فيلم Free Guy.. بين الواقع وألعاب الفيديو
يروي فيلم “Free Guy” قصة مثيرة عن عالم ألعاب الفيديو الذي أصبح عالماً بديلاً في الكثير من الأحيان عن واقع الحياة، إذ أن دقة التفاصيل وإبداع مبتكريه وخيالهم الخصب، جعل منه ملاذاً للإبتعاد عن ضغوط الحياة، ومتنفساً ذات خصائص جذابة ومثيرة للجدل في نفس الوقت.
“Guy” (Ryan Reynolds) هو رجل عادي يعيش حياة روتينية بامتياز، فهو موظف في مصرف، يستيقظ كل يوم في نفس الوقت ليرتدي ملابسه اليومية التي لا تتغير ألوانها، سترة زرقاء وبنطال كاكي اللون. يعيش حياته دون أن يهتم بأي تفصيل جانبي لا يعنيه، وإن كان ذلك مثلاً تعرّض المصرف للسرقة بشكل يومي
صديقه المقرّب هو حارس الأمن في المصرف “Buddy”((Lil Rel Howery، فهما يشربان القهوة ويمضيان وقت الغداء سوياً بشكل يومي.
ما لا يدركه “Guy” عن حقيقة وجوده، هو أنه لاعب هامشي في لعبة فيديو عالمية تُدعى “Free City”، ولكن هذه الحقيقة تصبح واضحة له عندما قرر أن يضع نظارة شمسية يضعها الآخرين.
عندئذٍ تبلورت الحقيقة أمامه ورأى عالمه والخيارات المتاحة فيه.
إلاّ أن تركيزه كان على شخصية وحيدة وهي “Millie” (Jodie Comer).
“Millie” هي شخصية حقيقية تبحث داخل لعبة “Free City” عن براهين تُثبت أن رمز البرمجة الخاص باللعبة قد سُرق من قبل”Antoine” (Taika Waititi) هو مبرمج ألعاب فيديو.
بمساعدة “Keys” (Joe Keery)، الشريك السابق لـ”Millie”، الذي يعمل حالياً في شركة “Soonami” التي يملكها “Antoine”، سيكتشف كل من “Guy” و “Millie” أن علاقتهما قد تغير حقيقة عالم كل منهما.
“Free City” هي لعبة فيديو فيها الكثير من الجنون المتفجّر، فالدور والهدف الأساسي للاعبيها هو سرقة المتاجر وتفجير أي عائق قد يحول دون تحقيق هدفهم، وكل ذلك يتم من خلال وضع النظارات الشمسية الخاصة.
في خضم هذا الجنون، يظهر “Guy” بحياته الروتينية ودوره الهامشي، فهو لا يتدخل بأي أمر ولا يظهر أي رد فعل ولا يشارك بأي من الجنون الذي يحيطه؛ لكن أحوال “Guy” تبدلت وبدأ روتينه اليومي بالتغير عندما التقى بـ”Molotov Girl” سائقة الدراجة النارية البريطانية ذات الشخصية المتمردة.
ما لا يعرفه “Guy” هو أن “Molotov Girl” هي شخصية “Millie” عبر الإنترنت، وهي مصممة ومبرمجة ألعاب الفيديو في العالم الحقيقي، تسعى لإيجاد مقطع فيديو داخل اللعبة يثبت أن “Antoine” قد سرق عملها ونسبه لنفسه.
في هذه المرحلة، قرر”Guy” أن يصبح بطل قصته التي سيقوم هو بتأليفها، في عالم لا يوجد فيه أي حدود، كما قرر أنه من سيقوم بإنقاذ عالمه، بطريقته، قبل فوات الأوان.
وكانت “Molotov Girl” قد أرشدته للوسيلة التي ستمكّنه من تحقيق هدفه، فبدلاً من اللعب بشروط اللعبة أي القيام بالسرقة والتفجير، عليه أن يقوم بعكس ذلك ويقوم بمساعدة الناس بدلاً من أذيتهم.
“Shawn Levy” قام بإخراج الفيلم وقد تمكن من تقديم مفهوم عالم ألعاب الفيديو بطريقة فكاهية مليئة بالأحداث والحركة. وقد تعمّد أن يُضمّن الفيلم رسالة باطنية وهي قوة الإرادة الحرة وضرورة عدم الخضوع والتحرر من القيود المفروضة على تفاصيل حياتنا.
الجملة الشهيرة لـ”Guy” ضمن الفيلم هي “فليكن نهاركم رائعاً، ولا تكتفوا بنهارٍ جيدٍ فقط”.
لم يكن المقصود أن تكون هذه الجملة تحيّة عادية، كان الهدف منها أن تكون عبرةً وشعاراً لحياتنا اليومية.
كثرت الملاحظات الإيجابية للنقاد على فيلم “Free Guy” خصوصاً لناحية أداء الممثلين المميز وكذلك لناحية الرسالة التي يتضمنها وواقعية وصفه الشكل العام لحياة العدد الأكبر من الناس في الوقت الحاضر. واعتبره البعض أنه جرس إنذار لضرورة تغلّب الإيجابية والقيم الجميلة على السلبية والإنقسام، كما وصفه البعض بـ” المفاجئة الجميلة والأفضل لأفلام فصل الصيف”.
لم يخلُ الأمر من بعض الإنتقادات السلبية، فبعض النقاد اعتبروه فيلماً مربكاً وفارغ المضمون.
خلاصة الأمر وبغض النظر عن آراء النقاد، تصدّر “Free Guy” عناوين الصحافة السينمائية، واحتل المركز الأول في شباك التذاكر لناحية الإيرادات خلال الأسبوع الأول لإصداره.
منال زهر