فضل الله: لم نعتد أن نترك دمنا على الأرض
لماذا عندما نضع أمننا بعهدة القوى الأمنية الرسمية يسقط لنا شهداء
اعتبر عضو كتلة “الوفاء للمقاومة”، النائب حسن فضل الله، أن “ما اقترفه المجرمون مجزرة دموية سيكون لها تداعياتها الكبيرة على صعد مختلفة”، مضيفًا: “نحن لم نعتد أن نترك دمنا على الأرض، ونعرف كيف نحمله وندافع عنه، وكيف نحوّل مظلومية قضيتنا إلى قضية منتصرة، ومن موقع المظلوم المعتدى عليه سنواجه هذا العدوان الإجرامي بما لا يدع هؤلاء ينغشون كثيرًا بعنترياتهم وبخطابهم الاستفزازي الذي نسمعه في هذه الأيام بأنهم تمكنوا من قتل مشاركين في تحرك سلمي”.
وخلال لقاء حواري أقيم في بلدة كفرا الجنوبية، رأى فضل الله أن “كل هذه العنتريات، لأنهم يعلمون أن قرارنا عدم الانجرار وراءهم إلى حرب أهلية، يخطّطون لها منذ زمن، وقرارنا هذا من موقع القوي المقتدر، الذي يواجه أسياد هؤلاء، وقد هزم مشاريعهم، ولو كانوا لديهم قناعة أن يكون قرارنا التصدّي لهم، لكانوا اختبأوا ولما تجرأوا أن يقوموا بهذا الفعل”.
ولفت إلى أن “هناك أسئلة مشروعة عند الناس حيال ما حصل، وحالة الغضب شديدة، وأنه لماذا عندما نضع أمننا بعهدة القوى الأمنية الرسمية، يسقط لنا شهداء في الطريق، وهذا سؤال مشروع، وهذا ما نتابعه مع الأجهزة الأمنية، التي عليها أن تلتفت أن هناك رأي عام اليوم تضعف ثقته بمثل هذه الأجراءات، لأن هذه الحادثة ليست الأولى، وهناك جمر تحت الرماد وهذا الجمر يلدع، وأول إجراء لمحاولة إطفائه، المسارعة إلى القبض على جميع المتورطين وأسماؤهم معروفة، وهناك من حرّض وخطط وقرر نشر المجموعات وأطلق النار، والمطلوب أيضاً محاسبة كل من له صلة أياً كان ومن أعلى مسؤول إلى أدنى عنصر”.
واعتبر “أننا لم نكن عاجزين، عن توفير الحماية للناس الذين ذهبوا إلى هذا التحرك السلمي بقدراتنا الداخلية، وكل الناس معها سلاح، ولقد بذلنا جهدًا كبيرًا، لسحب الناس من الشارع ومنعها من أخذ حقها بيدها، وهي قادرة على ذلك ولا أحد يستطيع الوقوف بوجه هذا الحق، وكنا نقول لهم أننا سنبقى نلجأ للقانون والدولة، ونضع الأمور في عهدة مؤسسات الدولة، لأننا أهل القانون، والمحاسبة تكون عبر الدولة، لا سيما وأننا لسنا أصحاب المنطق الثأري”.
وأشار النائب فضل الله، إلى أنه “منذ أكثر من سنة تردنا معطيات حتى من أصدقاء هؤلاء المجرمين والقتلة، أنهم يحضّرون لفتنة وأعمال قتل وحرب أهلية، ويتباهون أمام السفارة الأميركية وسابقًا أمام السبهان، بأن لديهم تشكيلات وقوة عسكرية جاهزة لمواجهة المقاومة في لبنان، ويقوموا بالدور المطلوب منهم أميركيًا ومن بعض دول الخليج، وكنا نحن نتجنب أي مشكلة كي نسقط مخططاتهم، بما فيها أي سجال إعلامي يقدموه لأسيادهم بأنه إنجاز في مواجهتنا، فهم يتقاضون بدلات مالية على تهجمهم، ولا ندري كم هي المبالغ التي تقاضوها على ارتكابهم هذه المجزرة”.
وأوضح أن “هذه الجهة كان شعارها بأنها تحاول أن تنظّف صورتها، ولكن مثل هؤلاء لا يمكن أن ينظف، لأن صورتهم الإجراميه تغلب على أي صورة أخرى، ولكن بعد الذي حصل، أسقط كل شعاراتهم بأنهم تخلوا عن نزعتهم الحربية، وعن فكرهم التقسيمي إذا كان لديهم فكر، وعن مشروعهم للحرب الأهلية، فخطابهم الحقيقي هو القنص والقتل والعودة إلى الغيتو الذي فشل في السابق ولن يكون له مستقبل في لبنان الغد”.
وشدد فضل الله على أن “هؤلاء يريدون الحصول على الأكثرية النيابية، ليس من أجل تشكيل مجلس نيابي، بل لإعادة تشكيل المجلس الحربي، لأنهم لا يجيدون إلاّ هذا العمل، ولأنهم لا يؤمنون بدولة المؤسسات والتعايش ووجود الآخرين، ولا يعرفون معنى حرية الرأي، وكل تحركاتهم في الشارع عبارة عن سباب وشتائم وضد الرأي الآخر فضلًا عن القتل والمجازر”.