فيلم The Last Duel.. قصّة ثلاثية الأبعاد
مقتبس عن أحداث حقيقية، يأتي فيلم “The Last Duel” ليجسّد كتاب”The Last Duel: A True Story of Trial by Combat in Medieval France” للناقد الدكتور الجامعي “Eric Jager” المتخصص بالأدب في مرحلة القرون الوسطى. وقد كانت المحاولة الأولى لتجسيده سينمائياً عام 2015، لكنها لم تكتمل. جميع الشخصيات في الفيلم يمثّلون أُناسًا حقيقيين كانوا في تلك الحقبة التاريخية، وعاشوا تفاصيل النزاع التاريخي والمبارزة الأشهر بين “Jean de Carrouges” و “Jacques Le Gris”.
تجري أحداث الفيلم بطابع درامي في منتصف حرب المئة عام بين فرنسا وإنكلترا (عام 1386)، التي تظهر القوة والسخط للرجال في كل الأماكن، كما تظهر ضعف العدالة، إضافة إلى شجاعة وقوة امرأة واحدة قررت أن تواجه جميع التحديات في سبيل إظهار الحق.
يجسّد الفيلم تفاصيل الأحداث المفترَضة عمّا حصل في المبارزة الأشهر في فرنسا بين “Jean de Carrouges” (Matt Damon) و “Jacques Le Gris” (Adam Driver)، وهما الصديقان اللذان تحولا إلى ألدّ الأعداء.
“Carrouges” هو الفارس الذي يحظى باحترام كبير والمعروف بشجاعته في ساحات المعارك. أمّا “Le Gris”، فهو الإقطاعي المعروف بشدّة ذكائه وبلاغته، الأمر الذي جعله من أكثر النبلاء الذين يحظون بالإحترام والمصداقية، خصوصاً بالنسبة للكونت النبيل “Pierre d’Alençon” (Ben Affleck) الذي لطالما طلب منه تنفيذ خططه الشريرة.
عندما تعرضت “Marguerite” (Jodie Comer) زوجة “Carrouges” إلى الإغتصاب من قبل “Le Gris” الذي أنكر هذه الواقعة، قرّرت عدم الرضوخ وقامت بتوجيه الإتهام له بشكل علني، الأمر الذي عرض حياتها للخطر.
وكان الحُكم أن تتم مواجهة منهكة للقوى تستمر حتى الموت بين الإثنين، تتم أمام الملك والعائلة الحاكمة، وقد وضعت المبارزة مصير الثلاثة بيد القدر. هذه المبارزة الشهيرة التي تجسّد قصاصاً رسمياً للمذنب كانت الأخيرة في التاريخ الفرنسي.
يقدّم الفيلم أقسى وأعنف مشاهد القتال التي تبرهن مدى براعة المخرج “Ridley Scott” المخضرم الذي لُقّب “بصاحب العين والنظرة الأفضل في عالم الإخراج السينمائي”، خصوصاً فيما يتعلق بحقبة القرون الوسطى والذي رسم معايير جديدة في تقديم مشاهد القتال الخاصة بتلك المرحلة. والجدير ذكره أن الفيلم يتميّز بنصه المحبوك بطريقة إبداعية، فهو يقدّم القصّة من ثلاث وجهات نظر خاصة بأبطال القصة الثلاث، والجدير ذكره أن “Damon” و “Affleck” قد شاركا في كتابة النص.
رُفعت قبعة النقّاد السينمائيين لأداء الممثلين وإبداعهم في تقديم المشاهد، خصوصاً لناحية تقديم المشهد الواحد بثلاثة طُرق مختلفة وذلك بحسب من يروي الواقعة ووجهة نظره. وقد أعلن العديد من النقّاد أن أداء الممثلين يجب أن يصبح مادة تُدرّس في صفوف التمثيل.
وهذا ما جعل النص إضافة إلى أداء الممثلين من أهم نقاط القوة الخاصة بالفيلم.
منال زهر