مذكراً بأن أضعاف القطاعات المنتجة عبر الاقتصاد الريعي جعل من لبنان عرضة للابتزاز السياسي من الداخل والخارج، لذلك سيساهم هذا المشروع باعادة احياء الزراعة و تعزيز الأمن الغذائي و قدرات المجتمع على تخطي الأزمات”.
أما وزير الزراعة عباس الحاج حسن، فقد شكر الشرفاء الذين يعملون لانقاذ هذا البلد، متمنياً ان “يكون هناك شراكة حقيقية بين القطاعين العام والخاص لننجح بإعادة الحياة إلى بلدنا”، مضيفًا: “زغرتا طالما احتضنت الوطن، وطالما كانت صمام امان لهذا الوطن، فليكن التفاعل الحقيقي الوطني الذي يهدف الى بناء الانسان وبناء المجتمع ضمن مشروع واحد هو مشروع كرامة الانسان في هذه الدولة”.
وبعد انتهاء الاحتفال غرس الحاج حسن و فرنجيه شجرتين في حديقة السوق إثر جولة تفقدية.
مرسال الترس