“الحلبة” دواء الأرض الذي أهمله مزارعو الجنوب
اختفت أنواع كثيرة، كان يزرعها أبناء الجنوب قبل أكثر من ثلاثين سنة، منها نبتة “الحلبة”، فما هي تلك النبتة الخضراء أو حباتها اليابسة؟.
الحلبة نوع من البقوليات، ثمارها معكوفة كالقرن، بحجم حبوب الفاصوليا، بداخلها حبوب صغيرة، تؤكل كحبوب الحمص الخضراء، كما يقول الخبير الزراعي جورج يعقوب (برعشيت)، الذي أشار الى أن “هذه الحبوب كانت تطبخ أحياناً مع الأرز، أو تقدم كعلف للحيوانات، يزرعها المصريون اليوم بكثافة، ويقدمونها في مطاعمهم، حتى أنهم يضعون حبوبها في الماء المغلي لمدة عشر دقائق، قبل أن يقدمون شرابها الساخن للضيوف”. ويشير الى أن “ثمنها زهيد، لكنها كبيرة الفائدة، من حيث أنها تثمن بقيمة الذهب، لما لها من علاجات نافعة، كونها غنية بالبروتين والنشا والفوسفور، وهي تماثل زيت كبد السمك، ويستعملها عامة الشعب في مصر وبعض الدول الافريقية”، ويؤكد أن ” الصينيين في دول الخليج العربي، كانوا دائماً يشربون شرابها بدل الماء، كونها تعطيهم الطاقة والنشاط”.
ويُذكر أن “الحلبة” كانت توصف للمرضعات بعد الوضع مباشرة، لزيادة افراز الحليب، وللذين يشكون من قلة الشهية، وفقر الدم، ولنحيلي الجسم، وكانت تمزج الحلبة بالعسل للمصابين بالامساك المزمن، ولعلاج الصدر والحلق والسعال والربو والضعف الجنسي. كما كانت توصف للمصابين بداء السكري اذ “تنقع الحلبة عند المساء في الماء، وفي الصباح يؤخذ من مائها شراباً ومن ثم يزاد ماء وتكرر العملية لمدة أسبوع”.
ويطالب يعقوب المزارعين والمعنيين بتطوير الزراعة بضرورة اعادة احياء زراعة الحلبة، لما لها من فوائد مميزة، اضافة الى كونها بعلية وغير مكلفة. وتستخدم الحلبة كمحفز للطمث بالنسبة للفتيات حديثات البلوغ عن طريق تناول ملعقة من الحلبة المسحوقة مرتين يومياً، ولكن يحذر الأطباء من تناولها أثناء الحمل خصوصاً في الأشهر الأولى لأنها قد تسبب الاجهاض، كما ينصح بتناولها بعد الولادة.
زراعته اليوم
يشير المزارع أحمد شعيتو ( 74 سنة) الى أنه “على المزارعين العودة الى زراعة الحلبة، لأن انتاجها سهل وغير مكلف، كما أن تصريف الانتاج متوفر وبأسعار جيدة نسبة الى الزراعات الأخرى، نظراً للحاجة اليه في لبنان والمنطقة”، مبيناً أنه “لم يتوقف عن زراعة الحلبة منذ أكثر من عشرين سنة، رغم كبر سنه، وعدم مساعدة أحد له، وما ينتجه من الحلبة هو أكثر بكثير من ما ينتجه من زراعة التبغ، الذي يحتاج الى كلفة وجهد كبيرين”.
داني الأمين