شارون تواجه الأزمة بـ”المقاومة الفنية”
في خطوة مميزة، نظمت بلدية شارون – قضاء عاليه وبالتعاون مع الفنانة التشكيلية حنان الصايغ ومنتدى الفن التشكيلي، “سمبوزيوم شارون للرسم” تحت عنوان “لقاء فني في الوادي”، وذلك في VALLEY CAMP بوادي شارون، وبمشاركة أكثر من 70 فنانًا تشكيليًا من مختلف المناطق اللبنانية.
واستكمل النشاط الفني بأمسية موسيقية مع المؤلف الموسيقي زياد الأحمدية، وتلاه قراءات للشاعر أدهم الدمشقي، واختتم النشاط بعرض ثلاثة أفلام وثائقية قصيرة تكرّم أبطال الرابع من آب، للمخرجتين موريال ابو الروس ودينيز جبور.
ناصر
من جهته، يشير رئيس منتدى الفن التشكيلي علي ناصر في حديث لموقع “أحوال” الى أهمية “سمبوزيوم شارون”، حيث “شكّل بارقة امل على المستوى الفني والثقافي، في ظل الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية الصعبة”.
ويلفت ناصر الى انهم كمنتدى فن تشكيلي، اتخذوا القرار بتكثيف نشاطهم الفني في مختلف المناطق من أجل تقديم صورة إيجابية عن لبنان، بعيدًا عن المشهد السوداوي القائم حاليًا والمعاناة التي يمر بها الشعب اللبناني.
وإذ يلفت ناصر إلى أن الوضع المادي للبلديات لا يسمح لها بدعم النشاط الفني لأنها تعاني من الأزمة المالية، يتوجه بالشكر إلى بلدية شارون بشخص رئيسها مهنا البنا، على الجهود التي بذلها من أجل إنجاح السمبوزيوم.
البنا
أما رئيس بلدية شارون، مهنا البنا، فيؤكد بدوره على أن “الفن والثقافة جزء لا يتجزأ من الشأن الانمائي الذي تتولاه البلدية، فإنماء الروح لا يقل أهمية بل يتجاوز الإنماء بالحجر لأن الانسان هو الاساس”.
ويشير البنا في حديث لـ”أحوال” الى أن فكرة “سمبوزيوم شارون” ولدت في فترة زمنية قياسية، ووجدت طريقها إلى التنفيذ بفضل تضافر الجهود التي ترجمت من خلال هذا العمل الفني والثقافي الكبير، “ما يؤكد مدى الحاجة إلى تعزيز الشأن الفني والثقافي، لا سيما بعد 3 سنوات على ظهور جائحة كورونا التي جمدت النشاط الاجتماعي والثقافي، ولاحقًا من خلال الأزمات الاقتصادية التي أدّت إلى تبديل سلم الأولويات في خطة عمل البلدية، حيث بات الشأن الصحي على رأس القائمة، وبالتالي عملنا من خلال سمبوزيوم شارون على التعويض ولو جزئيًا عن التقصير القسري الذي حصل”.
ويختم رئيس بلدية شارون موجهًا “الشكر إلى كل من ساهم بإنجاح النشاط الفني والثقافي، وبإطلاق الموقع الالكتروني للبلدية”، مؤكدًا أنه “رغم كل المعوقات والمصاعب، إلا أن أصحاب الإرادة والنفوس الكبيرة، قادرون على إحداث الفرق وترك بصمة إيجابية في المجتمع”.
رنو
بدوره يعرب الفنان التشكيلي برنار رنو في حديث لـ”أحوال” عن تقديره للجهود التي بذلت من أجل تنظيم هذا العمل الفني المميز واللافت شكلًا ومضمونًا.
وعلى صعيده الشخصي، يشير الفنان رنو إلى أن “سمبوزيوم شارون” أعاده إلى نبض الرسم بعد فترة انقطاع منذ انفجار الرابع من آب، وكذلك بعد تعرض المحترف الذي يمتلكه للحريق.
ويلفت رنو إلى أن “الموقع المميز في بلدة شارون والاهتمام من قبل البلدية ومنتدى الفن التشكيلي، ساهما بإنجاح النشاط، مشيرًا إلى أن أهمية سمبوزيوم شارون هي في أنه يأتي في ظل الظروف الصعبة حالياً”.
كما أعرب رنو عن إعجابه بطريقة تنظيم سمبوزيوم شارون، وتوفير كل ما يحتاجه الرسامون وفي جو طبيعي خلاب ومميز، منوهًا بإهداء النشاط إلى شهداء الرابع من آب وشهداء تفجير عكار.
ويؤكد رنو على “أهمية الاستمرارية في الحياة، خصوصًا وأننا منذ عامين لم نشهد أي نشاط فني أو ثقافي، مشيراً إلى أنه مستمر في “المقاومة الفنية” من خلال إكمال مسيرته في الرسم، حيث يجب توجيه هذه الرسالة في هذا الوقت ورغم الظروف القاهرة من أجل إظهار الوجه الإيجابي للبنان”.
كما يشدد على “ضرورة أن تعود القرى إلى نشاطها وتقوم بتنظيم المعارض الفنية والتي تعود بالفائدة على البلديات”، ويرى رنو أنه “يجب التفكير بشكل إيجابي وإعطاء الأمل للجيل الجديد بأن هناك أمل لا يزال موجودًا في لبنان، وختامًا توجه بالشكر الى رئيس بلدية شارون مهنا البنا، والفنانة حنان الصايغ ومنتدى الفن التشكيلي”.
يوسف الصايغ